وزير الثقافة المصري فاروق حسنييثير ترشيح وزير الثقافة المصري فاروق حسني لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو جدلا أوروبيا، حيث قام عدد من المثقفين بتوجيه نداء يعارض ترشيحه نشرته صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية في عددها الدوري الأسبوعي. لا يحظى ترشيح وزير الثقافة المصري فاروق حسني لشغل منصب مدير الأمانة العامة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بتأييد الدول العربية فحسب، بل أن عددا كبيرا من الدول الأوروبية وعلى رأسها ايطاليا وأسبانيا وحتى فرنسا أعلن عن دعمه بقوة لترشيح الوزير المصري. وينطلق هذا الدعم من تقييم الموقف المصري المعتدل ودور مصر كجسر وحلقة وصل على المستويين الإقليمي والدولي. اتهامات بمعاداة السامية تأييد عربي وأوروبي لترشيح وزير الثقافة المصري على هرم المؤسسة الثقافية الدولية لكن هناك أصوات أخرى لا تؤيد ترشيح الوزير المصري لهذا المنصب الهام، فقد نشر عدد من المثقفين اليهود نداء بهذا الخصوص نشرته صحيفتا "فرانكفورتر ألغماينه" الألمانية المعروفة و"لوموند" الفرنسية تحت عنوان "وصمة عار على اليونسكو" في عددهما الصادر يوم الأحد (24 مايو أيار 2009). ويُذكِر المعارضون لترشيح فاروق حسني، وعلى رأسهم الكاتب الأمريكي من أصل يهودي إيلي فيزيل الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1986، والمفكر الفرنسي بيرنارد-هنري ليفي وكلود لانتسمان مدير معهد وثائق محرقة الهولوكوست، يذكرون بتصريحات أدلى بها حسني عام 2001 واعتبرت معادية للسامية، حيث ينسب إلى الوزير الذي يتولى حقيبة الثقافة في مصر منذ أكثر من عقدين من الزمان، قوله إن إسرائيل لم تساهم قط في إثراء الحضارة الإنسانية، وأنها كانت دائما تستولي على إرث الآخرين. كما يؤخذ في إسرائيل أيضا على حسني ما قاله أمام البرلمان المصري حول استعداده لحرق الكتب العبرية إن كانت تباع في مصر. وقد ناشد فيزيل مع مثقفين آخرين الرئيس المصري حسني مبارك، بسحب ترشيح حسني. اعتراضات ألمانية كذلك أعرب المجلس الثقافي الألماني عن قلقه أمس الاثنين(25 مايو/ايار) إزاء إمكانية تولي وزير الثقافة المصري فاروق حسني منصب مدير منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونيسكو). وقال رئيس المجلس اولاف زيمرمان إن " انتخاب فاروق حسني مديرا عاما لليونيسكو سيكون خطأ فادحا". وقال زيمرمان في بيان " إن الشخص الذي يكون موضع شكوك سببها الإخفاق في احترام تنوع الثقافات العالم لا يمكن السماح له بتولي أهم منصب في السياسة الثقافية والتعليمية في العالم". وأضاف زيمرمان ، الذي كان يتحدث أمام ممثلي 200 منظمة ثقافية في ألمانيا " إن مثل هذه المسئولية يجب ألا يتم السماح بتوليها من قبل شخص لا يجسد بصورة جلية المبادئ الأساسية لليونيسكو". "على جميع المرشحين التقيد بمبادئ اليونسكو" رسميا اعتبرت فرنسا انه من المبكر إبداء رأي بشان المرشحين لمنصب المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) ومن بينهم المصري فاروق حسني المختلف عليه، لكنها شددت على ان الذي سيتولى هذا المنصب يجب أن يشاركنا "كليا" مبادئ "التسامح واحترام الثقافات". وقالت وزارة الخارجية ردا على سؤال بشان الجدل المثار حول ترشيح وزير الثقافة المصري المتهم بالإدلاء بتصريحات مناهضة لإسرائيل "من الطبيعي ان يكون جميع المرشحين لهذا المنصب متقيدين تماما بالمبادئ الأساسية الواردة في الميثاق التأسيسي لليونسكو ولاسيما التسامح واحترام التنوع الثقافي". "إسرائيل" تسحب اعتراضها أما فيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي فقد تراجعت تل أبيب عن معارضتها لترشيح فاروق حسني في المنظمة الدولية بحسب ما أعلن مسؤول إسرائيلي أمس الاثنين 25( مايو/ أيار). ووصفت هذه الخطوة ببادرة حسن نية تجاه الرئيس المصري حسني مبارك، وكما أضاف المصدر نفسه، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتخذ هذا القرار بعد تلقيه طلبا بهذا الشأن من الرئيس مبارك، وذلك خلال اللقاء الذي جمع بينهما مطلع الشهر الجاري في منتجع شرم الشيخ. لكن القول الفصل بشأن ترشيح أو انتخاب وزير الثقافة المصري أمينا عاما جديدا لمنظمة "اليونسكو" سيحسم على أبعد تقدير في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وهو التاريخ المحدد لانتخاب خلف للأمين الحالي للمنظمة الياباني الأصل كويشيرو ماتسورا.