القاهرة أعلنت دار الإفتاء المصرية اليوم السبت عن توقيعها اتفاقية مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي، التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، كخطوة أولى لتوحيد الآراء الفقهية حول القضايا العامة المشتركة.وقال الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، عقب توقيعه الاتفاتقية اليوم مع الدكتور عبد السلام داود العبادي، أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي، إن هذه "الاتفاقية تأتي في إطار جهود ومساعي المؤسسات الفقهية الإسلامية نحو توحيد الرؤى وجمع كلمة العلماء والمجامع الفقهية في العالم الإسلامي". وأوضح أن الاتفاقية شملت التعاون المشترك بين الطرفين في "وضع خطة شاملة للتنسيق في إصدار الفتاوى في المسائل التي يكثر السؤال عنها، وكذلك الموضوعات المثارة التي ينبغي التصدي لها". تبادل الخبرات كذلك جرى الاتفاق، بحسب مفتي مصر، على "تبادل الخبرات في مجال الفتاوى والقرارات الفقهية الصادرة عن المؤسستين في القضايا الاقتصادية والسياسية والفلكية والطبية والفكرية". وشدد د. جمعة على أن "توحيد الجهود الفقهية في القضايا العامة أمر مهم" ينبغي السعي إليه، مضيفا أن "دار الإفتاء المصرية قامت في إطار تحقيق التعاون في مجال الفتوى بتوقيع عدة بروتوكولات مع العديد من الدول، منها الكويت، والسودان، والبوسنة، إضافة إلى وجود تعاون مع دول أخرى ليس بها دار للفتوى، وتريد إنشاء دار كالموجودة في مصر، ومنها المغرب والجزائر". وأوضح أن "هذا التعاون يؤدي إلى وحدة الرأي والتشاور والخروج برأي يدل على وحدة المسلمين، بحيث إذا وجد خلاف يكون خلاف تنوع، وليس خلاف نزاع أو تضاد". وكان د. جمعة قد أعلن في مؤتمر صحفي يوم 23-12-2007 عن تبينه لفكرة إنشاء مجلس أعلى لدور الفتوى في العالم الإسلامي، موضحا أن "مجلس دور الفتوى المقترح سيتكون من مفتيي الدول الإسلامية التي بها دور للفتوى، ورؤساء المراكز أو الزعماء المسلمين الذين يوكل لهم الإفتاء في البلاد التي ليس فيها دار للفتوى؛ وذلك لمواجهة الأحداث برأي متفق عليه". إزالة الشبهات وتنص الاتفاقية بين دار الإفتاء المصرية ومجمع الفقه الإسلامي الدولي كذلك على التعاون في إعداد وتنفيذ خطة شاملة للتعريف بالإسلام، وإزالة الشبهات، والرد على حملات التشكيك فيه، من خلال إصدار الرسائل، وإعداد البرامج، وإلقاء المحاضرات، وتبادل المعلومات والخبرات والزيارات المحققة لهذا الهدف. كما سيتعاون الطرفان في مجال البحوث والدراسات المتعلقة بحفظ التراث الإسلامي وإحيائه وتحقيقه ونشره وتوزيعه بشتى الطرق الممكنة مطبوعة أو رقمية، إضافة إلى تنظيم لقاءات دورية بين العلماء والباحثين للنظر في مختلف القضايا، ودراسة التحديات التي تواجه الأمة بالأسلوب الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة. صبحي مجاهد