مارادونا الصحافة العالمية"، لم يستطع توقيع كتابه الجديد "لن أرحل" في الجزائر، لأسباب سياسية بحتة. توفيق بن بريك الصحافي والكتاب التونسي يروي قصّة تعرّضه لمضاياقات عديدة، في مسيرته الشائكة. حاورته: ألكسندرا ساندلز
في 22 كانون الثاني الماضي، كان من المفترض أن يشارك الصحافي التونسي المستقل توفيق بن بريك بإطلاق كتابه الأخير "لن أرحل" في العاصمة الجزائرية. ولسخرية القدر، لم يتمكن الكاتب نفسه من تقديم عمله. فقبيل الحدث، تلقى اتصالا في تونس لإخباره أن المؤتمر الذي يقيمه دار نشر شهاب بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي، قد ألغي. وبحسب بن بريك، هذه الحادثة هي من نتاج الحكومتين الجزائريةوالتونسية، وهي مسألة سياسية بحتة. هذه بالطبع ليست المرة الأولى التي يواجه فيها بن بريك المصاعب في حياته الصحفية والروائية. فقد تواجه عدة مرات مع الحكومة التونسية خلال السنوات القليلة الماضية، كونه من أهم الكتاب المعارضين في تونس.
كما كان عرضة للمضايقات المستمرة والرقابة، وقد ألغي جواز سفره وتعرضت ممتلكات عائلته للتخريب من قبل أشخاص يشتبه أنهم عناصر شرطة بملابس مدنية.
بعد نشر مقالات كتبها بن بريك لصالح صحف أوروبية في ربيع 2000 عن أوضاع حقوق الانسان في تونس، استدعى أمام النيابة العامة.
فرد الكاتب بإضراب عن الطعام لإظهار معارضة على كيفية معاملته ومعاملة ناشطين آخرين في هذا المجال. فما كان على السلطات التونسية إلى أن تسحب الدعوى ضده بعد شهر. بدأ الكاتب المثير للجدل حياته المهنية في صحيفة "لا بريس سوار" الرسمية، قبل أن يقدم استقالته للعمل في الصحيفة الأسبوعية "مغرب". بعد تعليق نشر "مغرب"، بدأ بن بريك يكتب للصحافة الأجنبية. منصات اجرت "دردشة" قصيرة مع "مارادونا الصحافة العالمية"، كما يسمي الكاتب- البهيّ الطلّة- نفسه. ماذا حصل مع إطلاق كتابك في الجزائر؟ لماذا ألغي المؤتمر؟ هذا تواطؤ بين السلطات الجزائريةوالتونسية، إنه علامة واضحة على التعاون بين السلطات العربية. تتعاون الوزارات العربية بشكل صارم فيما بينها وأسمي موجود على اللائحة السوداء في عدد منها. منعت من دخول مصر ولبنان من قبل وكنت قد اشتريت بطاقة الطائرة وما إلى ذلك. لم تتفاجأ لما حصل في الجزائر إذًا؟ أنا كاتب مشهور في الجزائر. لدي الكثير من الأصدقاء هناك، اعتبرها بلدي الثاني لكني أعاني من المشاكل مع الرئيس الجزائري بوتفليقة وقد صرح علنا أنه لا يريدني في الجزائر. ما هو موضوع "لن أرحل"؟ أتعتقد أن محتواه لعب دورا فى إلغاء المؤتمر؟ في كتابي الجديد أتحدث عن الشعب التونسي، عن تونس التي لم تعد موجودة. أنا أعيش هنا لكني لا أعيش معهم، بل أعيش في تونس خاصة بي. أسلوبي يشبه كتابات وودي آلان. لا أعتقد أن محتوى الكتاب هو السبب في إلغاء المؤتمر، بل المشكلة في التعاون ما بين السلطات التونسيةوالجزائرية التتي منعتني من السفر إلى الجزائر. غالبا ما تظهر تونس على اللوائح السوداء لمجموعات حرية الصحافة، ويقال أن الصحافة في بلدك تعيش في بيئة تعاني من المحظورات القاسية. ما رأيك بهذا؟ يتحدثون عن مقتل الصحافيين في وسائل الاعالم، ولكن هذا لا يحصل في تونس. باستثنائي طبعاً! جميعهم رحلوا وربما منعوا من العمل هنا. منعت من الكتابة في تونس بدوري، وكأنهم منعوني من التنفس. ما من منشورات مستقلة هنا، فهي جميعها تحت سيطرة الحكومة. تطلق على نفسك لقب "مارادونا الصحافة الدولية"، لماذا؟ أنا مارادونا، ليس بالنسبة للصحافة التونسية فحسب، بل كذلك للصحافة العالمية والدولية. لا أحد يريدني أن أكتب، فهم يخشون الرقابة. أود القول أنه رغم عدم تمتعي بالحرية، لكني دوما أقول ما لدي، على الأقل أعبر عن رأيي بالحرية. أنا انتهازي. منصات