فلسطين المحتلة :قالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين يهوداً اقتحموا المسجد الأقصى في القدس اليوم الأربعاء حيث أدوا شعائر دينية وتلمودية ويهودية. وذكرت المصادر أن “أكثر من 200 يهودي متطرف دخلوا إلى ساحات الأقصى خلال نصف ساعة فقط وتوزعوا على أنحاء المسجد من عدة جهات”. وأضافت “كان هذا الاقتحام ملفتا للنظر بتوقيته وحجمه خصوصا انه يأتي عشية ما يطلق عليه “الإسرائيليون” ذكرى خراب الهيكل المزعوم”. ووجهت المصادر الفلسطينية في القدس نداء عاجلا إلى العالمين الإسلامي والعربي والفلسطيني للتحرك العاجل لإنقاذ ونصرة المسجد الأقصى. وكانت مؤسسات مقدسية حذرت مؤخرا من عمليات اقتحام جماعية للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين اليهود. دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين وقاضي القضاة الشيخ تيسير التميمي إلى ضرورة تكثيف التواجد في المسجدين الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي في الخليل في ظل الهجمة الشرسة المنظمة والمتصاعدة من قبل جماعات الارهابيين اليهود. وانتقدا في بيان لهما قرار سلطات الاحتلال الخاص بإغلاق الحرم الإبراهيمي ومنع الأذان فيه تحت ذريعة أعمال الترميم واصفا إياه بالتعسفي. وحذرا سلطات الاحتلال من السماح للارهابيين اليهود بدخول المسجد الأقصى اليوم الخميس مبينا أنهم يعملون على جعل مزاعمهم الخاصة بخراب الهيكل أمرا واقعا وأن هذه الخطوة يجري الإعداد لها علنا عدا عما يجري في جنح الظلام من أعمال تستهدف المسجد الأقصى. وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من التهديدات التي يتعرض لها الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى من الجماعات اليهودية الإرهابية، خاصة وانه يقع في وسطه الباب الثلاثي المغلق. وحذر الأمين العام للهيئة، د. حسن خاطر، من تكرار عمليات الاقتحام لهذا المكان من قبل جماعات المتطرفين وممارسة العبادات وأداء الطقوس، الأمر الذي من شأنه أن يحول هذا المكان مع الأيام الى “مبكى” جديد. وحذر من ان هذه الطقوس والسياسات من شأنها أن تفتح الباب لتحويل جميع جدران “الأقصى” الى “مباك”. ورأى ان توقيت هذا التوجه العدواني الجديد الذي يأتي متزامنا مع ما يزعم أنها “ذكرى خراب الهيكل” في التاسع من أغسطس/آب بالتقويم العبري، والذي يصادف اليوم بالتقويم المسيحي، ليس صدفة، داعيا الأمة العربية والإسلامية التحرك العاجل لإنقاذ الأقصى قبل فوات الأوان. واعتبر يعقوب عميدرور في صحيفة “اسرائيل اليوم” إحياء التاسع من آب كذكرى “خراب الهيكل” وبدء “المنفى” تأكيداً على ما أسماه البعد الوطني ل “الأمة” وليس مجرد ذكرى دينية. ووصف حاييم نافون في “معاريف” هذه المناسبة ب “الذاكرة والأمل”. وكتب ما يؤكد الأطماع الصهيونية التي تكذّب كل ادعاء عن الرغبة في أية تسوية، حيث قال إنه “أثناء حرب الاستقلال فكر بن غوريون بحملة جريئة: قصف عمان، الإسكندريةوالقاهرة. وهكذا أيضا نصفي حساب أجدادنا مع مصر، آشور وأرام (العراق والأردن)”، شرح قائلا: “الحملة لم تخرج الى حيز التنفيذ ولكن من الخطة نفسها يمكن أن نتعرف على نمط تفكير بن غوريون”. وحذرت “رابطة علماء فلسطين” في قطاع غزة من تصاعد عمليات اقتحام واستهداف المستوطنين للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدسالمحتلة في إطار جهود تهويد المدينة. وحذرت الرابطة، في بيان تلاه نائب رئيسها سالم سلامة في مؤتمر صحافي بمدينة غزة، من الدعوات “الإسرائيلية” للسيطرة الكاملة على الأقصى. وفي القاهرة كشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح عن أن “الملياردير الأمريكي أرفين موسكوفيتش قدم مئات الملايين من الدولارات لدعم الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة”، منتقدا في الوقت ذاته “عدم التزام بعض العرب بدفع حصصهم في صندوق الأقصى المخصص لدعم المدينة المقدسة والذي يبلغ حجم رأسماله 150 مليون دولار”، مطالبا بحملة تبرعات شعبية للمدينة”. وقال صبيح في تصريحات صحافية إن “موسكوفيتش يستغل تبرعات المقامرين في الولاياتالمتحدة لبناء المستوطنات في الضفة والقدس”، مبينا أن “بعض التقديرات أشارت إلى أن حجم الأموال التي قدمها قد تصل إلى مليار دولار”.