ذات يوم سمعت عن راقصات يضربن الدفوف ويرقصن فوق النار ،،وذات يوم أيقنت أن حلم تحرير القدس وفك حصار غزة سيكون أشبه برقص وعرس متلون ما بين أهازيج نصر وحرقة نار اللظى على الأشرار وأعداء الأمة والشعب الفلسطيني ,,لهذا بدأته بهذا العنوان في ذكرى مفعمة بالألم وبصور لن تنسى من ذاكرة الزمان ،،ففي عالم الأحلام ،،،يتجلى إبداع الخالق سبحانه وتعالى وفي هذا الإبداع الذي لن يصل إليه الإنسان بعد تصوير لمشاهد ووقائع وحكايات وأحداث لا يمكن تدوينها أو حتى تصويرها كما هي وحين نقول حلم مرعب أو رؤى تحمل رسالة ،،نرتجف ،،نصحو فزعين ،، صباحات الإنسان الذي يصحو بعد حلم شاهد فيه مناظر فظيعة ،،تؤكد أنه يفكر في شيء ما يراوده عن نفسه بحدث معين أو واقعة ,أنا مثل أي إنسان لديه حس مرهف متأثر بالحدث ،،إستيقظت في صباحاتي المفعمة بالحب والأمل والشروق الدائم ،،فعلى حلم ففي صباحاتي هذه اليوم ،،تلفظت الصعداء قبل أن ألقاكم ،،حلمت بأشياء مختلفة ،،كان يتصدرها الحلم الفلسطيني الغزواي فك الحصار والعودة للأرض وإزالة الإحتلال ،، بالطبع ،،رأيت المجاهدين القابعين في الخيام ،،سمعت صوت المدافع ،،وشاهدت القنابل تمطربالنار ،، فوق فضاءات عدة ،،في مدننا ومخيماتنا المحتلة ،،لم تكتفي الجارة إسرائيل بمشهد البيوت المهدمة خالية،،فحرقت الشجر وأزالت الحجر ،،في حلمي الفظيع الواقعي المتلعثم بين الأضغاث والحقائق ،،كان أمامي كثيرون مشردون ورأيت كذلك بعض الغرباء وقد نزلوا أرضنا ،،وأحتلوا معاقلنا ،،وحاولوا بكل الأساليب أن يخمدوا ثورة المقاومين،،الذين كانوا مثل المجاهدين الذين رافقوا عمر المختار شيخ المجاهدين الأبرار، رأيتهم بالزجاجات الحارقة رغم الجدار العازل يحاولون الكر والفر لإستمرار المقاومة رأيت الهول والدماء والقتل والذبح والسرقة للأرض للحياة ،،فزعت وصحوت هرعة إلى التلفاز لأشاهد إن كان هذا واقعاً أو حلماً ،،وبحمد الله أيقنت أنه حلم ،،لكنه حلم مروع عاودني المشهد المأساوي الذي عاشه أهل غزة قبل ثلاثة أشهر ،،منظر الحرب والحراب ،،ومشاهد النكبة والنزوح مشاهد عدة بدت كفيلم فيديو أمامي ،،وفي داخلي راودتني نفسي عن نفسي ،،تذكرت غيبتي عن صباحات غزة العزة وقلت قفا نبك قلت لنفسي توقفي عن لومي وتأنيبي ،،راوحت مكاني شاخصة الأنظار في صور رامتان إبان الحرب الأخيرة ،،والبرامج الوثائقية حول نكبة 48وحول قصص النزوح في 67وحروب 73 وغيرها الكثير ،،ثم عدت وصحوت من جديد على تلك المعاناة المستديمة للشعب الفلسطيني ،،الحصار والإحتلال توأمان ،،النكبة والنزحة عنوان لعدو واحد ،،اليهود الأشرار ،،المستبدين ،،تابعت في أجندتي وفي قواميسي المتراكمة قصص المقاومين الفلسطينيين ،،الغزاويين في الأنفاق المهدمة المشيدة تحت الأرض بين رفح وغزة ،،رأيت عسقلان تأن ،،والجليل يبكي ،،والجدار العازل يتحدى ،رأيت ثورات عز الدين القسام وأناشيد الشباب ومحمود درويش وحتى طوق الياسمين ،،في مسلسل يتكرر ومشهد متلعثم بلا حلول أو مخرج وأعتصر الألم قلبي ،،وناوبه ضميري يؤنبني ،،كي لا أغيب عنكم يا أحبتي وأهلي في غزة العزة وفي قدس الأقداس الحرة وفي معاقل الثوار في خيام مهدمة ومقالع مدمرة ،،وها أنا وأنتم وبين يدي سيجارتي وقهوتي العربية المرة أحتسي كل لحظة مشهدة الهجرة والنزحة والنكبة والحرب الدامية ،،ألفظ أنفاسي كي أبقى معكم في معاقل الثوار والمقاومة لعدو لا يعرف الرحمة ولا يعرف العهد ولا يعيش على على أنقاض الأطفال الأبرياء والأرامل الثكالى والشباب المكبل بالسلاسل في الأسر ،،عاهدت نفسي أن أكتب صباحاتي هذه لكل من يهمه امر فلسطين في كل مكان ،،عاهدت نفسي أن لا تستكين إلا بخروج الظالمين من أرضنا المغتصبة وبفك الحصار عنك أيتها الحبيبة غزة ،،أيتها العذراء البكر التي لن تدنسها أقدام المحتلين بصمود أهلك ،،وبجدائل نساءك عنوان الفخر وبشهامة رجالك الأبرار وبشموخ مخيماتك وحدودك المحاصرة الناطقة بالحق الناطقة بكل معاني الصمود رغم الظلم والعتمة ,,,وصباح الخير يا غزة صباح الفخروالقوة وصباح لم الشمل وهدم قلاع الأذلة مع تحيات سحر حمزة