الرباط :كلما اعلنت السلطات المغربية عن تفكيك شبكة تنشط في مجال الارهاب حتى تناسلت الروايات والحكايات حول نشاط هذه الشبكة التي تكشف الايام فيما بعد عن صحة بعضها او عدم صحتها.احدث الشبكات التي قالت السلطات الامنية المغربية انها فككتها تتكون من ناشطين مغاربة ثلاثة منهم اخوة يحملون الجنسية الاسبانية بحكم انهم من سكان مدينة سبتة التي تحتلها اسبانيا، ويترأس الشبكة حسب السلطات ناشط يطلق على نفسه لقب 'أبي ياسين' اطلق سراحه مؤخرا بعد تمضيته حكما بالسجن لمدة سنتين لانتمائه لشبكة انصار المهدي التي اعلن عن تفكيكها صيف 2006. وأمر عبد القادر الشنتوف قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بسلا، بإيداع أربعة من افراد هذه الشبكة التي كانت تنشط بين إسبانيا والمغرب، رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن بسلا. وكان النائب العام بمحكمة الاستئناف بالرباط قد أحال على قاضي التحقيق بمحكمة سلا عناصر هذه الشبكة التي تم الإعلان عن تفكيكها يوم الجمعة الماضي. وقد وجهت للمعتقلين تهم ب'تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية وجمع وتدبير الأموال بنية استخدامها في ارتكاب أفعال إرهابية والاتجار في المخدرات وسرقة وتزوير وتهريب السيارات'. وحسب مصدر أمني فإن أفراد الخلية كانوا يمارسون تهريب المخدرات في اتجاه إسبانيا وتزوير وثائق السيارات التي كانوا يبيعونها بالمغرب وتم حجز ثلاث منها مرقمة بسبتةالمحتلة. ونقلت صحيفة 'العلم' لسان حزب الاستقلال (الحزب الرئيسي بالحكومة) أن السلطات الأمنية المغربية ما زالت تتوقع اعتقال عدد آخر من المشتبه في انتمائهم لنفس الشبكة. وقالت إن هذه الاعتقالات تحرج الجهات الأمنية الاسبانية حيث لا تنظر بعين الرضى إلى اعتقال المواطنين المغاربة المنحدرين من سبتة لأن ذلك يعطي الانطباع أن السلطات الأمنية الاسبانية لا تقوم بمهامها حيث أضحت المدينة ملجأ لبعض الأنشطة الإرهابية وما يرتبط بها من أنواع التهريب. وتأتي هذه الاعتقالات التي قامت بها أجهزة الأمن المغربية متزامنة مع إغلاق مكتب الاستعلامات بقنصلية اسبانيا في تطوان والذي كان آخر مكتب استخباراتي لهذا الجهاز بشمال المغرب بعد أن ألحق به مكتب الناظور الذي طرد عميله منذ بضعة أشهر. وكان المكتب الاستخباراتي بتطوان قد أحدث غداة استقلال المغرب. وتتوجس السلطات الأمنية المغربية أن افراد الشبكة التي لم تطلق عليها السلطات اسما معينا كانوا يعدون لتنفيذ هجمات بواسطة السيارات المفخخة تستهدف منشآت سياحية بشمال المغرب وهي الاعتداءات التي لم يسبق للمغرب أن تعرض لها لحد الآن. ويتم تمويل هذه العمليات انطلاقا من تجارة المخدرات. وكانت السلطات الأمنية المغربية قد اعتقلت في تطوان أحد هؤلاء الأشخاص وفي حوزته أربعون كيلوغراما من المخدرات. وقالت صحيفة 'المساء' المستقلة ان جهاز المخابرات المغربية ما زال يحقق مع ميلود العياشي منذ اعتقاله يوم 20 ايار/مايو الماضي، في معبر باب سبتة الحدودي أثناء محاولته مغادرة المغرب في اتجاه سبتة بسيارة أثبتت التحقيقات أن وثائقها مزورة وأن ملكيتها تعود إلى مبحوث عنه في ملف ناشط مطلوب للعدالة اسمه رشيد حسين، معروف في سبتةبرشيد الوهابي ويترأس 'جمعية ابن رشد'. وقالت ان المعتقل ميلود العياشي، وهو من مغاربة سبتة، كان قد غادر سجن 'روساليس' سنة 2008، بعد قضائه عقوبة سجنية هناك. وكشفت نفس المصادر أن المخابرات كانت تبحث عن الحسين بعد تفكيك شبكة يشتبه في كونها على علاقة بجماعة إرهابية، تم اعتقال ثلاثة أشخاص من بين ناشطيها بمدينتي أكادير والراشيدية قبل حوالي شهر، تبين فيما بعد أن لهم ارتباطات بجماعة في سبتة من بين عناصرها المسؤول عن مركز 'ابن رشد'. وأضاف المصدر أن التحقيقات في القضية، التي سيتم تقديم أفرادها إلى العدالة قريبا، أظهرت كذلك أن عناصرها على صلة بمغاربة أفغان وبتنظيم إرهابي في السويد. وأفاد مصدر أمني أن التحقيقات قد تكشف ارتباط خلية سبتة بعثمان الخمليشي البالغ من العمر 24 سنة الذي كان قد لاذ بالفرار إلى منزل أخيه بسبتة، في كانون الاول/ديسمبر 2007، حيث هرب من سطح شقة بحي سفير بتطوان بعد مداهمة عناصر مكافحة الإرهاب لمنزل عائلته إثر عملية خاصة أسفرت عن تفكيك شبكة 'خلية تطوان'، والتي كان يتزعمها أحمد الصوفري، وهو سويدي من أصل مغربي ومتزوج من سويدية، كان اعتقل ليلة 2007، قبل أن يتم الحكم عليه بعشر سنوات سجنا. ونقلت 'المساء' عن مقربين من المعتقل ميلود العياشي نفيهم اية علاقة له بأي تنظيم إرهابي وأثبتت التحقيقات، إلى حد الآن، أن الخلية الجديدة، التي لها ارتباطات بسبتة، كانت تستعد لتنفيذ تفجيرات بواسطة سيارات مفخخة وأنها تلقت التدريبات في معسكرات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وقالت إن لجوء عدد من المتطرفين الإسلاميين إلى مدينة سبتة أصبح يثير تساؤلات عديدة لدى الاستخبارات المغربية كما أن المخابرات الإسبانية أثبتت عجزها عن كشفهم. من جهة اخرى أجرى قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بسلا، مواجهة بين ثمانية أشخاص، أعضاء خلية 'جماعة المرابطين الجدد'، والتي تم تفكيكها في 12 ايار/مايو الماضي ويتابعون بتهم 'تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية لها علاقة بمشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، والانضمام لجمعية محظورة، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق'. 'القدس العربي' محمود معروف