الجزائر مراسلة الفجرنيوزعلجية عيش :طالب بلقاسم بوخرواطة المدير العام للأوقاف و الزكاة و الحج و العمرة بوزارة الشؤون الدينية "فرنسا" تسليمها ارشيف الأملاك الوقفية الذي استحوذت عليه من أجل جرده و تدوينه و ترتيبه و تحديده بدقة وكشف بوخرواطة خلال الملتقى الدولي الثاني حول الوقف الإسلامي في الجزائر تاريخه و سبل تفعيله و المنظم من قبل مدير ية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية قسنطينة أمس الثلاثاء بدار الإمام عن برنامج الوزارة للإنتقال الى مراكز أرشيف الأوقاف الجزائرية الموجودة بتركية و سوريا و عمان التي كانت تشرف بدورها على اوقاف لجزائر في القدس من أجل الحصول عليها و تحديدها بدقة. يأتي هذا البرنامج كون الأملاك الوقفية في الجزائر ذات خصوصية معينة نظرا للظروف التاريخية التي مر بها الوقف منذ دخول الإستعمار الى الجزائر و أدرك أهمية الأوقاف في تعزيز التظامن و التآزر و التآخي و تمويل مختلف المجالات الإجتماعية الإقتصادية و حتى العسكرية، و لما أدرك هذه الحقيقة عمل على تخريبها و أجهر نيته في الإستلاء عليها و توزيعها على الضباط الفرنسيين و الدخلاء المرتزقة و حُوّل أغلبيتها الى ما يسمى بأملاك الدولة، و كانت مصاريف ومداخيل المؤسسات الدينية آنذاك تضم إلى ميزانية الحكومة الفرنسية ، كما عمل الإستعمار على تهديم هذه الأوقاف لما أدرك إصرار الجزائر على تمسكها به، و بعد الإستقلال شرعت الدولة في تاسيس منظومة قانونية للأوقاف وفق قانون 10/91 و هي اليوم تقطع شوطا كبيرا لإكتشاف مختلف العقارات الوقفية و العملية متواصلة.. و يصل عدد الأملاك الوقفية في الوقت الحاضر حسب المدير العام للأوقاف بالوزارة ما يزيد عن 5500 وقف، تضاف إلى عدد الأوقاف التي تم استرجاعها منذ نهاية التسعينيات تاريخ انطلاق عملية استرجاع الأوقاف من قبل وزارة الشؤون و هي حوالي 3000 وقف ، تتمثل في عقارات فلاحية و عمرانية، و رغم ذلك تبقى الأملاك الوقفية قليلة جدا مقارنة لما هو موجود، و تعمل الوزارة على استرجاع هذا الإرث الذي ما يزال موزعا في مختلف الدول و على رأسها فرنسا، و طالب ممثل الوزارة هذه الأخيرة "فرنسا" تسليمها ارشيف الأملاك الوقفية الذي استحوذت عليه و حولته الى ثكنات عسكرية من أجل جرده و تدوينه و ترتيبه و الإستثمار فيه، سيما و إيرادات الوقف في الجزائر تصل اليوم الى حدود ال 66 بالمائة حسب ما كشفه يوسف عزوزة مدير الشؤون الدينية و الأوقاف بولاية قسنطينة.. ومن جهة أخرى تتواصل الجهود في تطوير الأساليب لإعطاء الوقف مكانته الخاصة ذلك في إطار التكوين المتوصل للإطارات الوقفية و اكتساب آليات التسيير و البحث، لأن الباحث عن الأوقف كما قال بوخرواطة كالباحث عن الذهب في منجم غير مهيكل و مجهز، كذلك إيجاد السبل و الصيغ من أجل التسوية القانونية، و بخصوص هذه النقطة بالذات كشف بوخرواطة أن مئات الملفات الوقفية هي اليوم أمام العدالة، موضحا ان اللجوء الى القضاء كان بسبب انقطاع خيوط التواصل بين الوزارة و بعض الأطراف و على رأسها الإدارة المحلية التي تريد اليوم الإستحواذ على الأملاك الوقفية لصالحها، علما أن الملتقى الذي يدوم على مدار 03 أيام من ( 09 الى 11 جوان الجاري) سيشارك فيه دكاترة أخصائيوة في مجال الوقف من مختلف الدول العربية ( الإمارات، السعودية، لبنان، الكويت،، مصر، و اساتذة جامعيون من مختلف ولايات الوطن) ، ويأتي هذا الملتقى لما حققه الملتقى الدولي الأول المنعقد في 2006 من نجاح كبير ألقي فيه الضوء على تاريخ و القف في الجزائر و أهميته في خدمة المجتمع العربي الإسلامي..