img height="113" width="154" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/ukraine_muslimien.jpg" style="" alt="مفتي القرم علي أبلاييف شدد على ضرورة التفريق بين "الإرهاب" والمقاومة (الجزيرة نت)" /كييف عقد بالعاصمة الأوكرانية اجتماع ضم رؤساء وممثلي الإدارة الدينية للمسلمين التابعة لفرقة الأحباش ومجلس اليهود, وسط رفض من المجلس الاستشاري للمسلمين الممثل الرسمي في البلاد.وبحث اجتماع الأحباش واليهود عددا من القضايا من أبرزها تعزيز التعاون ومكافحة "الإرهاب والتطرف".
وخلص إلى اتفاق الجانبين على أهمية تعزيز الحوار الإسلامي اليهودي في أوكرانيا, وتوحيد الجهود في محاربة "التطرف والإرهاب" وتفعيل التعاون في مجال حل المشاكل الأحادية والثنائية.
كما اتفق الطرفان على عقد مؤتمر في أوكرانيا للحوار بين الديانات الإسلامية واليهودية والمسيحية خلال العام الجاري.
ومن أبرز الشخصيات التي شاركت بالاجتماع رئيس الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا (الأحباش) أحمد تميم والنائب البرلماني ورئيس المجلس اليهودي إلكسندر فيلدمان, كما حضره المستشار الحكومة لشؤون القوميات والأديان فلاديمير ماتفييف.
رفض وامتعاض وفي أول رد فعل، رفض المجلس الاستشاري للمسلمين أكبر اتحاد يجمع بين الإدارات والمؤسسات الدينية والإسلامية العاملة بالبلاد والممثل الرسمي للمسلمين محليا وعالميا، ذلك الاجتماع.
وقال رئيس كل من المجلس الاستشاري بدورته الحالية والإدارة الدينية لمسلمي إقليم شبه جزيرة القرم في اتصال خاص مع الجزيرة نت "لمسلمي أوكرانيا مجلس يوحدهم، وعلى الجميع أن يعلم أن ما قامت به الإدارة الدينية التابعة للأحباش يمثلها ولا يمثل المسلمين في البلاد".
وأضاف الحاج أمير علي أبلاييف أنه ليس من الحكمة عقد مثل هذه الاجتماعات بمبادرة فردية (خصوصا بعد أحداث غزة الدامية) فتعزيز الحوار الإسلامي اليهودي وعقد مؤتمرات الطرفين يجب أن يكون قرارا يتخذ على مستوى كبار علماء المسلمين بالعالم وليس على مستوى شخصي بأوكرانيا كما حدث ونراه.
واستطرد "قبل الحديث عن محاربة الإرهاب والتطرف يجب أن نعرف ماهيته، لأن معظم اليهود ينظرون إلى المقاومة مثلا كإرهاب وتطرف، في حين ينظر إليها المسلمون كحق مشروع، أما إذا قصد المجتمعون محاربة الإرهاب والتطرف في البلاد فهذا خلق للفتن وأشبه بمحاربة الهواء، لأنه بحمد الله لا وجود للتطرف والإرهاب في أوكرانيا".
وأعرب أبلاييف عن قناعته أن الاجتماع "هدف إلى كسب الأضواء محليا وعالميا، والقيادات الإسلامية في أوكرانيا واعية لذلك والحمد لله".
وأضاف "أوكرانيا بلد مثالي للتعايش السلمي والحضاري بين مختلف الأعراق والأجناس والديانات، لكن الوضع في الأراضي الفلسطينية المقدسة يفرض نفسه دائما على طبيعة العلاقات الإسلامية اليهودية أينما كانت، ويبقيها ضمن إطار الاحترام المتبادل للقوانين في جميع الدول".
خلفية الأحباش هذا وقد تأسست الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا التابعة لفرقة الأحباش مباشرة بيوم استقلال البلاد من الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991، وتحديدا عام 1992 من قبل رئيسها ومفتيها المهندس أحمد تميم (وهو لبناني من أصل فلسطيني حصل لاحقا على الجنسية الأوكرانية).
ولم يكن لمسلمي أوكرانيا من سكان البلاد الأصليين (التتار والأوكرانيين) آنذاك أي مؤسسة إسلامية خاصة بهم ككل بحكم منع النظام السوفياتي السابق لقيام أي مؤسسات دينية عدا الإدارة الدينية لمسلمي إقليم شبه جزيرة القرم الناشطة ضمن حدود الإقليم فقط (عام 1991) حيث يوجد أكبر تجمع للمسلمين (تتار القرم) فساهم اسمها الأعم بتكوين فكرة أن إدارة الأحباش ممثل رسمي ووحيد لمسلمي أوكرانيا، وسوقها القائمون عليها محليا وعالميا على هذا الأساس.
وتتمتع إدارة الأحباش بصفة عدم التقبل بين الأوساط الرسمية والشعبية الإسلامية في أوكرانيا، وتعززت هذه الصفة باستعادة هوية المسلمين عافيتها شيئا فشيئا وظهور العديد من المؤسسات الإسلامية بشتى أرجاء الأقاليم والمدن.
وتجمع تلك المؤسسات على رفض تمثيل إدارة الأحباش لهم، ورفض مناهجهم الدينية التي تسوق لطائفة الأحباش وتكفر معظم التيارات الإسلامية الأخرى والسياسية التي تتجاهلهم في أوكرانيا.
ومن أكثر الخلافات القائمة بين مؤسسات المسلمين بأوكرانيا وإدارة الأحباش تلميحات وتصريحات الإدارة بشكل دائم بالأوساط الحكومية الرسمية إلى أن معظم تلك المؤسسات تتبع لتيارات متطرفة شتى تحمل صفة ما يسمى بالإرهاب، الأمر الذي تنفيه تلك المؤسسات وتعتبره باب فتنة وكسب للأضواء ليس إلا.