ناشط نقابي وحقوقي جويلية – يوليو 2009 تناقلت وسائل الاعلام ولا تزال خبر الجريمة العنصرية البشعة التي أودت بحياة المواطنة العربية المصرية مروى الشربيني. وتظاهر العديد من المواطنين العرب والمسلمين في مصر وتركيا والأردن منددين بهذه الجريمة النكراء التي تثبت مدى التعصب العنصري البغيض االموجود في الغرب الذي يذهب ضحيته المهاجرون عامة و العرب والمسلمون منهم على وجه الخصوص . كما نددوا بالتواطىء المكشوف لهيئة المحكمة وصمتها الرهيب أمام ما حدث أمامها من قتل عمد بسابق الاصرار والترصد والتحريض على التباغض الجنسي العنصري بين البشر والتمييز بينهم في العقيدة واللون والانتماء وطالبوا بالقصاص العادل من الجاني . ان هذه الجريمة الوحشية ستظل عالقة على جبين الانسانية تلاحق كل المؤسسات الغربية التي تزعم أنها تؤمن بالديمقراطية وحقوق الانسان وتحاكم كل من يدعي التزامه بالميثاق العالمي لحقوق الانسان وخاصة في الدول الغربية .فاذا وصلت الجريمة الى هذا الحد من التطرف العنصري فتزهق أرواح الأبرياء من العرب والمسلمين وتسفك دماؤهم على مرأى ومسمع من هيبة المحكمة المنتصبة فان هذا يدق ناقوس الخطر ويبعث على الرعب والخوف مما آلت اليه أحوال المهاجرين في الغرب .ولسائل أن يتسائل : هل أصبح دم الأبرياء من المهاجرين العرب والمسلمين رخيصا الى هذا الحد حتى يسفك في بهو المحكمة كاطار منوط بعهدته التمسك بقيم الحق والعدل والمساواة أمام القانون ؟ وبالمقابل فهل يسكت الاعلام الغربي لوكان الجلاد عربيا أو مسلما وكانت الضحية مواطنا فرنسيا أو ألمانيا أو أمريكيا أو بريطانيا أو ...؟ فحتى مجرد التفكير في هذا الموضوع يصبح محل متابعة بوليسية لصيقة ويصبح كل المهاجرين من العرب والمسلمين مشبوه فيهم ومحل تهم مسبقة وتكال لهم الشتائم وترفع في شأنهم قضايا وينعتون بأنهم ارهابيون معادون للسامية ويحرضون على الكراهية ضد اليهود . فالى متى يظل الغرب الاستعماري يكيل بمكيالين أو أكثر من أبسط الأشياء الى أكثرها تعقيدا ؟ فهل حكم على المهاجر العربي والمسلم أنه مظنون فيه طالما اسمه محمد أو علي أو زيد أو عمر أو فلان أو علان وطالما لون بشرته يميل للسمرة أو للسواد ؟ والى متى يظل المهاجرون العرب والمسلمون يشكلون عبئا ثقيلا في المجتمع الذي يعيشون فيه محرومون من حقوقهم الأساسية كمهاجرين؟ ففي الوقت الذي يتشدق فيه الاعلام الغربي بالايمان بالحرية وحقوق الانسان والديمقراطية ويعمل على الدعاية والتحريض لها وتطبيقها في العالم لكافة الشعوب والأمم فها هي سياسة الميز العنصري لا تزال تراوح مكانها وعقدة التفوق الحضاري لا تزال تسيطر على العقل الغربي وتخيم بظلالها على النسيج الاجتماعي .فبالرغم من الدعوات المتكررة من أجل الحوار والتفاهم والتسامح الحضاري التي طرحت في القمم والمؤسسات الأهلية الا أن الواقع يثبت أن العقلية العنصرية ما تزال حاضرة بقوة وأن التنظير الفلسفي الذي يؤمن به العقل الغربي هو تنظيبر فوكو ياما وهنتغتون المتمثل في صراع الحضاراة عوضا عن التفاهم والحوارضد نزعة الهيمنة والتسلط والتعصب للقوة .