القاهرة،غزة :بدا واضحاً وجود خلافات بين الفصائل الفلسطينية إزاء اقتراح الورقة المصرية للمصالحة اجراء الانتخابات خلال النصف الأول من العام المقبل. ففيما توافق حركة "فتح" على الاقتراح شرط الاتفاق على موعد الانتخابات قبل 25 كانون الثاني (يناير) المقبل، تؤكد حركة "حماس" ضرورة عدم حصول انتخابات قبل إنهاء حال الانقسام. وأوردت صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم نقلا عن مصدر في حركة "حماس" أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل يحمل معه إلى القاهرة ثلاثة تحفظات مبدئية على الورقة المصرية، تتضمن "ضرورة التأكيد على عدم حصول انتخابات قبل إنهاء حال الانقسام"، وأن تشمل ترتيبات الأمن وسلطة اللجنة المشتركة الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان مشعل دعا أول من أمس إلى اجتماع لقادة الفصائل الفلسطينية في دمشق للتداول في الورقة المصرية قبل توجهه غداً إلى القاهرة للقاء رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان الاثنين المقبل. وقال المصدر إن "حماس" فضلت عدم إرسال رد خطي على الورقة، وأن تبحث في الأمر مع الجانب المصري بشكل مباشر. وعُلم أن الملاحظات المبدئية ل "حماس" على الورقة تتضمن "وجوب ألا تتم الانتخابات من طرف واحد ومن دون توافق"، علماً أن الورقة المصرية اقترحت إجراء الانتخابات في النصف الأول من العام المقبل، بدل موعدها المقرر في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل، ما فتح المجال لحصول توافق على الموعد قبل إجراء الانتخابات. وفي موضوع الأمن، قال المصدر إن "حماس" تريد أن تشمل الترتيبات الأمنية الضفة الغربية بالتوازي مع إصلاحها في قطاع غزة واستيعاب ثلاثة آلاف عنصر في القوة الأمنية المشتركة، مشيرة إلى أن موقف الحركة هو "تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، لكن إذا لم يكن ذلك ممكناً بسبب الخلاف على البرنامج السياسي، فلا مانع من تشكيل لجنة مشتركة تدير أمور غزة والضفة وليس فقط غزة، إلى حين إجراء الانتخابات". من جهة أخرى وافقت حركة "فتح" على إجراء الانتخابات قبل نهاية النصف الأول من العام المقبل، "لكن يجب تحديد الموعد قبل 25 كانون الثاني المقبل، خصوصاً أنه سبق الاتفاق بين الجميع على إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري"، إضافة إلى أن "أي اتفاق يجب أن لا يأتي بحصار ولا يتناقض مع القانون الأساسي للسلطة". وأشارت مصادر أخرى إلى أن حركة "الجهاد الإسلامي" بزعامة رمضان عبدالله شلح بعثت ردها إلى القاهرة قبل اجتماع الفصائل أول من أمس، وتضمن أسئلة في شأن الموقف من المجلس التشريعي والمشاركة في الانتخابات لدى البحث في موضوع إحياء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات للمجلس الوطني. وفي انتظار رد حركة "حماس" النهائي على مضمون الورقة المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني الاثنين المقبل، يزداد الحديث بين الساسين والمحللين الفلسطينيين على حد سواء حول مدى نجاح هذا الجهد المصري في تحقيق اختراق في الملفات العالقة بين طرفي الصراع الفلسطيني - الفلسطيني، لإنجاز ما فشلت فيه جلسات الحوار الوطني المتعددة في القاهرة. أجواء ايجابية وبالرغم من الانقسام الفلسطيني حول مسألة الانتخابات، تشير بعض المعطيات إلى إمكانية حدوث "اختراق" ما هذه المرة، إذ أكد ممثل المستقلين في حوار القاهرة ياسر الوادية أن المعطيات الأولية تشير إلى تطور ايجابي، خصوصاً في ظل الردود الإيجابية للقوى الفلسطينية تجاه الورقة المصرية. وقال ل إن "الردود المقدمة للراعي المصري إيجابية من قبل الكل الفلسطيني، حتى حركة "حماس" أعلنت أنها لن تخرج عن السياق العام الذي تعاملت معه الفصائل، مما يؤشر على أن المرحلة المقبلة ستشهد توافق". وأضاف: "زيارة رئيس المكتب السياسي ل "حماس" للقاهرة لتسليم الورقة المصرية، يؤشر على أن ملف الحوار أصبح أكثر جدية وقرباً من إنجاحه". ودعا الوادية إلى التوقف عن "المغامرات" الفصائلية والبدء فوراً في خطوات على الأرض لإنهاء الانقسام، مؤكداً أن الأمر لا يخلو من بعض الصعوبات عند التنفيذ رغم أن مجمل الورقة المصرية تم التوافق عليها في جولات الحوار السابقة. ومن المقرر أن يصل وفد حركة "حماس" برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إلى القاهرة يوم الأحد، ليجتمع في اليوم التالي مع القيادة المصرية بهدف تسليمها الرد النهائي على الورقة التي قدمتها لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وقال الناطق باسم الحركة في غزة فوزي برهوم أن وفد "حماس" من الداخل والخارج سيلتقي مدير المخابرات المصرية عمر سليمان يوم الاثنين لإبلاغه برد الحركة على الورقة التي قدمت لها في وقت سابق. واعتبر في تصريح صحافي أن زيارة الوفد بقيادة مشعل تعكس مدى جدية حركة "حماس" في إنجاز المصالحة الوطنية، لافتاً إلى أن حركته تعاملت بإيجابية مع بنود الورقة المصرية بما يحقق المصالحة الفلسطينية. وأبدى عضو المجلس الثوري في حركة "فتح" النائب أشرف جمعة تفاؤله من النتائج التي يمكن أن تتوصل إليها الورقة المصرية، معرباً عن اعتقاده بحدوث "اختراق" ما في مختلف الملفات العالقة مع حركة "حماس" إذ ما تحولت الأقوال إلى أفعال. وقال ل انه "رغم العمومية التي شابت الورقة المصرية، إلا أن ذلك جاء مقصوداً كما يبدو لتلاءم الجميع مع وجود ملاحظات لمختلف القوى السياسية"، مشيرا إلى أن "هناك قرارا مركزيا في حركة "فتح" بالوصول بالورقة المصرية إلى آخر مداها لنجاح المصالحة، لأن الحوار والحوار فقط هو قرارانا مهما كانت الظروف".