الجزائر- توعدت وزارة الأوقاف الجزائرية عددا من أئمة المساجد بالعقاب الشديد بعد قيامهم باختصار الورد القرآني الخاص بصلاة التراويح إلى النصف، أي من جزء إلى نصف جزء، بحجة التخفيف على الناس، واعتبرت الوزارة أن هذا الأمر "خروج عن الإجماع وشق لصف الأمة".وسجلت الوزارة في الأيام الماضية من شهر رمضان الكريم عدم التزام بعض الأئمة بالتعليمات التي أصدرتها بشأن صلاة التراويح، ومنها قراءة حزبين اثنين (جزء) في صلاة التراويح؛ حيث اكتفوا بتلاوة حزب واحد فقط في صلاوة التراويح، أي بمعدل ثمن حزب في الركعة الواحدة، وذلك عكس ما هو مألوف، أي ربع حزب في الركعة، مبررين ذلك بأنهم تلقوا تعليمات بالتخفيف على المصلين، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة. ونفى عدة فلاحي، مستشار وزير الشئون الدينية والأوقاف، أن يكون صدر من الوزارة أي تعليمات باختصار قراءة القرآن في صلاة التراويح، مؤكدا أن "الوزير أكد في أكثر من مناسبة أنه لن يتساهل مع التلاعب بتعليمات الوزارة"، ووصف هذه المخالفة بأنها "خروج على الإجماع ومساس بوحدة الأمة" على أساس أن جميع المصلين الجزائريين يختمون القرآن في صلاة التراويح، بحسب تصريحات نقلتها عنه صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية الجمعة. وتوعد الفلاحي الأئمة "الذين يرتكبون هذه المخالفة بالعقاب الشديد، خاصة إذا لم يذكروا مصدر ما يقولون إنها تعليمات تلقوها بالاختصار في الصلاة". ولتنظيم أداء المساجد في شهر رمضان أصدرت وزارة الشئون الدينية والأوقاف 7 تعليمات موجهة للأئمة المشرفين على تأدية صلاة التراويح عبر مختلف ولايات القطر الجزائري، هي: أن يكون الإمام حافظا لكتاب الله، وأن يؤم المصلين من دون القراءة في المصحف، وأن تكون التلاوة برواية ورش عن نافع، والالتزام بتكبيرة سجدة التلاوة، والالتزام بقراءة حزبين اثنين يوميا، مع التعهد بختم القرآن كاملا في شهر رمضان، والالتزام بأن تكون صلاة التراويح 8 ركعات يضاف إليها ركعتا الشفع وركعة الوتر. "إسقاط حق" وبحسب "الشروق اليومي" فقد قسَّم هذا الاختصار المصلين في المساجد التي شهدته بين مستحسن ومستهجن؛ حيث رأى المؤيدون الأمر إيجابيا خفيفا دون مشقة، بينما رأى الرافضون أن هذا الاختصار إفراغ لصلاة قيام الليل من محتواها، كما أنه يسقط حق المصلين في ختم القرآن كاملا في شهر رمضان. وأشارت الصحيفة كذلك إلى ضعف حجة "التخفيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة"، مستدلة على ذلك بأن الاختصار في صلاة التراويح شهدته بعض مساجد العاصمة والمدن الكبرى التي تتميز بمناخ أكثر اعتدالا عن مناطق الجنوب. وتشهد صلاة التراويح عبر مختلف مساجد القطر الجزائري إقبالا منقطع النظير، إلى درجة أن العديد من بيوت الله أصبحت عاجزة عن استيعاب جموع المصلين؛ ما جعلهم يؤدون الصلاة بالشوارع والأزقة المحيطة بالمساجد. وتستقبل مساجد الجزائر المقدر عددها بحوالي 20 ألف مسجد في صلاة التراويح أزيد من مليوني مصل، حسب إحصائيات غير رسمية. وتلجأ وزارة الشئون الدينية والأوقاف مع قدوم شهر رمضان المبارك سنويا، إلى الاستعانة بعدد من الأئمة المتطوعين لأداء صلاة التراويح، في إطار سد النقص المسجل على مستوى عدد من المساجد. كما غادر 120 إماما جزائريا قبل بداية شهر رمضان إلى الخارج للمشاركة في إمامة الناس خلال صلاة التراويح، ومعظمهم توجه إلى فرنسا، بحكم وجود جالية جزائرية كبيرة هناك، وذلك بتكفل تام من الدولة. وفي سابقة هي الأولى من نوعها تنقل قناة القرآن الكريم (القناة الخامسة للتلفزيون الجزائري) هذا العام وقائع صلاة التراويح من مسجد "الأمير عبد القادر" بقسنطينة على الهواء مباشرة. وفي مهمة أخرى من مهامها الرمضانية ستبدأ مختلف مساجد الجزائر في 15 رمضان في جمع زكاة الفطر المقدرة هذا العام ب 100 دينار جزائري (1.4 دولار أمريكي). وقال الدكتور بو عبد الله غلام الله، وزير الشئون الدينية والأوقاف، في هذا الخصوص إن "زكاة الفطر من المستحسن جمعها في المساجد؛ كون الإمام وجمعيات المساجد على علم بالفقراء".