القاهرة: أكد باحثون واكاديميون من تسع دول افريقية شاركت في مؤتمر عن اللغة والثقافة والهوية في افريقيا الذي عقد على مدار يومين ونظمه معهد البحوث والدراسة الافريقية أن 30 لغة افريقية كانت تكتب بحروف عربية قبل الاستعمار, وان اللغة العربية ظلت اللغة الاكثر انتشارا في القارة الافريقية بعد انتشار الاسلام بين القرنين الثالث عشر والتاسع عشر الميلادي. وقد شهد عدد من اشهر علماء اللغة الغربيين بأصالة اللغة العربية التي اثرت على اللغات الافريقية، وان الاستعمار لعب دورا في احلال الحرف اللاتيني محل العربي. وطالب المشاركون في المؤتمر - كما نقلت عنهم جريدة "العرب اليوم" الأردنية - بضرورة الحفاظ على التراث العجمي المكتوب بلغات اجنبية بالحرف العربي وانقاذه قبل ان يندثر.. وضرورة الكف عن النظر بسطحية لفاعلية اللغة العربية ودورها في تشكيل الهوية الثقافية. وتضمنت جلسات المؤتمر الذي عقد على مدار يومين, خمسة محاور رئيسية شملت: "اللغات والهوية في افريقيا"، "اللغة والثقافة العربية في افريقيا"، "اثر اللغة والثقافات الاوروبية على اللغات والثقافات الافريقية"، "اللغات الافريقية"، "اللغات الافريقية والقضايا الاجتماعية والسياسية"، و"اللغات الافريقية والادب الافريقي". واهتم عدد من الباحثين من خلال الدراسات والبحوث التي طرحت بمناقشة اشكالية الهوية وعلاقتها باللغة من منطلقات عدة ورصد الدكتور المبروك زيد الخير - استاذ اللغويات النظرية بجامعة الاغواطالجزائرية - تصدي الثقافة الجزائرية خلال صراعها مع الاستعمار لمحاولات الاستلاب, كما طرح رؤيته لأزمة الهوية ومشاكل الممارسة اللغوية في الجزائر التي التقت مع افرازت العولمة لخلق هوية جديدة لا تستند الى الموروث الثقافي, وانما تصاغ في قوالب مستوردة نتيجة مسار التغريب القسري الذي اتخذ طيلة القرنين الماضيين شكل الهيمنة الاستعمارية والاختراق الثقافي. واكد الدكتور محمد علي نوفل - وفقا لنفس المصدر - ان الافارقة تنبهوا الى ضرورة احياء اللغات المحلية وعدم الاستسلام لاحلال لغات المستعمرين محلها، وطالب بضرورة تفعيل منظمة الوحدة الافريقية لمناقشة تلك القضية، وتناولت الدراسة التي قدمها دكتور ماهر شعبان اثر الاستعمار الفرنسي على اللغة والثقافة في تشاد، ومن الجزائر ناقش الدكتور عبدالعليم بوفاتح اللغة الفرنسية في الجزائر وأثرها في حياة الواقع الثقافية