واشنطن، 5 نوفمبر2009:رحبت كبرى المنظمات الحقوقية الأمريكية بإدانة محكمة إيطالية وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" في قضية اختطاف وتعذيب المصري أبو عمر من إيطاليا، وطالبت بمحاكمة مماثلة في الولاياتالمتحدة للمتورطين في برنامج "التسليم الاستثنائي". وأدانت محكمة إيطالية الأربعاء 23 من عملاء السي آي إيه لتورطهم في اختطاف الإمام المصري أبو عمر عام 2003، وإرساله إلى مصر لتعذيبه، وهي المحاكمة التي بدأت في 2007. وتعليقا على الحكم قال ستيفن وات، المحامي ببرنامج حقوق الإنسان في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، قال إن قرار المحكمة في إيطاليا "يؤكد على حاجة الولاياتالمتحدة لمحاسبة مسئوليها على الجرائم التي ارتكبت في ظل برنامج 'التسليم الاستثنائي‘". واعتبر وات، في بيان تلقت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه، أنه "من العار أن تأتي الإدانات الأولى من هذا النوع من نظام قضائي أجنبي؛ حيث لا يُرجح أن يقضي المدانون عقوبتهم". وكان حسن مصطفى أسامة نصر، الشهير باسم أبو عمر، قد تعرض للاختطاف في ميلانو بإيطاليا في 17 فبراير/شباط 2003 فيما بدا أنه عملية مشتركة بين المخابرات الأمريكية ونظيرتها الإيطالية؛ حيث تم نقله إلى مصر، حيث يقول إنه تعرض هناك لتعذيب شديد على أيدي السلطات المصرية. ويشير تعبير التسليم الاستثنائي إلى برنامج نفذته السي آي إيه خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وتم فيه نقل معتقلين مشتبهين بالإرهاب إلى دول أخرى معروفة بممارسة التعذيب، دون اتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة لضمان عدم تعرض هؤلاء المعتقلين للتعذيب في تلك الدول. ومن جانبه انتقد أيضا مركز الحقوق الدستورية، وهو منظمة حقوقية مقرها واشنطن، انتقد عدم تصدي القضاء الأمريكي للمتورطين في برنامج التسليم الاستثنائي، في حين "يحصل ضحايا التسليم على العدالة في إيطاليا وكندا". واستشهد المركز أيضا في بيان تلقت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك بقضية الكندي السوري ماهر عرار، الذي رفضت محكمة استئناف أمريكية هذا الأسبوع نظر دعواه ضد الحكومة الأمريكية، رغم تورط مسئولين أمريكيين في اختطافه وإرساله إلى سوريا حيث تعرض للتعذيب على أيدي السلطات السورية طوال عام.