القاهرة بعد تسعين يوما من عمليات البحث الواسعة في مختلف المدن المصرية وملاحقات للعديد من المواطنين المصريين والأجانب نجحت قوات الأمن المصرية في إلقاء القبض على أفراد الخلية المسؤولة عن التفجيرات التي شهدتها منطقة الحسين بوسط القاهرة في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) الماضي.وقد أكد القبض على المجموعة وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب أمس الاثنين، أمام أعضاء مجلس الشعب حيث أكد أن الأجهزة الأمنية توصلت مؤخرا إلى العناصر التي إرتكبت الحادث الذي أزعج مختلف الأوساط وأعاد للأذهان حوادث الهجوم على المنشآت السياحية في تسعينيات القرن الماضي.وأكد شهاب في بيان ألقاه أمام مجلس الشعب أمس انه تلقى اتصالاً من اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية أطلعه خلاله على المعلومات المتعلقة بهذه الخلية. وأضاف شهاب أن هذه الخلية تضم عناصر مصرية وجنسيات مختلفة، وأنه سيتم إخطار النيابة العامة خلال الأيام القادمة. وأوضح أنه سيتم إبلاغ النيابة عن النشاط الذي كانت تقوم به تلك الخلية والأحراز التى تم ضبطها معها، وأكد شهاب حرص الحكومة على حماية دور العبادة الإسلامية والمسيحية وعدم المساس بها، وأن الحكومة تدرك أن أمن مصر واستقرارها مستهدف من بعض العناصر الحاقدة عليها في ظل المستجدات التي فرضت نفسها على الساحة المصرية. وشدد شهاب على أن مصر ستجهض كل هذه المحاولات وتقضي على كل العناصر الإرهابية وتقدمهم للقضاء العادل والقصاص منهم ولن تسمح لهم بتحقيق أهدافهم، وستظل مصر واحة الأمن والأمان. وقال شهاب إن الأجهزة الأمنية التي تعمل ليل نهار ستظل عيوناً يقظة ساهرة تحمي المجتمع مما يدبره له البعض من جرائم وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد. جدير بالذكر أن عدد من تم إستجوابهم على خلفية التفجيرات يتجاوز ثلاثة آلاف شخص بينهم عدد من الأجانب والعرب. كما إستجوبت السلطات العديد من النساء أملاً في التوصل للجناة حيث مثل الحادث الكثير من الحرج البالغ لدى كبار المسؤولين الأمنيين أمام الرئيس مبارك والذي يولي الأوضاع الأمنية الأولوية القصوى بين مختلف الملفات الأخرى. وفي سياق متصل أكد مصدر أمني بارز ل'القدس العربي' أن المتهمين في حادث الحسين إعترفوا بكافة تفاصيل الحادث، وأن الأدلة الدامغة على إرتكابهم الحادث لا يرقى إليها الشك. ومن المقرر أن تبدأ النيابة في تسلم ملف القضية خلال الأيام القليلة القادمة. وأشار نفس المصدر إلى أن السلطات إقتفت أثر العديد من الخيوط من أجل كشف الغموض عن الحادث حتى تمكنت في نهاية الأمر من التوصل للجناة منذ عدة أيام. من جانبه، حيا صفوت الشريف رئيس المجلس أجهزة الأمن على توصلها إلى المجموعة التى ارتكبت حادث الحسين، وقال ل'القدس العربي' إن الأيام القادمة ستكشف الكثير عمن وراء هذه المجموعة. وشدد على أن مصر مستهدفة منذ زمن وأن هناك قوى خارجية لا تريد لها الاستقرار وتعمد لخلق المتاعب لها غير أن كل المؤامرات لا تلبث أن يتم الكشف عنها عبر أعين رجال الأمن الساهرة. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' أكد اللواء محمد عبد الفتاح عمر رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشعب بأنه كان على يقين بأن جهاز الأمن المصري سيصل لمرتكبي حادث الحسين بسبب ما يتمتع به من قدرات وخبرات كبيرة في مجال ملاحقة التنظيمات الإرهابية. وحذر عمر من التنظيمات العشوائية التي يتسبب فيها جهل الشباب وسعي بعض القوى الخارجية لإستخدامهم كذرائع من أجل تنفيذ مخططاتها داخل الأراضي المصرية. وعلمت 'القدس العربي' بأن عدداً من كبار المسؤولين قاموا بتوجيه التهنئة لوزير الداخلية حبيب العادلي، ومن هؤلاء رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور ووزراء العدل والخارجية والصحة. وكان العديد من المساجد التابعة للسلفيين قد شهدت على مدار الشهور الماضية رقابة شديدة خشية إندساس أي من العناصر التخريبية بداخلها. غير أن المشرفين على تلك المساجد يحرصون على النأي بأنفسهم عن الدخول في أي خلافات مع النظام ويسعون دائماً لتجنب الحديث في الشؤون السياسية أو توجيه أي نقد لرموز النظام المصري أو الحزب الحاكم. حسام أبو طالب 'القدس العربي'