القاهرة:تشهد أوساط الصحافيين المصريين في الوقت الراهن حالة من الحراك الواسع ترمي الى البحث عن نقيب جديد للصحافيين، حيث من المقرر أن تعقد نهاية العام إنتخابات ساخنة بين تيار الإستقلال وتيار الحكومة.ويطمح السواد الأعظم من الصحافيين للعودة بنقابتهم لسابق عهدها حينما كانت تساهم في لعب دور بارز في شتى الأمور ومناحي الحياة السياسية والإجتماعية والسياسية خاصة في ظل تدهور شديد تشهده النقابة سواء فيما له علاقة بحماية مصالح الأعضاء او فيما له صلة بمستقبل مصر والترتيبات التي تجري على قدم وساق بشأن مؤسسة الرئاسة ومستقبل الحكم. وبينما لم يحسم النقيب الراهن مكرم محمد أحمد أمره بشأن الترشح في الدورة القادمة تتجه الأنظار لعدد من الشخصيات من أجل الدفع بهم للمنافسة على المنصب. أعلن عضو البرلمان ووكيل مؤسسي حزب الكرامة الكاتب حمدين صباحي أمس تنازله عن الترشيح لمنصب النقيب للكاتب ضياء الدين رشوان الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية. وأبدى صباحي تأييده لترشح رشوان بعد أن أظهرت الاتجاهات السائدة بين الصحافيين أنه يتمتع بفرصة جيدة للفوز في الانتخابات ويحظى بتأييد ومساندة كبيرة داخل الجماعة الصحافية خاصة داخل مؤسسة الأهرام التي ينتمي إليها والتي تعد الفيصل بالنسبة لأي مرشح يأمل في الفوز حيث يتجاوز عدد الصحافيين فيها عدد باقي العاملين في مختلف المؤسسات الأخرى. وجاء قرار تنازل صباحي لرشوان بعد عدة لقاءات ومشاورات تمت بين عدد من الكتاب وقناعة مؤسس حزب الكرامة بأن فرص رشوان اكثر في الفوز. وكان فريق من الصحافيين قد سعى لإقناع الكاتب إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'الدستور' بالمنافسة على منصب النقيب، غير أن الإستطلاعات كشفت أنه بالرغم من الشعبية التي يتمتع بها عيسى إلا ان فرص فوزه ضئيلة بسبب العداء الذي تكنه له مؤسسات النظام المختلفة. وبالرغم من نجاح النقيب الحالي مكرم محمد احمد رجل النظام القوي والصديق المقرب من الرئيس مبارك في الحصول على زيادة في البدل النقدي الذي يمنحه المجلس الأعلى للصحافة للمحررين إلا ان إعجاب الأسرة الصحافية بمكرم آخذ في التبدد بسبب فشله في التصدي للعديد من المشاكل التي تواجه الصحافيين ومن أبرز تلك المشاكل الإعتداءات التي تقع على بعض الصحافيين أثناء تأديتهم عملهم خاصة في أثناء التواجد في المظاهرات او الإعتصامات التي تجري بشكل شبه يومي في المصانع والشركات. وحتى كتابة تلك السطور لم يتم الإعلان عن وجه يستطيع أن يقف خلفه النظام لكي يمنحه بعض الوعود والإنجازات أملاً في أن يصوت الصحافيون لصالحه. وتأتي الإنتخابات المقرر عقدها قبل نهاية العام الحالي في أجواء شديدة التوتر ووسط قناعة تامة من قبل جموع الصحافيين بأن التصويت لمرشح الحكومة عبر الدورة الاخيرة لم يجر أي نفع ملموس على الصحافيين أو على مهنة الصحافة. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' أكد ضياء رشوان أن الأسرة الصحافية تواجه في الوقت الراهن العديد من المصاعب بسبب تراجع دور النقابه في القيام بمهامها في حماية الأعضاء أو في تقديم خدمات هي من صلب العمل النقابي. وأضاف بأن الذين يعولون على النقابة بأن يكون لها دور في الوقوف في وجه مخطط توريث الحكم لجمال مبارك يحملونها فوق ما تحتمل لكنه لم ينفي حق الصحافيين في أن يعبر عن رأيه السياسي وفق معتقداته. وأكد رشوان على أن قضية مستقبل الحكم ومؤسسة الرئاسة لا تشغل فقط الوسط الصحافي فقط ولكنها مثار جدل العديد من النخب الوطنية التي باتت تشعر بأن هناك حالة من عدم الإستقرار بسبب ما يصدر من أنباء وتكهنات تشير لرغبة بعض القوى خاصة داخل الأمانة العامة للسياسات بنقل السلطة لمبارك الإبن. وفي سياق متصل أكد يحيى قلاش عضو مجلس النقابة المستقيل ل'القدس العربي' بأن النقابة في ظل دورتها الراهنة تشهد حالة من الضعف والتردي لم يسبق لها مثيل. ووصف قلاش وجود نقيب حكومي في هذا المنصب بأنه اصاب النقابة بالضعف والترهل ولم يساهم بأي حال من الأحوال في إنجاز أي مكتسب لصالح الصحافيين. وإعترف قلاش بأن نفوذ النقابة تراجع بشكل غير مسبوق خلال السنوات الماضية سواء بالنسبة لأعضائها أو بالنسبة للرأي العام الذي ظل ينتظر الكثير بالنسبة لذلك الصرح سواء بالنسبة لعملية التغيير السياسي الذي يطمح إليه المصريون أو بالنسبة للدور الذي ينبغي على الصحافي أن يلعبه خلال الوقت الراهن. وكانت الساحة الصحافية شهدت خلال الأيام الأخيرة تردد أنباء عن اعتزام بعض الأسماء الصحافية التقدم بترشيحها والمنافسة على منصب النقيب في الانتخابات القادمة. ومن ابرز تلك الوجوه النقيب السابق جلال عارف وعادل حمودة رئيس تحرير صحيفة 'الفجر'. حسام أبوطالب: ' القدس العربي'