ناشط نقابي وحقوقي سمعنا وقرأنا على صفحات الأنترنات والجرائد الالكترونية ما حدث يوم 5 أوت تموز2009 بمناسبة احياء الذكرى الثانية والستين للحوادث التاريخية الداميةالتي وقعت يوم 5 اوت 1947 حيث صمد فيها الاتحاد العام التونسي للشغل ضد المستعمر الفرنسي الغاشم بالرغم من حداثة عهده وقدم فيها ضريبة الدم بعديد الشهداء في كنف الاستقلالية عن الحزب الدستوري آنذاك.ويا لخيبة المسعى. فما سمعناه من تعنيف للنقابيين فاق كل التصورات أمام مرأى ومسمع من المارة والبوليس لايليق بمنظمتنا العتيدة التي ضحت بكل ما تملك في سبيل الحرية والكرامة في اطار الاستقلالية التامة عن كل الأحزاب وعلى رأسها الحزب الحاكم .فما ضر الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس لو رفع النقابيون شعارات تناصر مناضلي الحوض المنجمي أو تتضمن رفضا لحشر الاتحاد كمنظمة مستقلة في موضوع التزكية أو تطالب برفع سقف مطالب الشغالين نظرا لتدهور مقدرتها الشرائية أمام الارتفاع المشط في الأسعار .؟ فهل ضاق صدره على أن يعبر النقابيون بكل حرية ما يختلج في صدورهم من شعور بالمعانات والقهر تجاه اختيارات السلطة الحاكمة التي أضرت بالطبقة الشغيلة وعموم الشعب ؟ ما الذي سيحصل لو ترك النقابيون وشأنهم يعبرون بكل حرية عن مطالبهم العادلة والمشروعة ؟ وما العيب في نقد آداء المنظمة وخاصة المركزية النقابية ؟ أليس ذلك مصدر قوة واشعاع الحركة العمالية والنقابية عموما ؟ لماذا يضع الكاتب العام نفسه في موضع لا يليق به كمسؤول أول في الجهة؟ كان حريا به أن يسمعهم وربما يتفاعل معهم ايجابا بطريقة حضارية أو على الأقل يتركهم يسمعون صوتهم للرأي العام النقابي . هل بطحاءالاتحاد مجعولة لتجمع النقابيين في المناسبات للتعبير عن رأيهم وابلاغ صوتهم أم لتشديد الحصار عليهم ومطاردتهم وتعنيفهم والاعتداء عليهم ؟ ألا يذكرنا ذلك بما تفعله قوات البوليس والبوب القمعية بالنقابيين في التجمعات والمظاهرات المساندة لنضالات شعبنا في فلسطين والعراق و لبنان ؟ ألم تشهد تلك الساحة العديد من الانتهاكات والاعتداآت على حقوق النقابين وتعريض حرمتهم الجسدية للضرب والتنكيل والسب والشتم من طرف قوات الأمن ؟ألا يعد ذلك عيبا على اللكاتب العام حتى ينعت بشتى النعوت فيعوض دور أدوات القمع ؟ ولنفترض جدلا أن السيد الكاتب العام له خلافات حادة ولربماعداوات مع بعض النقابيين الذين لا يأتمرون بأوامره هل من المعقول ن يقوم بالتحريض المادي واللفظي لمس كرامهم والنيل من سمعتهم ؟ فالواجب النقابي والأخلاقي يقتضي من الكاتب العام أن يتحلى بالصبر والحكمة خاصة وأنه رجل له من السن والتجربة ما يؤهله للقيام بذلك . فالمطلوب الآن من السيد الكاتب العام الصفح والمعذرة حتى يبقى الصف النقابي المناضل في جهة صفاقس المقاتلة موحدا نضاليا متنوعا مختلف المشارب والرؤى وذلك مصدر قوته وقوة تأثيره . النفطي حولة ناشط نقابي وحقوقي 7أوت تموز2009