تونس تشارك في معرض ليبيا للإنشاء    غرفة القصابين: معدّل علّوش العيد مليون ونص    نيويورك: الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لغزة    تونس: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه    علم تونس لن يرفع في الأولمبياد    جبل الجلود تلميذ يعتدي على أستاذته بواسطة كرسي.    مهرجان سيكا جاز: تغيير في برنامج يوم الافتتاح    الفيلم السّوداني المتوّج عالميا 'وداعًا جوليا' في القاعات التّونسية    سامي الطاهري يُجدد المطالبة بضرورة تجريم التطبيع    دعما لمجهودات تلاميذ البكالوريا.. وزارة التربية تدعو إلى تشكيل لجان بيداغوجية جهوية    الطبوبي في غرة ماي 2024 : عيد العمّال هذه السنة جاء مضرّجا بدماء آلاف الفلسطينين    عاجل: وفاة معتمد القصرين    انطلاق فعاليات الاحتفال بعيد الشغل وتدشين دار الاتحاد في حلتها الجديدة    بنزرت: وفاة امرأة في حادث اصطدام بين 3 سيارات    اليوم: طقس بحرارة ربيعية    تونس: 8 قتلى و472 مصاب في حوادث مختلفة    البطولة العربية السادسة لكرة اليد للاواسط : المغرب يتوج باللقب    الهيئة العامة للشغل: جرد شركات المناولة متواصل    اليوم: تونس تحيي عيد الشغل    جولة استكشافية لتلاميذ الاقسام النهائية للمدارس الابتدائية لجبال العترة بتلابت    نتائج صادمة.. امنعوا أطفالكم عن الهواتف قبل 13 عاماً    اليوم.. تونس تحتفل بعيد الشغل    اتفاق لتصدير 150 ألف طن من الاسمدة الى بنغلاديش سنة 2024    الليلة في أبطال أوروبا... هل يُسقط مبابي «الجدار الأصفر»؟    الكرة الطائرة : احتفالية بين المولودية وال»سي. آس. آس»    «سيكام» تستثمر 17,150 مليون دينار لحماية البيئة    أخبار المال والأعمال    وزارة الفلاحة تضبط قيمة الكيلوغرام من التن الأحمر    لبنان: 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من السلطات    موظفون طردتهم "غوغل": الفصل كان بسبب الاحتجاج على عقد مع حكومة الكيان الصهيوني غير قانوني    غدا الأربعاء انطلاقة مهرجان سيكا الجاز    قرعة كأس تونس للموسم الرياضي 2023-2024    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    تعزيز أسطول النقل السياحي وإجراءات جديدة أبرز محاور جلسة عمل وزارية    غدا.. الدخول مجاني الى المتاحف والمواقع الاثرية    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    ناجي جلّول: "أنوي الترشّح للانتخابات الرئاسية.. وهذه أولى قراراتي في حال الفوز"    الاستثمارات المصرح بها : زيادة ب 14,9 بالمائة    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    أمير لوصيف يُدير كلاسيكو الترجي والنادي الصفاقسي    إصطدام 3 سيارات على مستوى قنطرة المعاريف من معتمدية جندوبة    خبراء من منظمة الصحة العالمية يزورونا تونس...التفاصيل    ربع نهائي بطولة مدريد : من هي منافسة وزيرة السعادة ...متى و أين؟    التوقعات الجوية اليوم الثلاثاء..أمطار منتظرة..    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    زيادة في أسعار هذه الادوية تصل إلى 2000 ملّيم..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجرنيوز تحاورالسيد عز الدين علام أحد قيادات البديل الحضاري (المغرب)
نشر في الفجر نيوز يوم 14 - 06 - 2009


حاوره: نورالدين علوش الفجرنيوز
الفجرنيوز * في البداية نريد أن نعرف من هو عزالدين علام وظروف التحاقه بالحركة الاسلامية؟
***باسم الله الرحمان الرحيم، بداية أتوجه بالشكر لادارة صحيفة الفجرنيوز الإلكترونية ولكل الساهرين عليها على هذه الاستضافة.
لقد تزامن مجيئي للدنيا بالذكرى الأولى لثورة الملك والشعب وذلك يوم 20غشت 1954،ولدت بقرية(المنزل)،والتي أصبحت فيما بعد مدينة صغيرة،هذه القرية التي تتوسط قبيلة بني يازغة،احدى قبائل الأطلس المتوسط ،المتواجدة على بعد 60 كلم شرق مدينة فاس.تلقيت بها تعليمي الابتدائي ثم انتقلت مع أسرتي الى مدينة الدار البضاء أواخر سنة1969 حيث أكملت دراستي الاعدادية فالثانوية ثم لاحقا الجامعية. .

بهذه المدينة سيعرف مسار حياتي تحولا جوهريا كان له الأثر البليغ في كل حياتي كما لازلت أعتز به الى اليوم وأحمد الله لأنه كان قدرا من عنده سبحانه لا دخل لي ولا لأسرتي فيه انه التحاقي المبكر(مستوى الاعدادي) بصفوف الحركة الاسلامية المغربية وهي بعد في بداياتها الأولى على يد أحد القيادات الوطنية آنذاك الأستاذ نورالدين ذكير، بحكم تقاربنا في السكن وكانت تجمعنا الصلاة في مسجد الحي. .
الفجرنيوز * هل لك أن تطلعنا على أهم المحطات التي عرفها هذا المسار مع تسليط الضوء على بعض الزوايا التي بقيت معتمة من تاريخ الحركة الاسلامية؟
**بداية أشكر الأخ الكريم على هذا السؤال لأهميته في نظري.
لم يستغرق تأطيري مدة طويلة حتى بدأ الاخوة المسؤولون يكلفونني بمهام تنظيمية وتأطيرية...(وكان ذلك نوع من التأطيرأيضا على قاعدة قولة الشهيد المهدي بنبركة أثناء افتتاح ورش طريق الوحدة غداة الاستقلال:نبني الطريق والطريق يبنينا) الشيء الذي أهلني ،وفي مدة قياسية،لأن أصبح أحد القيادات الميدانية من أبناء جيل تأسيس الحركة الاسلامية المغربية؛كما أنه ذات السبب الذي جعل الأستاذ مطيع يوجه لي دعوة ،عبر الأخوان الصنيبي وبيرواين لحضور المؤتمر المصغر الذي نظمته الحركة بمكة المكرمة موسم الحج لسنة 1977،لتدارس الوضع التنظيمي بالمغرب آنذاك ولتجاوز الاشكالات التنظيمية والتصدعات التي خلفها انشقاق القيادة الوطنية بالداخل ،التي كانت مشهورة باسم (القيادة السداسية).
من أبرز التوصيات التي خرج بها هذا المؤتمر تشكيل قيادة وطنية بديلة(قيادة13)،والتي كنت من بين أعضائها،وبرجوعكم الى أول كتاب صدر لأ ول باحث مغربي في شؤون الحركة الاسلامية الدكتور محمد الضريف بعنوان(الاسلام السياسي) ستجدون اسم عزالد ين علام من بين الأسماء القيادية التي ذكرها الباحث كما أنه كان من أبرز هذه الرموز القيادية البديلة أخونا الأستاذ المصطفى المعتصم،عجل الله بفرجه.
في نوفمبر 1978التحقت بالمملكة العربية السعودية لاستكمال دراستي الجامعية بجامعة الامام محمد بن سعود بالرياض،وكان ذلك بطلب من الأستاذ عبد الكريم مطيع لأكون معاونا له هناك،أثناء هذه الفترة الوجيزة التي قضيتها هناك،كان لي شرف التعرف على عدة شخصيات من بينهم الدكتور خالد العجيمي غالب ظني أنه رئيس نفس الجامعة حاليا،مفتي المملكة العربية السعودية يومذاك المرحوم عبد العزيز بن بازوالذي تشرفت بدعوته لي لحضور مأدبة غداء ببيته بالرياض،كما لايفوتني أن أذكر اللقاء الذي جمعنا بالأستاذ مهدي عاكف ،المرشد العام للأخوان المسلمين الحالي،اللقاء الذي دعا له وأشرف عليه الأستاذ لاشين أبو شنب ،عضو مجلس الشعب سابقا عن الاخوان المسلمين،هذا اللقاء الذي انتدب له ممثل عن كل بلد اسلامي وكنت ممثل المغرب فيه.
في دجنبر 1979رجعت للمغرب لحضور جلسة محاكمة الأستاذ ابراهيم كمال ومن كان معه وبعد أن تمت محاصرة مبنى المحكمة من طرف قوى الأمن (تدخل سريع وغيره)ألقي علي القبض مع 21من بين الاخوة الذي جاؤوا لحضور أطوار المحاكمة ،كان ذلك يوم 10دجنبر1979(اليوم العالمي لحقوق الانسان).
في مارس 1981،وبعد أن كان قد تم اطلاق سراحي طبعا في متم فبراير 1980، توجهت الى فرنسا (باريس)بدعوة من الأستاذ عبد الكريم مطيع،تجدر الاشارة الى أنها نفس الفترة التي عرفت انشقاق الاخوة (الأستاذ عبد الاله بنكيران،محمد اليتيم،ادريس شاهين،المرحوم علال العمراني،...واللائحة طويلة )والذين أصدروا حينذاك بيانا في الموضوع كان قد نشر بجريدة الشرق الأوسط وهم نفس الاخوة الذين أسسوا بعد الانشقاق تنظيما جديدا تحت اسم(الجماعة الاسلامية) هذا الاسم الذي لم يرق للسلطات فتم استبداله ب(حركة التجديد والاصلاح) قبل أن تتحول الى(التوحيد والاصلاح)بعد الاندماج الذي حصل مع جماعة القصر الكبير (الشروق) التي كان يرأسها الدكتور أحمد الريسوني.
كانت أيضا هي ذات الفترة التي عرفت انشقاق مجموعة من الاخوة من أبرزهم الدكتور المرحوم محمد البشيري الذين أسسوا رفقة الشيخ الأستاذ عبد السلام ياسين تنظيما آخر تحت اسم (الجماعة الخيرية)والتي كان شعارها ولايزال (العدل والاحسان) ،هذا الشعار الذي سيغلب استعماله فحل محل الاسم.
بعد رجوعي من فرنسا ، أمضيت فترة تأمل ومراجعة ومشاورة مع بعض الاخوة من أمثال رفيق دربي الأستاذ ابراهيم بورجة حفظه الله، الذين كنا نتقاسم نفس الموقف،قررت تجميد نشاطي ولزوم بيتي. هذا الموقف الذي لم تقتنع به الأجهزة الأمنية آنذاك، فبقيت تلاحقني وتعد علي أنفاسي،ومن ذلك على سبيل التمثيل:
-اختطافي من داخل المؤسسة التي كنت أدرس بها في مارس1982 ،(هذا الاختطاف ومدته مثبتان في التقرير التحكيمي الذي توصلت به من هيأة الانصاف والمصالحة).
-استدعائي للتحقيق بمفوضية الشرطة/ الدائرة الرابعة /سيدي عثمان/ مصلحة الاستعلامات العامة، على مدى أسبوع يوميا وأحيانا في الفترة الصباحية والمسائية،سنة1984على خلفية اعتقال مجموعة26 (الحكيمي بلقاسم ومن معه)التي كانت متهمة بادخال الأسلحة عبر التراب الجزائري وبعد تأكدهم بأن لا علاقة لي بالموضوع ولا لاتربطني أية علاقة بأفراد المجموعة أخلي سبيلي دون أن أسلم من الأذى، رغم تأكدهم من براءتي ،فتم حجز جواز سفري ،وفرض علي ما يشبه الاقامة الجبرية.
قبل ختام الجواب على سؤالكم هذا بقي توضيح أقدر أنه ضروري، أستئذنكم في فتح قوس للادلاء به : مسألة كثيرا ما التبست على بعض من يتصدون الآن لكتابة تاريخ هذه الحركة وغالبيتهم يقدمون أنفسهم على أنهم باحثين مختصين في شأن الحركات الاسلامية ،هذا التاريخ الذي لم يكتبه صانعوه أو الذين عاشوه أو على الأقل عايشوه ،رغم المحاولات التي ابتدأتها رفقة أخواي المعتصم وبورجة ( بدافع الغيرة والايمان منا على أن تاريخ أية تجربة ينبغي أن يسطره أبناؤه الذين صنعوه،بعد ذلك فليكن ما كتبوه مادة للباحثين المختصين) على صفحات جريدة الجسر،ورغم أنها لم ترق الى مستوى التأريخ ولم يدع يوما أحد من هؤلاء الثلاثة ذلك ،اعتبرناها يومذاك (محاولات)،رغم ذلك لم ترق البعض فاضطررنا لوقف مابدأناه. ..لعله لفث انتباهكم استعمالي تسمية(الحركة الاسلامية المغربية)ان ذلك كان عن قصد مني لتوضيح هذه المسألة ،ان التنظيم الذي كنا فيه هو:الحركة الاسلامية المغربية،والتسمية كانت مقصودة لتمييزنا عن غيرنا من باقي الحركات الاسلامية الأخرى في المشرق وحتى لا يعتبرننا أحد أننا جزء من التنظيم العالمي للاخوان المسلمين،كما أن هذه الحركة كانت هي الحركة الاسلامية الوحيدة يالمغرب آنذاك وبذلك استحقت أن تكون أم باقي الحركات التي تفرعت عنها فيما بعد.وفي نفس الوقت كانت هناك جمعيات موازية للحركة هي:
-جمعية الشبيبة الاسلامية التي كان يرأسها الأستاذ عبد الكريم مطيع وكان نائبا له الأستاذ ابراهيم كمال.
-جمعية الطلائع التي كان يرأسها الأستاذ نجمي.
-جمعية شباب الدعوة التي كان يرأسها الأستاذ الدكتور القاضي برهوم.
-جمعية أنصار الدعوة التي كان يرأسها العالم الجليل المرحوم السرغيني.
-جمعية خريجي مدرسة المعلمين التي كان يرأسها الأستاذ عمر الأزرق.
الفجرنيوز فما سبب اشتهار الحركة الاسلامية المغربية باسم حركة الشبيبة الاسلامية؟
الجواب بكل بساطة أنه وعلى اثر الاعتقالات التي طالت شبابنا أواخر سنة 1975 على خلفية اغتيال المناضل الشهيد عمر بنجلون والصاق تهمة اغتياله بالحركة وبجمعية الشبيبة الاسلامية لاعتبار أن رئيسهما كان واحدا و هو الأستاذ عبد الكريم مطيع (على اثر ذلك) حدث أمران هما ،في تقديري،السبب الرئيسي في الالتباس والخلط بين الحركة والجمعية هما:
-البيانات والتصريحات التي كان الأستاذ عبد الكريم مطيع يصدرها من منفاه سواء بالمملكة العربية السعودية أو بالكويت على صفحات عدة منابر(مجلة المجتمع الكويتية،الشهاب اللبنانية،الرائد التي كان يصدرها الأستاذ عصام العطار من آخن بألمانيا،الغرباء من لندن،...)كانت هذه البيانات كلها تصدربتوقيع رئيس الشبيبة الاسلامية.
-التوجيه الذي كان يعطى للشباب بأن يصرحوا،في حالة الاعتقال،بالانتساب الى جمعية الشبيبة الاسلامية التي كان معترفا بها وحاصلة على وصل الايداع القانوني وفق مقتضيات قانون الحريات العامة الصادر سنة 1958.
وهكذا اشتهرت الحركة الاسلامية المغربية باسم الشبيبة الاسلامية من باب اطلاق الجزء وارادة الكل كما يقول البلاغيون،فكانت الجمعية بمثابة الشجرة التي تخبئ خلفها الغابة
الفجرنيوز *هل لنا أن نعرف السياق الذي جاء فيه التحاقكم بالبديل الحضاري؟

**استمر تجميدي لنشاطي الى غاية رمضان 1996،في هذا الشهر المبارك اتصل بي (وكنت واخوة آخرين كان لهم نفس موقفي من أبرزهم أخي بورجة) الأخ الكريم المعتصم ، الذي وجدته ،وبعد طول فراق ، كما عهدته في السبعينيات ،نشاط وحيوية وحماس وحب وغيرة على هذا الوطن كل هذا تحسه وأنت تستمع اليه ، ممزوجا بالألم والحسرة على ما آل اليه الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي...ببلادنا .وبعد عدة لقاءات(والتي لم يتخلف عنها الأستاذ المعتصم ولو مرة واحدة متنقلا من فاس الى البيضاء على نفقته مصحوبا كل مرة بأحد من اخوانه غالبا ما يكون الأخ الكريم محمد الأمين الركالة) ونقاشات كانت تستمر بنا الى الفجر وبعد اطلاعنا على المراجعات التي قام بها ومن معه وتغيير كثير من القناعات السابقة بقناعات جديدة من قبيل:مركزية الحوار في مشروع البديل الحضاري،الموقف من الديمقراطية موقفا استراتيجيا واعتبارها الآلية الأوحد لحسم النزاع في المختلف فيه بين الفرقاء وللتداول السلمي على السلطة،الموقف من الملكية واعتبارها ضرورة لضمان وحدة البلاد واستقرارها ...،نبذ العنف والتوسل به وسيلة اما لحسم الخلاف مع المخالفين أو للوصول الى السلطة،التأكيد على احترام ثوابت البلاد والتمسك بكل ما يضمن وحدة المغاربة،...
لم تكن المسافة الفكرية بيننا بعيدة بسبب المعرفة المسبقة بيني والأستاذ ابراهيم بورجة من جهة وبين الأستاذ المعتصم من جهة أخرى ولأننا كنا نحن أيضا في لقاءاتنا،غالبا الثنائية،نقوم بنقد ذاتي لتجربتنا السابقة وبمراجعات فكرية،ولكن رغم ذلك لاأنكر استغرابنا وصعوبة هضمنا لبعض ما كنا نسمعه،لكن طول نفس الأستاذ المعتصم ومن كان يرافقه وصبرهم علينا وقدرتهم على المحاورة والاقناع جعلت استغرابنا يتبدد وقناعاتنا تتجدد...(من بين المقولات التي سمعتها منهم وبقي صداها يتردد في أذني:لاتضحية بدون قناعة ولا قناعة بدون حوار)،بعد ذلك اتصلت بأخي المعتصم أخبره باستعدادي التام الالتحاق بالبديل الحضاري ،هذا الالتحاق الذي لازلت أعتز به وأعتبره شرفا لي.
في أول جمع عام لجمعية البديل الحضاري سنة 2000 وبعد تجديد مكتبها الوطني تم انتخابي عضوا به،الى أن تم اختياري عضوا باللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر التأسيسي لحزب البديل الحضاري يوم 14يوليوز2002،الذي انتخبت عضوا بأمانته العامة .

الفجرنيوز *كيف تلقيتم نبأ اعتقال الأخوين المعتصم والركالة؟
**بعد أن كانت الأجواء عادية أثناء وبعد مؤتمر المجلس الوطني المنعقد بمدينة المحمدية أيام الجمعة والسبت والأحدولم يكن هناك أي مؤشر يوحي بنية اقدام السلطات على اعتقال الأخوين نفاجأ قبيل مغرب يوم الاثنين الموالي(18/02/2008) بخبر اعتقالهما ،أصبنا بالذهول ..قلنا لعل الأمر ناتج عن خطأ ما ..الشك والريبة كانت السمة التي طبعت أغلب المتصلين بنا للتأكد من صحة الخبر من سياسيين وحقوقيين واعلاميين..فالجميع لم يستصغ نبأ الاعتقال لما للأخوين بصفة خاصة ولأبناء البديل بصفة عامة من مكانة مميزة وتقدير خاص عند الكثير من المهتمين بالشأن السياسي والحقوقي ببلادنا..كانت كل الاتصالات تستنكر وتتساءل:أيعتقل دعاة الوسطية والاعتدال ونبذ العنف..؟
اذا اعتقل،بتلك الطريقة المهينة، هؤلاء الذين كانت لهم اليد البيضاء على كثير من أبناء الحركة الاسلامية،لأنهم كانوا بحق رواد المراجعات التي عرفتها الساحة الاسلامية بصفة خاصة،في عدة مجالات: تبني الخيار الديمقراطي،اعتبار الملكية فاعلا أساسيا وضمانة لانجاح المسلسل الديمقراطي واعتبار الملك رمزا لوحدة البلاد واستقرارها..،ولا أبالغ اذا قلت أن لهذين الرجلين الفضل الكبير في التحول الذي عرفته الحركة الاسلامية بالمغرب هذا المجهود الكبير الذي وصل صداه الى المشرق العربي مما جعل مفكرين كبارا من أمثال الأستاذين فهمي هويدي ومنير شفيق يستشهدون بتجربة البديل الحضاري الرائدة رغم حداثتها في بعض كتاباتهم وتصريحاتهم.قلت اذا اعتقل مثل هؤلاء الشرفاء رغم ما بذلوه ،فهل يستطيع المسؤولون أن يقنعوا الرأي العام أنه باستطاعتهم اقناع شبابنا المغرر به سواء في مخيمات لحمادة بتندوف أو في الشتات بالعودة الى أرض الوطن بمجرد أن يسمع أن الوطن غفور رحيم؟
هل يستطيعون اقناع هذا الرأي العام ،الذي شكك في الرواية الرسمية لاعتقال السياسيين الستة،أنهم باستطاعتهم اقناع أتباع التيار السلفي القابعين في السجون باجراء مراجعات فكرية؟.
الفجرنيوز *ما هي الخطوات التي اتخذتموها بعد هذا الاعتقال؟
**بعد وقت يسير من نبأ الاعتقال/الاختطاف اجتمعت الأمانة العامة فاكتفت باصدار بيان تستنكر فيه الاعتقال وتؤكد فيه على أهم المبادئ التي قام عليها حزب البديل الحضاري ومدى تشبتنا بها كيف ما كان نوع الاعتداء علينا ،وناشدت فيه الفضلاء والغيورين من سياسيين وحقوقيين ونقابيين وفاعلين..مؤازرتنا في محنتنا.
في اليوم الموالي كان لقاء آخر للأمانة العامة لقد قررنا فيه تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان مساء يوم الخميس21/02/2008،وبالمناسبة أجدد التنويه بكل الذين اتصلوا بنا تلك الليلة من سياسيين وحقوقيين...معربين لنا عن استعدادهم للانخراط معنا في أية خطوة نضالية سنقدم عليها كما أبدوا الاستعداد للحضور المكثف معنا في هذه الوقفة الاحتجاجية.فاذا بنا نفاجأ في يوم الغد على العاشرة صباحا بالوزير الأول يقدم على اصدار مرسوم رام الى حل حزبنا ،وفي نفس اليوم بعد الظهر وزير الداخلية يعقد ندوة صحفية في الموضوع بعد أن كانت مبرمجة لمساء يوم الخميس.
اعتبرنا الخطوتين تندرجان ضمن حرب استباقية قصد تكبيلنا وقطع الطريق أمام أي خطوات نضالية نقدم عليها .

وهكذا اعتبرنا الوقفة الاحتجاجية ملغاة بموجب القانون،رغم بعض المحاولات من هنا أو هناك التي كانت تريد اقناعنا بالذهاب الى الوقفة لكنها فشلت في ذلك،لسبب بسيط هو أننا آلينا على أنفسنا سواء عندما كنا جمعية أو عندما تحولنا الى حزب أن نعمل في ظل الشرعية والقانون،وأن نتحرك وفق قناعاتنا لابردود الأفعال...ان قيمة التزامنا بما نؤمن به وما ندعوا اليه تكون ساعة الشدة لا ساعة الرخاء،ان أي تجمع بشري حزبا كان أم غيره يعجز أن يجعل المنتسبين اليه يتمثلون في سلوكهم ما يدعو اليه هو عن فعل ذلك أعجز مع غيرهم .
ولكن هذا لم يثنينا عن حضور الأنشطة التي تدعو اليها وتنظمها لجنة الدعم الوطنية أو تنسيقية أسر المعتقلين الستة من وقفات احتجاجية أو مهرجانات خطابية أو ندوات...
نعتقد أن التفكير في اغتيال حزب البديل الحضاري سيكون خطأ لا يغتفر في تاريخ المغرب المعاصر،فهذه التجربة على ضعف امكاناتها هي عنوان الى جانب كل القوى الحية في بلادنا للامل في مغرب جديد ..البديل الحضاري بخياراته السلمية والديمقراطية التي لا يشكك فيها سوى متامر وبمنهجه التجديدي الباهر وعلاقاته المتينة مع كل فرقاء المشهد ..كل ذلك يجعل الاصرار على اغتياله ظلما وعدوانا جريمة في حق كل المغاربة ..نحن لم نأت لنضرب الناس بالسلاح كما قدمتنا مع الاسف وزارة الداخلية ولم نأت لنروع الامنين..نحن أردنا أن نكون باخلاص اضافة ديمقراطية نوعية الى رصيد الخير العميم الموجود في بلادنا لذلك نحرص باستمرار على تأكيد أن البديل الحضاري نقيض فعلي لكل خطاب متشدد والله يعلم أنه لا تحركنا في ذلك سوى الرغبة في نيل مرضاته والنهوض بهذا الوطن ..ربما رأى البعض فينا مبالغة في انتقاد أوضاع البلاد فقرروا التخلص من هذا الصوت المزعج الا أن هؤلاء ربما يجهلون حجم الأخطار التي باتت تهدد بلادنا في ظل متغيرات دولية رهيبة ، والحال أنه لايمكن الرد على هذه التحديات سوى بأ حزاب حقيقية قوية في خطابها واضحة في خياراتها ..نحن في البديل التقطنا بحماس كبير ما عبر عنه جلالة الملك محمد السادس من رغبة في اصلاح أوضاع المغرب واعتقدنا صادقين أن بلادنا أمام فرصة تاريخية لتحقيق حلم الانتقال نحو الديمقراطية بشكل لارجعة فيه لذلك انخرطنا رغم كل العراقيل في مشروع انجاح هذه الدينامية ..أملنا أن يتدارك عقلاء المغرب الخطأ الجسيم الذي ارتكب في حق هذه التجربة السياسية المسالمة ،فالمرحلة لا تسمح باختلاق المؤامرات وتصفية الاخرين مهما قللنا من شأنهم ..المرحلة تستلزم استجماع كل طاقات بلادنا من اجل النهوض ومن أجل بناء وطن قوي يستظل بالقانون ولاشئ سوى القانون ..و نحن في البديل نقول لكل الذين تآمروا ضدنا لن تجدوا منا ردا سوى الحلم الذي أوصانا به الرسول (ص)...واذا كانت مشاكل المغرب لن تحل سوى باغتيال حزب مسالم مثل البديل فليكن ذلك
الفجرنيوز *بعد تحول الملف من يد الحموشي الى ياسين المنصوري هل هناك آفاق لطي الملف؟
**هذا التسريب الاعلامي والذي انفردت بنشره جريدة(أخبار اليوم) وقريبا منه ما جاء في أسبوعية(الأسبوع الصحافي)،في نظري لايمكن،على الأقل التشكيك فيه،لسبب بسيط هو أن القائمين على هذا المنبر الاعلامي أو ذاك لايمكن أن يجازفوا ويضعوا سمعة الجريدة في الميزان بنشر هكذا خبر من العيار الثقيل لو لم تكن مصادرهم ،حسب ما قالوا،موثوقة.
ان خبر نقل الملف من يد الى أخرى ،خصوصا بعد أن ذكرت الجريدة التداعيات التي اقتضت هذا النقل وبالأخص أن ذلك ،حسب اخبار اليوم،كان بأمر من الجهات العليا في البلاد ،ان هذا الخبر لا يخلو من أهمية،ولكن الأهم منه في تقديري ،وحسب نفس المصدر السابق،أن الملف الآن أصبح تحت الاشراف المباشر لجلالة الملك.
وسبق لي أن قلت في تصريح لأسبوعية (العدالة والتنمية):ان اعتقال أخوينا ،ومن معهما من باقي المعتقلين السياسيين الستة،كان وراءه قرار سياسي ولا يمكن حل هذا الملف الا بقرار سياسي أسما منه لهذا،قلت، ننتظر تدخل ملك البلاد لوضع حد لهذا العبث بأمن المواطنين وحريتهم .
لأنه يبدو أن هناك بعض النخب الأمنية اما أنها لم تستوعب بعد التحولات الهامة التي عرفها المغرب بمجئ الملك محمد السادس وما رافقه من شعارات ومراجعات عملية لأخطاء الماضي القريب،أو أنها استوعبت ذلك فعلا لكنها خافت على مصالحها من أن تعصف بها رياح التغيير،فتحركت جيوب المقاومة فيها للتصدي لأي تحول وانفتاح وارتفاع لمنسوب الحرية بدأت بلادنا تتنسم نفحاته مع العهد الجديد.
البديل الحضاري في واقع الأمر عرف انتعاشته أو لنقل ولادته الثانية مع مجئ الملك محمد السادس الى عرش المملكة اواخر التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانت الخطوات الديمقراطية الهامة التي أقدم عليها فضاء تنفس فيه البديل أجواء الحرية وصار يأخذ يوما بعد اخر مكانه داخل النسيج السياسي المغربي، وفي جميع الخطوات كان الحزب في تمام الانسجام مع اللغة البناءة التي عرفت عند الملك محمد السادس والذي في الحقيقة كان له بعد الله الفضل في الترخيص للحزب ،الا ان جهات معينة على ما يبدو غاضها أن ترى مثل هذه الدينامية الديمقراطية في بلادنا فقررت المكر ضد الحزب انتقاما منه أولا ثم اجهازا على مشروعه الاسلامي السلمي وكذلك اسقاطا للخطوات الملكية وابراز كما لوأنها مخدوعة في الذين يرفعون شعار الاسلاميين الديمقراطيين
الفجرنيوز *وأين هي تنسيقية عائلات السياسيين المعتقلين؟
**مع احترامي للطريقة التي طرحتم بها السؤال،اسمحوا لي أن أقول لكم أنها تستبطن انتقاصا ،أو هكذا بدا لي على الأقل،من المجهود الكبير الذي تقوم به زوجات المعتقلين السياسيين الستة،وربنا عز وجل نهانا عن أن نبخس الناس-كل الناس مهما كانت عقائدهم-أعمالهم.
فاضافة الى تأسيس التنسيقية قمن بحملة تعريفية بمظلومية أزواجهن اما عن طريق الاتصالات المباشرة أو عن طريق التصريحات الصحفية ،كما قمن بانشاء موقع الكتروني خاص بالتنسيقية،نظمن عدة وقفات احتجاجية أمام ملحقة الاستئناف بالمحكمة الابتدائية بسلا،نظمن بتنسيق ومشاركة اللجنة الوطنية لدعم المعتقلين الستة مهرجانا خطابيا بقاعة الشهيد المهدي بنبركة بالرباط، ،نظمن عدة ندوات ...لم يتخلفن عن أي نشاط دعين اليه من هذه الهيأة أو تلك.سافرت الأخت سكينة قدا لتمثيل التنسيقية مرة الى دمشق لحضور أشغال المؤتمر القومي الاسلامي وأخرى الى باريس لحضور أشغال الندوة التي دعت اليها لجنة التنسيق بين أكثر من45منظمة حقوقية عربية وأوربية،دون أن ننسى طبعا الزيارات الأسبوعية المنتظمة لأزواجهن في المعتقل،أضف الى ذلك القيام بأشغال البيت ورعاية الأطفال ومحاولة ملء الفراغ الذي خلفه اعتقال الأب.أضف الى كل هذا تحمل نفقات ذهاب واياب واقامة المراقبين الحقوقيين الذين يأتون من الخارج لمتابعة أطوار المحاكمة.
ربما،وبعد كل هذا الذي سمعت مع الاختصار الشديد،يدور بذهنك الآن سؤال آخر:من أين لهن تغطية كل هذه النفقات ؟صدقني اذا قلت لك أن كل ذلك على حسابهن الخاص ومن رواتبهن ولم أسمع يوما أنهن طلبن دعما ماديا من أية جهة كانت ،وحتى رواتب أزواجهن تم توقيفها منذ الشهر الأول من الاعتقال.
الفجرنيوز *كيف هو الجسم التنظيمي لحزب البديل الحضاري بعد الحل؟
**اننا جميعا نعتبر أن ظلما لحق بنا سواء تعلق الأمر باعتقال قياديين بارزين من طينة الأخوين المعتصم والأمين أو بحل الحزب لهذا فالجميع متشبث بحزب البديل الحضاري وعاقدين العزم على استرجاع الحق ولو بعد حين وننتظر من القضاء أن ينصفنا.
ولقد بلغنا أنه تم الاتصال بعدد من مناضلينا من بعض الأحزاب وقدموا لهم عروضا مغرية من أجل الانضمام اليها لكن الرد كان حازما ومفاجئا لمن قدموا العروض بأن لا بديل لنا عن البديل الحضاري ،فتحية اكبار لهؤلاء القابضين على الجمر في انتظار الفرج ان شاء الله،ان الأيام والتجارب علمتنا أن الأمر كلما ضاق اتسع.
وخلو لوائح الانتخابات المحلية لكل الأحزاب من أي اسم لأخ أو أخت من أبناء البديل أكبر دليل على ما ذهبت اليه،خصوصا أن أمرا كهذا ما كان ليخفى لو حصل ،علما أنه قدمت لبعضهم وعود بأن يكونوا وكلاء لوائح لكنهم رفضوا.
الفجرنيوز *هل هناك تنسيق بين حزب البديل الحضاري وحزب الأمة؟
**مادامت هناك لجنة وطنية لدعم المعتقلين السياسيين الستة وتضم من بين أعضائها –حسب علمي- ممثلا عن كل هيأة سياسية معنية بهذا الاعتقال ،فان التنسيق بين جميع هذه الهيآت يتم على هذا المستوى والكل ملزم بالخضوع لأجندة هذه اللجنة .ولولى الظروف التي فرضت علينا لكان التنسيق جار بيننا وبين اخوتنا في حزب الأمة فهم أحبتنا وما يجمعنا من تقارب في الأفكار والرؤا أكثر مما نختلف فيه.
وحديثي عن لجنة الدعم لو ولن ينسيني لجنة الدفاع عن هؤلاء المعتقلين السياسيين والتي تضم محامين أجلاء هم في الحقيقة مفخرة لهذا الوطن آمنوا بعدالة قضية المعتقلين السياسيين الستة وببراءتهم منذ اليوم الأول لاعتقالهم فانبروا متطوعين للدفاع عنهم ولم يألوا جهدا في ذلك ،لهذا أغتنم فرصة الحوار معكم لأجدد لهم التحية والتقدير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.