القاهرة: أيد مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة دعوة الخبراء المعنيين للمرضى وكبار السن والأطفال بتأجيل العمرة والحج هذا العام بعد الإعلان عن أول حالة وفاة لسيدة قادمة من العمرة نتيجة إصابتها بانفلونزا الخنازير. ونقلت وكالة الانباء الأردنية عن جمعة قوله الإثنين إن الإفتاء بجواز تأجيل العمرة بسبب المخاوف من انتشار مرض انفلونزا الخنازير يتوقف على الرأي الفني والطبي الذي تقول به الجهات المعنية كمنظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة على اعتبار أنهم من أهل الذكر الذين أمر الله سبحانه وتعالى بسؤالهم عند عدم المعرفة. وأضاف أن الشرع يفرض على المسلم وجوب الالتزام بالإرشادات الصحية التي تحددها الجهات المعنية وعدم مخالفتها إذا تبين أن الوضع وصل إلى درجة الوباء المسبب للخطر المحدق والضرر الشامل بصحة الناس وحياتهم فيكون دفعه واجبا أخذا بقاعدة "درء المفاسد مقدم على جلب المنافع" وقاعدة "الضرر يزال وازالته تكون بالقضاء على العوامل المسببة له". وأضاف أنه إذا كان الوباء شديدا فإن الذهاب إلى العمرة يصبح من الأمور المساعدة على انتشار الوباء ويعتبر بمثابة الإلقاء بالنفس في التهلكة ، مشددا على أهمية الالتزام بالآداب الإسلامية في النظافة والطهارة المستمرة باعتبار أن ذلك يسهم في الحد من الوباء. وكان وزير الصحة المصري حاتم الجبلي أعلن الأحد عن أول وفاة بمرض أنفلونزا الخنازير لسيدة مصرية قادمة من السعودية بعد أدائها العمرة. وأشار الجبلي في تصريح خاص للتليفزيون المصري إلى أن هناك عشر حالات إصابة جديدة بالمرض قادمة من الخارج. وأضاف أن الحالة اكتشفت في محافظة الغربية وقد سافرت الفتاة إلى أداء العمرة في 6 يونيو/ حزيران 2009 وارتفعت درجة حرارتها في آخر أيام لها بالسعودية. وأشار الجبلى إلى أن المتوفاة عندما ذهبت إلى المدينةالمنورة بدأت تظهر عليها أعراض الأنفلونزا بشدة واضطرت إلى دخول إحدى المستشفيات في المدينة. وأضاف أن زوجها طلب من الأطباء في السعودية إعطائها أدوية لتمكنها من التحمل لحين العودة إلى القاهرة ووصلت في 16 يوليو . وأوضح أن المسح الحراري بمطار القاهرة لم يكشف الحالة نظرا للأدوية المعطاه لها التي خففت من درجة حرارتها وكانت جالسة على كرسي متحرك وعند عودتها الى محافظة المنوفية ساءت حالتها واضطر أهلها لنقلها إلى إحدى المستشفيات بمحافظة الغربية. ونوه الدكتور حاتم الجبلي إلى أن الطبيب المعالج قد شك في حالتها وقد أبلغ مديرية الصحة وأخذت عينة الجمعة وأثبتت التحاليل أن الحالة إيجابية. وأضاف أن المتوفاة كانت تعاني من أمراض أخرى في القلب وتدهورت الحالة وحدث لها إلتهاب رئوي متقدم وتوفيت إلى رحمة الله الأحد. وأكد الجبلى أن هناك اجراءات وقائية سيتم استعراضها خلال مؤتمر وزراء صحة شرق المتوسط المزمع عقده 22 يوليو 2009 ، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الصحة السعودي لعقد اجتماع طارئ لمناقشة موقف الدول العربية من موسم الحج القادم. وبعد الإعلان عن حالة الوفاة ، وجه الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين دعوة لتأجيل الحج والعمرة للأفراد الذين يعانون من أمراض معينة ، معربا في الوقت ذاته عن أسفه الشديد لوفاة أول حالة مصرية بفيروس "إتش 1 إن 1" . ودعا السيد في تصريح له الاثنين إلى الاستجابة لنصائح وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية بإمكانية تأجيل رحلتي العمرة والحج هذا العام بالنسبة للأفراد الذين قد يعانون من أمراض معينة. وقال إنه رغم إعلان مصر أول حالة وفاة بالفيروس، إلا أنه لا تزال النسبة أقل من المتوقع عالميا حيث أنها الحالة الأولى من بين المصابين البالغ عددهم حوالي 130 حتى الآن، موضحا أن وقوع هذه الحالة أمر متوقع خاصة إذا أهمل العلاج بالوسائل الطبية الصحيحة. وأشار إلى أن حدوث حالة الوفاة للسيدة المصرية (سماح السيد مرسي) التي كانت تؤدى مناسك العمرة، يبدو لأنها أهملت العلاج وظهر ذلك واضحا في بيان وزارة الصحة وتعدد ذهابها إلى المستشفيات بالسعودية ومصر دون تشخيص حقيقي للمرض، مما زاد من مضاعفات المرض عليها وأدى إلى وفاتها. وأضاف أن اللجنة تتابع عن كثب تطورات هذا المرض وتحث على ضرورة إتباع تعليمات وزارة الصحة في هذا الأمر وسرعة توجه أي مريض إلى أقرب مستشفى في حالة الاشتباه بالمرض. يذكر أن مجلس الوزراء المصري كان أعلن عن ارتفاع عدد الحالات التى تم إكتشاف إصابتها بمرض إنفلونزا الخنازير فى مصر ل 127 حالة حتى الساعة الواحدة ظهر الأحد بحسب نتائج الفحص المعملى وبيانات وزارة الصحة المصرية. وتم شفاء 106 حالات من إجمالى الحالات المصابة وذلك حتى يوم 19 يوليو ، كما أن باقى الحالات وعددها 21 حالة تتمتع بصحة جيدة.
