كمحاولة لوقف مخططات العدو الصهيوني الذي يسعى لتهويد مدينة القدس وهدم المسجد الأقصى بحثًا عن هيكلهم المزعوم، دعا الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس مؤسسة القدس، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى "شد الرحال إلى المسجد الأقصى لكل مستطيع من أهل فلسطين"، مشيرًا إلى أنَّ من يفعل ذلك له وجهان لتحصيل الثواب؛ ثواب الصلاة في المسجد، وثواب المرابط المجاهد في سبيل الله.وأوضح الشيخ القرضاوي في فتوى جديدة أصدرها مساء الأحد: " أن ثواب الصلاة يشمل ثواب الصلاة بثاني مسجد بني لعبادة الله على وجه الأرض، وثواب شد الرحال إلى المسجد الأقصى، كما أنه يؤدي إلى خروج المسلم من خطيئته كيوم ولدته أمه". وردًّا على سؤال تلقاه من "د.محمد أكرم العدلوني" الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية، في رسالة عن حكم "شد الرحال للمسجد الأقصى لكل مستطيع من أهل فلسطين، وخصوصًا في رمضان"، قال الدكتور القرضاوي: إن "شد الرحال للأقصى فيه تحصيل للثواب من أكثر من وجه". وأوضح قائلاً: "الوجه الأول هو ثواب الصلاة في الأقصى، ثاني مسجد بُني لعبادة الله على وجه الأرض، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصلِّ؛ فإن الفضل فيه". وعن هذا الثواب أيضًا، استشهد الشيخ القرضاوي بالحديث المتفق عليه: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى". كما أوضح أن ثواب الصلاة في الأقصى فيه "خروج المسلم من خطيئته كيوم ولدته أمه"؛ فعن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن سليمان بن داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالًا ثلاثة: سأله حكمًا يصادف حكمه فأوتيه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه". أما الوجه الثاني من ثواب شد الرحال للأقصى فهو ثواب المرابط المجاهد في سبيل الله؛ حيث اعتبر الشيخ القرضاوي أن المسلم الذي يخرج للصلاة في المسجد الأقصى وهو يعلم أنه ربما يُعتقل، وربما يُصاب، وربما يُستشهد، هو مرابط له ثواب الرباط، الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأَمِن الفتَّان". ودعا الفلسطينيين إلى "مواصلة ما بدءوه" من شد الرحال للمسجد الأقصى، و"فدائه بأموالهم وأنفسهم؛ فإن الله سبحانه وتعالى اختارهم ليرابطوا في هذه البقعة التي بارك الله حولها، ولم يفعل ذلك سبحانه إلا لحكمة"، بحد قوله. وألمح الشيخ القرضاوي إلى أن كثيرًا من المسلمين يتمنى أن يرزقه الله صلاة مباركة في المسجد الأقصى المبارك، أو بشهادة على أعتابه.