صنعاء:دعا فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني المسلمين إلى أن يتخذوا الوحدة اليمنية طريقا إلى وحدتهم وائتلافهم "لنعود كما كنا في السابق دولة واحدة وأمة واحدة".وقال الشيخ القرني في خطبتي الجمعة اليوم بجامع الصالح والتي حضرها ما يقارب مائة ألف مصلي "لابد أن ننطلق متحدين على منهج رسول رب العالمين فنحن أتباعه ولا نتبع لينين ولا ستالين ولا غيره من الشياطين والمنافقين، بل رضينا بهداية رب العالمين وبمنهج الله للناس أجمعين". وأكد الشيخ عائض القرني بان الوحدة والاتحاد على كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وجمع الكلمة والتآخي والتآلف مقصد شرعي. وفي الوقت الذي جدد فيه الداعية القرني مباركة الوحدة اليمنية أكد أن الوحدة هي منهج الإسلام واتحاد على لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من يريد أن يمزق بلاد الإسلام فإنما يريد العداء لأمة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم. وأشار الشيخ القرني إلى أن الدين الإسلامي حرم سفك الدم المعصوم وقتل المعاهدين والمستأمنين والسياح واستشهد بقول نبي الرحمة :"دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا "..داعيا إلى تغليب لغة الحوار والمنطق والعقل والجدل بالتي هي أحسن . وأضاف "أيها المؤمنون أما ترون أن بلاد الإسلام صارت بؤرة للحوادث في العراق في فلسطين في الصومال في باكستان في أفغانستان، حيث تحول العالم الإسلامي إلى مقر للتدمير والتفجير وتفخيخ السيارات والأحزمة الناسفة واغتيالات وانقلابات أليس هذا هو خلل ظاهر، الم تصبح هذه ظاهرة دولية وعالمية في رقعات الإسلام من طنجة إلى جاكرتا، توجد الدماء والمجازر والاختلاف والبطالة والجهل والفقر والتخلف والمسؤول صنفان الأمراء والعلماء". مشيرا إلى أن هذه الممارسات نقلت صورة مشوهة عن الإسلام، رغم أن رسول الإسلام كما يقول الله عنه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ويقول الله للنبي المصطفى "ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".. وتساءل قائلا أليست صورة الإسلام التي ينبغي أن تقدم صورة الرحمة والتسامح والعفو، فكيف لنا أن نقنع الآخرين بدخول الإسلام وهم يرون بعض أبنائنا يفخخون السيارات ويسعون إلى سفك الدماء. وطالب القرني الحكام بالحكم بشرع الله وان يتقوا الله فينا يقول عليه الصلاة والسلام " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه"، وقال عليه الصلاة والسلام من ولاه الله أمر من أمر أمتي فاحتجب دون حاجتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وفقرة يوم القيامة"، وقال ابن خلدون الظلم مؤذن بخراب العمران وعليه تسقط الدول ". ودعا الشيخ القرني علماء اليمن إلى دعوة الناس للوسطية والجلوس إليهم لان الانزواء عن الساحة يخرج لنا الجهلة وأنصاف المتعلمين والمعاقين عقليا والمرضى نفسيا فيتصدرون الساحة ويفتون بغير علم فيظلوا ويظلوا أنفسهم.. وأضاف" إنني من هذا المنبر العظيم من هذا الجامع التاريخي انبذ فئتين وأندد بفئتين وابرأ إلى الله من فئتين، فئة خرجت عن الدين مرقت عن إجماع المؤمنين وغلت في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فحملت السلاح على المؤمنين وكفرت المجتمعات وأفتت بالقتل والتدمير والتفجير وهذا خلاف منهج الرسول عليه الصلاة والسلام وقد بدأوا من عهده عليه الصلاة والسلام واخبر بهم، وفئة أخرى تحللت من الدين وحاربت الإسلام وأرادت أن تنحي الإسلام من الحياة ومن الحكم ومن الدستور ومن القانون فنقول لهؤلاء وهؤلاء كلا والله بل لأمة الوسط والمؤمنون وعلى رأسهم اليمانيون سوف نثبت على الوسط بإذن الله فعلينا أن نجتمع على لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلينا ومنهج الإخاء والمحبة الذي دعانا الله سبحانه وتعالى إليه". ودعا فضيلة الشيخ القرني اليمنيين إلى عدم الحزن على ما أصابهم من هذه الفتنة وقال" يا شعب اليمن لا تحزنوا إن الله معنا ومن كان الله معه لماذا يحزن ومن كان الله معينه ومؤيده فكيف ييئس.. لافتا إلى أن اليمنيين اتصفوا بالإيمان والحكمة، ومن كان عنده الإيمان فإنه يصنع العجائب ويتجاوز المخاطر ويفوز على الأزمات ويتلقى الصدمات بالصبر وبأمل وبثقة في الله وبإيمان بالقضاء والقدر. وقال" لا تحزن يا شعب اليمن فقد رد الله عنك أعواد الزمن وصنوف المحن وانعم عليك بشتى المنن فقد زكاكم الرسول صلى الله عليه وسلم وقلوبكم قلوب رقيقة ورؤوسكم رؤوس السنم والفداء والتضحية وأرضكم بلدة طيبة وربكم غفور وولدتم على الإسلام ومنكم أنصار الدين والمنهج والملة". وأضاف " فلماذا نحزن المستقبل ينتظرنا والله معنا سوف يشرق فجرنا في وحدة كبرى بإذن الله على كتاب الله وسنة الرسول علية الصلاة والسلام ولا نريد بعدها أن نتمزق إلى دويلات ودكاكين وأكواخ، فالعالم غربه و شرقه يتكتل، الدويلات تتحول إلى دول وقارات كبرى وبعضنا الآن يسعى إلى تمزيقنا وتقسيمنا وتجزئتنا كفى فرقة وضعفا وتخاذلا وخصاما وشقاقا". وقال " سوف تعيدون الحضارة التي انطلقت من هنا ومن أعظم مدن العالم في العالم والتاريخ هي صنعاء الحضارة صنعاء الإسلام صنعاء المجد والثقافة والأدب، فلا بد أن تعيدوا هذا ومن هذا الصرح ومن هذه المنارة ومن هذا المكان الذي يدرس فيه الكتاب والسنة ومنهج الوسط لتعيدوا مسيرة المجد الإسلامي الماضي" وتساءل فضيلة الداعية القرني عن البطولات التي يدعيها من يقومون بأعمال التخريب ..وقال" أين البطولات من التفجيرات في مكةالمكرمة والرياض وصنعاء والقاهرة ودمشق والرباط، فلماذا لم نرى هذه البطولات في غزة وأبنائها يحرقون أمام العالم وتهدم مساجدهم، ولن تطلق على اليهود من هذه الفئة رصاصة واحده فكيف نترك المستبد والمحتل والمغتصب والمستعمر ونأتي إلى إخواننا المؤمنين المستأمنين والمعاهدين والمجتمع المسالم، نأتي إلى المساجد والقصور والجسور فندمر ونهدم، يخربون بيوتهم بأيديهم، فلا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا". نيوزيمن