تونس:مثلما كان متوقعا كان التنافس على أشده، خلال المؤتمر الجهوي للشغل بتونس الذي انعقد يوم أمس بأحد أجنحة نزل أميلكار بالضاحية الشمالية للعاصمة. وقد ترأس المؤتمر السيد بلقاسم العياري عضو المركزية النقابية. علما أن عملية التصويت تم فتحها عشية أمس لتتواصل حتى الساعة السابعة مساء. أما عملية فرز الأصوات فقد تواصلت حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس.. ولم يمنع ارتفاع درجات الحرارة، وتواضع مكان عقد المؤتمر (إحدى البنايات الملحقة بنزل أميلكار) من الحضور المكثف للمؤتمرين، إذ بلغ عددهم أكثر من 120 مؤتمرا. علما أن قائمتين تنافستا على المقاعد التسعة للمكتب التنفيذي للاتحاد، هما قائمة "الوفاق النقابي" وقائمة "الالتزام النقابي الديمقراطي" فضلا عن مترشحين مستقلين خيروا عدم الانضمام لأي من القائمتين. وقد علمت "الصباح" أن العدد الرسمي للمترشحين بلغ 39 ترشحا، بعد انسحاب مترشح وحيد وهو السيد حسن المازني (قطاع الصحة). والذي وصف انسحابه ب"التكتيكي" لدعم حظوظ مرشحين آخرين من نفس القطاع الذي ينتمي إليه. وكان واضحا من خلال البيانات الانتخابية سواء تلك الصادرة عن مرشحين مستقلين، أو مرشحي قائمة بلقاسم الجمني كاتب عام نقابة الصناديق الاجتماعية، حجم اختلاف في الرؤى والتوجهات النقابية والسياسية، بين مناد إلى "تصحيح فعلي للمسار النقابي" أو بين داع إلى "دعم النضال النقابي" داخل الاتحاد الجهوي للشغل بتونس. وغيرها من الشعارات الانتخابية.. غير أن اللافت للنظر أنه رغم وجود توافق ضمني في تشكيلة "الوفاق النقابي" الذي جمع كلا من عضوي المكتب المتخلي نورالدين الطبوبي مسؤول النظام الداخلي والكاتب العام خميس صقر، إلا أن ذلك لم يمنع كلا المرشحين من العمل منفردا على جذب الأصوات لصالحهما أو لصالح مرشحين آخرين..على اعتبار أن الرهان ينحو أكثر نحو الفوز بالكتابة العامة للاتحاد الجهوي للشغل بتونس. جدير بالذكر أنه كنا قد نشرنا في عددنا ليوم أمس القائمة الوفاقية التي تكونت من أربعة أعضاء من المكتب المتخلي وهم كل من السادة خميس صقر (قطاع السكك) ونور الدين الطبوبي (قطاع الفلاحة) ومحمود عاشور (قطاع البنوك)، وجمال فرجاني (قطاع النقل)، إضافة إلى خمسة أعضاء جدد وهم السادة منصف بورزقي (قطاع البتروكيماء)، وفاروق العياري (قطاع السياحة والمعاش) ونجوى مخلوف (أطباء الضمان الاجتماعي)، وعبد الفتاح العربي (قطاع المعادن)، ومحمد الطاهر برايكي (نقابة القيمين). في المقابل ضمت قائمة "الالتزام النقابي الديمقراطي" التي ترأسها السيد بلقاسم الجمني مرشحين ينتمون إلى أكثر من قطاع من أبرزهم علي الجوهري، والعربي اليعقوبي ، والطيب العباشي، ونبيل الطويهري. ويعد الاتحاد الجهوي للشغل بتونس من أكبر التشكيلات النقابية المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل ويملك ثقلا كبيرا في المؤتمر الوطني إذ يقارب عدد نوابه 125 نائبا، ويضم في صفوفه أكثر من 80 ألف منخرط. ويعرف عن الاتحاد الجهوي للشغل بتونس جمعه لكثير من الحساسيات السياسية والاجتماعية والنقابية، إذ يضم النقابات والقطاعات والجامعات الهامة المتمركزة في العاصمة، وبخاصة منها التعليم والنقل، والصحة، بوصفها القطاعات التي تستقطب أكبر عدد من المنخرطين والنقابيين. رفيق بن عبد الله