كتجربة اولى في البلدان العربية وبتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الفني; تعتزم الآن وزارة البيئة والتنمية المستديمة في تونس بعث اطار قانوني نوعي وتعبئة الوسائل الضرورية في مجال الوقاية من الضجيج ومقاومته من خلال تشخيص الوضع الحالي للضجيج في البلاد. دراسة جديدة للحماية من الضجيج في تونس د. نعمى شريف كتجربة اولى في البلدان العربية وبتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الفني; تعتزم الآن وزارة البيئة والتنمية المستديمة في تونس بعث اطار قانوني نوعي وتعبئة الوسائل الضرورية في مجال الوقاية من الضجيج ومقاومته من خلال تشخيص الوضع الحالي للضجيج في البلاد. بالإضافة إلى أنواع التلوث البيئية المألوفة يبقى هناك شكل من أشكال التلوث الذي يمكن أن يوصف بالخفي أو غير الملموس, فالبيوت تعج بآلات وأجهزة الصوت مثل أجهزة التكييف والغسالات والخلاطات وغيرها من الأجهزة الكهربانية أما خارج البيوت فالشوارع مكتظة بالعربات والشاحنات وآلات الحفر ومعدات البناء والمصانع. كل هذه المنظومة من الأصوات تسبب ما يسميه علماء البيئة بالتلوث الضوضائي الذي يحدث أضرارا سمعية عوضا عن الآثار النفسية والسلوكية التي تؤثر على تصرفات المرء وكفاءة وظائفة العضوية. في السنوات العشرين الماضية خطت تونس خطى حثيثة وسريعة في مجال حماية البيئة من التلوث حيث تم بشكل واسع دراسة المؤثرات البيئية على المحيط بالاضافة الى التوعية والتربية البيئية, كما تم اتخاذ عدة إجراءات لمقاومة التلوث بمختلف أنواعه (الفضلات الصلبة, السائلة والهواء) وقد شملت هذه الأعمال أيضا لتلوث الضوضائي ولكن لم يحظ هذا الجانب بنفس الدرجة من الاهتمام الذي حظيت الجوانب الأخرى للتلوث التي وضعت من أجلها قوانين خاصة وجندت لها الوسائل البشرية والمادية. أما اليوم, ومع التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي تشهده البلاد التونسية, فإن الأضرار الصوتية أصبحت إحدى الأمور الرئيسية التي تؤثر في إطار عيش سكان المدن الكبرى بل وأصبحت الشاغل الحقيقي لمجتمع يعيش نموا مستمرا. وقد عملت وزارة البيئة المستديمة والوكالة الوطنية لحماية المحيط على ايجاد حلول لمشكلة الضجيج إثر الشكاوى المتزايدة من المواطنين أو في إطار تقييم التأثير البيئي للمشاريع, وكانت الصعوبات متنوعة كغياب المعايير, عدم كفاية الوسائل والتقنيات, ضعف الخبرات الوطنية ونقص المعلومات والمعارف لتقييم الأخطار المتأتية من التلوث الصوتي. من أهم أهداف هذه الدراسة - فحص النصوص القانونية والدراسات والمعلومات المتوفرة - إنجاز حملة لقياس الضجيج في نقاط متعددة من البلاد التونسية عامة - مراجعة بعض الدراسات الأجنبية في هذا الصدد - التعرف على النقائص على الصعيدين القانوني والعملي - إقتراح توصيات على المدى القريب والمدى المتوسط وتأتي أهيمية هذه الدراسة ربما من كونها ستقدم حلولا للحماية من الأثار السلبية للضجيج والوقاية منه ليس فقط بالسبة لتونس وإنما لكثير من البلدان العربية التي تتشابه بظروفها المحلية مع البلاد التونسية.