دخلت القضية الفلسطينية منذ بداية التسعينات نفق التسوية والصفقات المشبوهة بعد مؤتمر مدريد الذي سمي بمؤتمرالسلام مقابل الأرض . وكان ذلك بعد االمقايظة السياسية والتواطىء التي قامت به الأنظمة العربية الرجعية مع الامبريالية الأمريكية في عهد بوش الأب في مشاركتها النشيطة في العدوان الثلاثيني على العراق باسم تحرير الكويت . وكان ذلك يتم بموازات مع المحادثات السرية التي وقعت بين الفلسطينيين والصهاينة بمباركة من الرجعية العربية وتحت رعايتها التي ظهرت للعلن و تمخضت عنها اتفاقية اوسلو . ومنذ ذلك التاريخ بدأت تشهد القضية الفلسطينية منعرجا خطيرا بالرغم من التنازلات الكبيرة التي قدمها فريق أوسلو المشرف على المفاوضات والذي سمي فيما بعد بفريق دايتون . ففي عهد الشهيد الراحل ياسر عرفات وصلت المفاوضات الى طريق مسدود حيث تمسك الطرف الفلسطيني بالحد الأدنى الذي لا يمكن التنازل عنه بعد عدة تنازلات كان أخطرها الاعتراف المتبادل و الغاء الكفاح المسلح من ميثاق المنظمة . وعلى الرغم من ذلك حوصر أبوعمار ومات شهيدا في رام الله نتيجة تمسكه بالذي لا يمكن التراجع عنه قيد أنملة . وفي هذه المرحلة كان الصراع على السلطة الوهمية التي أوجدتها اتفاقية اوسلو من أجل خلافة الشيخ العجوزعرفات موضوع على طاولة المخابرات الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية .فبعد ما رفض عرفات ما عرض عليه في كامب دافيد حيث أصر على حق العودة واللاجئين والقدس وحل الدولة غير منقوصة السيادة ورفض الاستيطان وبدأ يعلن في تصريحاته وهو محاصر من أمثال : ياجبل ما يهزك ريح – اللي موش عاجبوا يشرب من البحر الميت – على أنه ثابت على المبادىء التي جاء من أجلها بدأت المخابرات الأمريكية والصهيونية تعد العدة في الظلام لخلافته . ونفهم من هنا أن موت عرفات كان معدا له سلفا. وفي هذا الاطارنفهم ما جاء على لسان فاروق القدومي أبو اللطف أحد قادة ومؤسسي فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية يوم 14 يوليو – تموز 2009 في اتهامه لأبو مازن ودحلان في التخطيط مع شارون لاغتيال عرفات من أجل تداول سلس على السلطة في ظل حماية سلطة دايتون وفريقه . وفي هذا الاطار جاء أبو مازن ودحلان وكل فريق أوسلو الذي يشرف على عملية التفاوض الماراتونية التي أريد لها أن لا تنتهي الا بعد القضاء على كل القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية التي تؤمن بخيار المقاومة والحرب الشعبية كخيار وحيد من أجل التحرير. والا كيف يعتبر اطلاق صواريخ المقاومة المحلية الصنع عملية عبثية على لسان من يمثل السلطة الفلسطينية ؟ وكيف يسمح لفريق دايتون أن يدرب ويتدرب على قنص المقاومين باسم مساعدة السلطة في بناء الأجهزة الأمنية وكوادرها المختصة ؟ فهل نقبل بتجربة ما يسمى بتحرير العراق فيكلف المحتل المخابرات بتكوين جيش معد لضرب المقاومة تحتى اسم بناء العراق الديمقراطنية نموذجا في الشرق العربي ؟ أليست المقاومة الوطنية الفلسطينية منذ ميلادها الى الآن هي من فرض على العدو الصهيوني التفاوض بشروط مقبولة حتى وهبوكم سلطة ملغومة هاأنتم تتمتعون بها وتتصارعون من أجلها ؟ أليست هذه المقاومة الوطنية بكل قواها الاسلامية والقومية واليسارية هي من يدافع عن سلطة فعلية ممتدة على الأرض العربية المحتلة في فلسطين في اطار دولة فلسطينية ذات سيادة و ير منزوعة السلاح كما يريدها العدو الصهيوني ؟ أليست المقاومة هي من يناضل في سبيل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ؟ أليست المقاومة هي الرافضة لبناء دولة على كانتونات معزولة ومحاصرة بجدران الفصل العنصري ؟ أليست المقاومة هي من يدافع على ايجاد سلطة حقيقفية على الأرض الفلسطينيةالمحتلة لبناء الدولة الشرعية والمشروعة لكل أبناء فلسطين التاريخية المغتصبة ؟ فهذه المقاومة أيضا من حقها أن ترفض سلطة وهمية وكل صراع على وهم السلطة سواء من طرف حماس أو فتح فهو مرفوض ؟ وبالمناسبة نذكرالحمساويين بأنهم قد دخلوا الصراع مبكرا على السلطة من شباك اتفاقية أوسلو التي رفضتها . وهاهم لازالوا يصرون على الصراع على السلطة في الحوار الدائر في القاهرة . وهنا لا بد من طرح السؤال التالي لكل من فتح وحماس : ألا يجدر بتعريف هذه السلطة التي تتشبثون بكراسيها أنها سلطة الوهم أو وهم السلطة ؟