الرباط:نقلت وكالة الانباء المغربية عن الموقع الإلكتروني ' ألجيريا تايمز ' أن خمسة من كبار قادة البوليزاريو تم وضعهم رهن الإقامة الجبرية في ثكنات تابعة للجيش الجزائري في تندوف على اثر التحاق أحمدو ولد سويلم، الذي كان حتى عودته إلى المغرب، يتولى منصب وزير مستشار في رئاسة الجمهورية الصحراوية. وأوضح الموقع أنه على اثر هذه العودة، تم عقد سلسلة اجتماعات في تندوف وفي الجزائر العاصمة بحضور قادة عسكريين نافذين، وتم فتح تحقيقات لتوضيح ملابسات فرار ولد سويلم. ومن بين القادة الذين شملتهم هذه الإجراءات محمد يسلم يبسط الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية الصحراوي المكلف بإفريقيا، والبشير مصطفى السيد وآخرون ممن يعتقد أنهم كانوا يحضرون للالتحاق بالمغرب عن طريق موريتانيا. وأضافت المصادر أن هؤلاء المسؤولين الذين يوجدون حاليا 'محتجزون' في ثكنات عسكرية جزائرية في تندوف. وأكد الموقع الإلكتروني أن قيادات في جبهة البوليزاريو وعلى رأسهم إبراهيم غالي تفاوض هؤلاء المحتجزين لإقناعهم بالعدول عن الفرار نحو الرباط، مشيرا إلى أن فرارا من هذا الحجم سيكون له تأثير سلبي كبير على مستقبل جبهة البوليزاريو ، وعلى مسلسل التفاوض الذي ترعاه الاممالمتحدة. وأشار الموقع إلى أن السلطات الجزائرية تكتمت على توقيف هؤلاء القادة لتجاوز الأزمة الناجمة عن الضربة القوية التي تلقتها جبهة البوليزاريو بعد عودة ولد سويلم إلى المغرب. تأتي هذه التطورات عشية لقاء مرتقب بين وفدي المغرب وجبهة البوليزاريو الاثنين القادم بالعاصمة النمساوية فيينا في اول محادثات غير رسمية ترعاها الاممالمتحدة في اطار مقاربة جديدة لكريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة لنزاع الصحراء الغربية تمهيدا لعودة الطرفين الى جولات المفاوضات الرسمية التي توقفت بداية 2008 بعد اربع جولات لم تسفر عن اختراق حقيقي للمأزق الذي تعرفه تسوية النزاع. في غضون ذلك تتواصل الحرب الاعلامية والدبلوماسية بين الجهتين. وسجل المغرب الاسبوع الماضي نقطة ثمينة بعودة احمدو ولد سويلم، أحد المسؤولين البارزين بجبهة البوليزاريو، الى المغرب معلنا تأييده للمقاربة المغربية لتسوية النزاع المرتكزة على منح الصحراويين حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية. وكسب كل من الطرفين نقطة ايجابية باستضافة وفود من مساعدي اعضاء الكونغرس الامريكي يمثلون الحزبين الديمقراطي والجمهوري حيث يقوم وفد من هؤلاء بزيارة للمغرب، التقى خلالها عددا من المسؤولين المغاربة وقام بجولة سياحية بعدد من المدن الصحراوية يعقد خلالها لقاءات مع فاعلين في المجتمع المدني وزيارة عدد من المشاريع التنموية التي تم إنجازها أو التي توجد في طور الإنجاز إضافة إلى مواقع سياحية. كما حل وفد من مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي أمس الأول الأربعاء بمخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف التي تشرف عليها جبهة البوليزاريو في إطار زيارة تدوم ليومين للاطلاع 'عن كثب' على الوضعية الإنسانية لهؤلاء اللاجئين ويرافق الوفد أعضاء من المؤسسة الأمريكية للصداقة مع الصحراويين. وقال هنري سونغ، عضو بالمؤسسة الأمريكية للصداقة مع الصحراويين أن زيارة مخازن البرنامج الغذائي العالمي 'سمح لهم بالتأكد من أن المساعدات الأمريكية محفوظة بشكل جيد في انتظار إيصالها لمخيمات اللاجئين'. وقال مراسل'القدس العربي' بمدينة العيون ان السلطات المغربية منعت ستة شبان من مدن صحراوية من السفر إلى لندن، كانوا ينوون المشاركة في لقاء تنظمه منظمة 'لنتحدث معا'، وكان من المتوقع أن يشارك كل من النكية الحواصي (19 سنة ) وأميدان ميمونة (17 سنة ) ومحمد فاضل العسيري( 24 سنة ) وحياة الركيبي (19 سنة) وشماد رزوق ( 20 سنة) ومحمد دعنون (20 سنة) في اللقاء الى جانب 10 طلاب من المغرب، و10 طلاب صحراويين من تندوف، و10 آخرين من مدينة العيون، بالإضافة إلى 10 طلاب من بريطانيا ومن النرويج ودول محايدة أخرى. وتشتغل المنظمة العالمية منذ سنوات على خلق أجواء حوار بين شباب المناطق المتنازع عليها وقررت تخصيص حوار هذه السنة لنزاع الصحراء الغربية. وقال محمد فاضل العسري أحد الشبان الستة الذين منعوا أن سلطات مطار اكادير منعتهم دون مبرر قانوني، مضيفا أن المجموعة قررت بدء اعتصام وإضراب عن الطعام منذ لحظة المنع. وقال العسري ل'القدس العربي' ان الشبان ما زالوا معتصمين بالمطار يرفضون الخروج حتى تمكينهم من المشاركة في اللقاء الذي سينتهي في الثامن عشر من الشهر الجاري أو تسليمهم مبرراً قانونياً لمنعهم من السفر، ويعتبر الشبان الستة من الناشطين المؤيدين لجبهة البوليزاريو بالصحراء وسبق لعدد منهم أن تعرض للتوقيف والاعتقال أكثر من مرة، وتوجد من بين الشبان الفتاة حياة الركيبي التي سبق لها أن ادعت تعرضها للاغتصاب على أيدي رجال الأمن المغربي. وبدأت في السنوات الأخيرة تنشط الدبلوماسية الموازية لأنصار البوليزاريو بالداخل وقام عشرة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان بزيارة الجزائر كما شارك الكثيرون في لقاءات دولية متعددة، وتمكنت الناشطة الصحراوية منتو حيدار من نيل جائزة كينيدي بعد جولات دولية لها للتعريف بانتهاكات حقوق الإنسان. محمود معروف القدس العربي