اسطنبول: يمثل فنجان القهوة العربي الذي سمي لاحقا بالتركي بعد ان اسحوذ عليه الاتراك في فترة الاستعمار التركي للبلدان العربية وأصبحت القهوة بنكهتها القوية احد الرموز المحددة للتقاليد التركية فعشاق القهوة كثر وذاع صيتها وشهرتها عالميا لتميزها برائحة زكية ورغوة ساحرة وبلونها الجميل. وتجتمع الاسرة التركية على فنجان القهوة صباحا وترتب المواعيد وبها يبدأ الانسان يومه ويختمه وللقهوة في الحضارة التركية مكانة رفيعة جدا حيث كانت قديما لا تقدم الا للضيوف المهمين جدا. وضربت بالقهوة الامثال وقيلت فيها الأشعار ولحنت لها الأغاني ومنها المثل التركي الشهير اكرام فنجان من القهوة له خاطر يحمد عليه الشخص أربعين عاما. وللتعبير عن المودة تجاه الأحباب والضيوف في تركيا تقدم القهوة حيث انها شعار للشيم والكرم وراحت تدور على الالسنة بالقول "تفضل الى شرب فنجان من القهوة". وانتشرت ثقافة القهوة من قصر الخلافة الى عامة الشعب حيث يروى ان أول من أسس مقهى في اسطنبول كانت امرأة شامية تدعى شمس ورجلا حلبيا يدعى حكم ثم شاعت المقاهي في الأراضي العثمانية كافة وصار يتردد عليها المثقفون من الشعب والأعيان من الوزراء والولاة. ويقترن اسم القهوة في تركيا باسم محمد أفندي الشهير الذي كان أول من صنع القهوة التركية عام 1871 ومن ثم توارثها أبناؤه حتى اليوم فحافظوا على مذاقها ليخرجوا الى العالم نكهة فريدة. وقال حسن يلماز مدير محل محمد أفندي أقدم محل لبيع القهوة في اسطنبول في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) القهوة دخلت الى بلاد الاناضول في عهد السلطان سليمان القانوني في عام 1540 ميلادي حيث جيء بها من اليمن الى اسطنبول فولع بها السلطان وأفراد أسرته وحاشيته وصارت تقدم في كل المناسبات. واشار الى ان محل محمد أفندي يعتبر أول مكان لصنع وبيع القهوة في اسطنبول وتعد القهوة التركية وفق طقوس معينة وتستغرق وقتا وعناية لاعدادها حيث توضع المياه الفاترة أولا يضاف اليها البن والسكر وتترك على نار هادئة لتغلي قليلا مؤكدا أن هناك اقبالا كبيرا عليها من المواطنين والسياح الأجانب. ولمزيد من اللذة يستحسن صنعها على الفحم ويقال ان غليان القهوة التركية على نار هادئة يعلم الصبر والرغوة على وجهها رمز الجمال والمهارة ومن عادة الأتراك تقديم القهوة مع الماء لتذوقها. والمعروف ان القهوة في تركيا تقدم بطريقة أنيقة وبأسعار مضاعفة ما يدل على قدرة الشركات على المحافظة على هوية القهوة وصناعتها وفرضها على المجتمعات وادخالها الى البيوت. ومع مرور العصور صارت القهوة شيئا ضروريا لا غنى عنه في مختلف أنحاء العالم فمن اجلها اقيمت المقاهي ولاجلها صنعت الفناجين وحدد لها أوقات معينة وأصبحت في العالم رمز الضيافة في مجالس ومجتمعات الناس الخاصة والعامة ففتحت الأمم لها مكانا في حضاراتها وعاداتها المختلفة وجعلتها جزءا منها. عن (كونا) بتصرف والاصح بتصحيح فاصل القهوة موضوع التقرير عربية