إستانبول(رويترز )الفجرنيوز:أظهرت دراسة حديثة أن ما يقرب من ثلثي الأتراك، يعتبرون الدين أولوية لهم، لكنهم يرون أن التطرف الديني خطر يهدد بلادهم، كما أوضحت أن إسرائيل أكثر الدول التي لا تحظى بشعبية في تركيا، والأكثر مسئولية عن إثارة مشاكل العالم. وجاء في الدراسة -التي أجرتها جامعة "بهجسير" في إستانبول وأعلنت نتائجها في مؤتمر في مطلع الأسبوع الحالي- أن الدين أولوية بالنسبة لنحو 62% من الأتراك، لكن 69% من المشاركين اعتبروا أن التطرف الديني يمثل خطرا على تركيا. وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "ميللت حرييت" التركية فإن الأتراك لا يرحبون بأي جيران يتناولون الكحوليات يليهم الجيران المسيحيون واليهود. طالع أيضا: نواب أتراك يستقيلون من جمعية الصداقة مع إسرائيل ي. أحرونوت: تراجع تجاري حاد بين تركيا وإسرائيل تركيا.. تظاهرات علمانية ضد الحجاب
وأعرب 62% عن تأييدهم لارتداء النساء المسلمات الحجاب خارج المنزل، كما رأى 58% أنه من "الخطيئة" للنساء ارتداء "لباس البحر" على الشاطئ. وفي إطار الأولويات، قال 17% من الأتراك إن العلمانية هي الأولوية بالنسبة لهم، بينما تصدرت الديمقراطية أولوية 15% ممن شملتهم الدراسة في حين أشارت أعداد أصغر إلى الهوية العرقية والمكاسب المادية، وكشفت الدراسة أن الجيش لا يزال أكثر مؤسسات الدولة شعبية. شعبية إسرائيل وعلى الصعيد الخارجي ذكرت الدراسة أن إسرائيل "أكثر دولة أجنبية" لا تحظى بشعبية عند الأتراك يعقبها أرمينيا والولايات المتحدة. وجاء في الدراسة المسحية أن إسرائيل ينظر إليها أيضا على أنها أكثر دولة مسئولة عن إثارة المشاكل في العالم يليها السياسات الأمريكية والأوروبية. وترتبط تركيا بعلاقات اقتصادية وسياسية وعسكرية وثيقة مع إسرائيل، وضع أسسها النظام العلماني الأتاتوركي الذي أنشأ تركيا العلمانية الحديثة. وفي عهد حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي بدأ منذ عام 2002، شهدت العلاقات الثنائية توقيع مزيد من الاتفاقيات، ولكنها لم تخلُ أيضا من فترات توتر حاد على خلفية الحرب الإسرائيلية على لبنان، والهجمات المتكررة على قطاع غزة وصلت في إحدى المرات إلى سحب السفير التركي من تل أبيب. أما الخطر الرئيس بالنسبة للأتراك فيأتي بحسب نتائج الدراسة من جانب حزب العمال الكردستاني الذي يحارب منذ 25 عاما للحصول على وطن قومي مستقل للأكراد في جنوب شرق تركيا. وأجريت الدراسة التي جاءت تحت عنوان "مواقف العامة تجاه التنوع والتسامح والتطرف في تركيا" بين 12 أبريل و3 مايو الماضيين وأخذت آراء 1715 شخصا في 34 مقاطعة تركية. الاتحاد الأوروبي وفيما يتعلق بقضية الانضمام للاتحاد الأوروبي فإن معظم الأتراك يؤيدون مساعي حكومتهم في هذا الصدد، لكن كثيرين يقولون إن الاتحاد ينظر إلى عملية الانضمام بقدر من التحامل لأن تركيا دولة إسلامية. وثلاثة من بين كل أربعة أتراك يعتقدون أن الاتحاد الأوروبي يحاول تقسيم تركيا في حين يرى 81% من الأتراك أن هذا التكتل الأوروبي هدفه نشر الديانة المسيحية. وتقول الدراسة إنه على الرغم من ذلك فإن 57% يريدون الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. وفي تعليقه على هذه القضية قال يلمظ أسمر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الذي أشرف على الدراسة: "ما زال أغلبية الأتراك يريدون عضوية الاتحاد الأوروبي لكن أغلبية أكبر تساورها شكوك عميقة بشأن نوايا الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا". وأوضح أسمر أن المعارضة الأقوى لدخول الاتحاد الأوروبي جاءت من الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 و18 عاما. وأشار إلى أن واحدا من بين كل أربعة أتراك إما يعتقد أن تركيا هي بالفعل عضوة بالاتحاد الأوروبي أو أنه غير متأكد من ذلك. وفي واقع الأمر تركيا مرشحة رسميا لعضوية الاتحاد منذ عشر سنوات، ولم تستكمل سوى بند واحد من 35 "بندا" مطلوبة لإتمام عملية الانضمام.