أطلقت سلطات الاحتلال “الإسرائيلية”، أمس، سراح الأسيرة روضة حبيب في إطار ما يعرف ب”صفقة الفيديو”، التي تقضي بالإفراج عن عشرين أسيرة فلسطينية مقابل شريط مصور للجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت. ودخلت الأسيرة حبيب إلى غزة عبر معبر إيرز لينتهي بذلك تنفيذ الصفقة.واستقبل رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية الأسيرة حبيب، حيث أكد أن الإفراج عن ال 20 أسيرة فلسطينية “خطوة جادة” باتجاه إنجاز صفقة التبادل. وقال في مؤتمر صحافي إن الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين أولوية وطنية وشرعية للحكومة والفصائل. ووجه هنية الشكر إلى “الأشقاء” في مصر والوسيط الألماني على الجهود المستمرة لإنجاز صفقة تبادل أسرى “مشرفة”. وكانت “إسرائيل” أطلقت سراح 19 أسيرة الجمعة الماضي بعد حصولها على الشريط المصور، وتأخر إطلاق حبيب بسبب إضافتها إلى القائمة في اللحظة الأخيرة. وتشير التقديرات في مكتب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو إلى أن “حماس” تريد إنهاء صفقة تبادل الأسرى قبل الانتخابات العامة الفلسطينية. وافاد المراسل السياسي لموقع “يديعوت أحرونوت” الالكتروني روني سوفير الذي يعتبر أحد أكثر المراسلين السياسيين قربا من مكتب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بأن التقديرات بين الضالعين في مفاوضات تبادل الأسرى تشير إلى أن هذه المفاوضات ستستمر حتى موعد قريب من الانتخابات العامة الفلسطينية التي يتوقع إجراؤها في كانون الثاني/يناير المقبل. وتبرر “إسرائيل” تقديراتها بهذا الخصوص بأن حماس تسعى إلى أن تعرض أمام جمهور الناخبين الفلسطينيين انجازات تمكنت من تحقيقها وأن أفضل انجاز يمكن أن تعرضه بنظر الفلسطينيين هو تحرير أسرى فلسطينيين “من الوزن الثقيل” الذين يقضون عقوبات السجن لفترات طويلة جدا. ويقدر المسؤولون “الإسرائيليون” أنه بعد الحصول على شريط الفيديو لشاليت، فإن من شأن ذلك أن يشكل اساسا لتقدم المفاوضات بشكل أسرع. لكن “يديعوت أحرونوت” أشارت إلى أن “إسرائيل” لا تعتزم تليين موقفها في ما يتعلق بالأسرى الواردة أسماؤهم في قائمة “حماس” والذين ترفض “إسرائيل” إطلاق سراحهم وفي ما يتعلق أيضا بالدول التي تطلب “إسرائيل” طرد قسم من الأسرى إليها. وكشفت صحيفة “هاآرتس” العبرية أن خبراء وزراء الحرب الذين تولوا تحليل الشريط تولد لديهم انطباع بأن “حماس” كانت مهتمة بشدة بالالتزام بالمطالب التي سلمها إليها الوسيط الألماني. وبعد مشاهدة الشريط المصور الذي يمتد لأكثر من دقيقتين أعرب مسؤولو الوزارة عن رضاهم لالتزام “حماس” بالمطالب بصورة كاملة. وبينما كان الاتفاق الذي تمت بواسطة ألمانية يطالب بتقديم شريط لا يقل عن الدقيقة سلمت حماس شريطاً للجندي مدته دقيقتان و40 ثانية. وقال المسؤولون ان الشريط يتضمن “أوفى المعلومات في أقل زمن” كما أن التصريحات والحركات والزاوية التي تم تصوير الجندي منها ساعدت المحللين على دراسة الحالة النفسية والذهنية للأسير. واعتبر الخبراء ان ما قاله شاليط عن رحلة أسرته لمرتفعات الجولان كان له “معنى ضمني”، وأن قص الجندي لشيء لا يعرفه سواه كان بمثابة رسالة إلى الجانب “الإسرائيلي” مفادها أن حركة “حماس” لا تعتزم تلفيق الشريط. وكشفت كتائب القسام الجناح العسكري ل “حماس” ما اعتبرته “لغز” عرقلة التوصل لاتفاق الصفقة وهو رفض “إسرائيل” الافراج عن أحد قياداتها البارزين في الضفة الغربية الأسير ابراهيم حامد. في هذه الأثناء أكد القيادي في الحركة محمود الزهار أن الصفقة ستتم في غضون أسابيع على الأكثر. وقال في مقابلة مع صحيفة “دير شبيجل” الألمانية تنشر اليوم الاثنين “أن حماس معنية” بالتفاوض لاتمام صفقة الأسرى والافراج عن الأسرى الفلسطينيين. واستخفت لجان المقاومة الشعبية بتصريح مسؤول عسكري “إسرائيلي” عن معرفة مكان حجز شاليت، معتبرة أنه لو كانت تعرف “إسرائيل” مكانه لقتلته حتى لا تدفع ثمن تحريره. من جهته قال مسؤول “إسرائيلي” التقى مؤخراً مدير المخابرات المصرية عمر سليمان إن الأخير متفائل حيال قرب التوصل لصفقة التبادل وإنه تمت بلورة قائمة بأسماء 450 أسيراً فلسطينياً سيتم إطلاق سراحهم. ونقلت إذاعة الجيش عن المسؤول “الإسرائيلي” قوله إن “مدير المخابرات المصرية عمر سليمان متفائل ومقتنع بأنه قد يتم إبرام الصفقة قريباً”. وأضاف المسؤول أنه تم وضع قائمة بأسماء 450 أسيراً يفترض اطلاق سراحهم في إطار الصفقة وأن النقاش الآن يدور حول ما إذا كانت “إسرائيل” ستوافق على مطالبة “حماس” بإطلاق سراح أسرى من فلسطينيي 48 والقدس الشرقية. (وكالات)