تونس- سفيان الشّورابي:أعربت النقابات الأساسية للمناجم المجتمعة بمقر الاتحاد الجهوية للشغل بمحافظة قفصة (350 كم جنوب العاصمة تونس) عن
"انشغالها العميق بالوضع الذي تعيشه المناطق المنجمية بفعل تفاقم أزمة البطالة وغياب الحلول العملية والجذرية لها". في الوقت الذي استمرت فيه الاعتصامات احتجاجا على التدهور المعيشي الذي تعانيه المنطقة. وطالبت النقابات السلطات التونسية بإيجاد الحلول الكفيلة لإنقاذ المنطقة من براثن الفقر والعوز. وتقدمت النقابات بجملة من المطالب أبرزها "الإنجاز الفوري لعملية الانتداب التي أعلن عن نتائج المناظرة المخصصة لها. والإسراع بإنجاز عملية الانتداب المعلن عنها بعد مراجعة مقاييس وشروط القبول (السن والمستوى التعليمي والاختصاص) وذلك لإعطاء الفرصة لأكثر عدد ممكن من العاطلين عن العمل للمشاركة. وتخصيص حصة لانتداب الفنيين السّاميين (مهندسين مساعدين، متصرفين مساعدين). ووجوب انتداب أعوان وقتيين (1000 عون بشركة فسفاط قفصة) مقابل التخفيض من الساعات الإضافية. ومساهمة الصندوق الاجتماعي في سدّ النقص الحاصل على مستوى الهيكلة وقانون الإطار". كما شددت النقابات على أهمية إعطاء الأولوية في التشغيل لأبناء ضحايا حوادث الشغل، وإدراج ملف التشغيل بشركة الفسفاط والمجمع الكيمياوي والسكك الحديدية ضمن المفاوضات الاجتماعية، ورصد اعتمادات لفائدة بلديات المراكز المنجمية لتوظيفها للتشغيل في إطار الحظائر المنتجة للعناية بالبيئة والمحافظة على المحيط. كما طالبوا أيضا، بضرورة الإسراع بإنجاز مشروع معمل الإسمنت "بتابديت"، وإنجاز الوحدة الثانية للمعمل الكيمياوي بالمظيلة، وتفعيل برنامج الإفراق بالحوض المنجمي لبعث مشاريع اقتصادية، وخلق المزيد من مواطن شغل بالحوض المنجمي. وفي سياق متصل، عاشت شوارع مدينة الرديف يومي السبت والأحد 26-27 يناير/كانون الثاني مظاهرات شعبية عارمة شاركت فيها كل قطاعات الجهة وفئاتها وخاصة النقابيين والمعطلين. حيث رفعت شعارات تنادي بالحق في العمل "التشغيل، التشغيل، لا وعود ولا تضليل" و"إتحاد، إتحاد، يا شريك في الفساد". أما في أم العرائس فإن الوضع مازال على احتقانه، إذ أصبحت كل زوايا المدينة مسرحا لشتى الاحتجاجات والتحركات، ولم تقدر مجهودات التفاوض الضنينة أن تحل ولو مشكلة بسيطة بل كبر الاحتجاج كمّا ونوعا حيث بدأ 50 من الجامعيين العاطلين عن العمل يوم السبت 26 يناير/كانون الثاني 2008 اعتصاما مفتوحا في مقر الإتحاد المحلي للشغل حيث نصبوا خيمة في ساحته الأمامية وعلّقوا لافتاتهم وشعاراتهم وشهاداتهم الجامعية على حيطانه وعلى حبال بلاستيكية وضعت للغرض. يذكر أن أهالي مدن الرديف وأم العرائس والمظيلة يعتصمون منذ ما يناهز عن ثلاثة أسابيع في خيم منصبة بمختلف شوارع مدنهم، احتجاجا على النتائج المعلنة لانتداب العمال لصالح شركة فسفاط قفصة، التي تعتبر المشغل الوحيد لسكان تلك الجهة. وسرعان ما توسعت دائرة الغضب لتشمل عددا من المطالب التي تخص تحسين الوضعية الاجتماعية لسكان المنطقة.