img height="75" alt="لندن.. نهاية "أسطورة مدينة الحريات"؟! " src="/images/iupload/mouraqaba.jpg" width="75" align="right" border="4" style="WIDTH: 75px; HEIGHT: 75px" /نحو 4.5 ملايين كاميرا تغطي كامل بريطانيا :بدأ الكثير من البريطانيين يتلمسون في حياتهم اليومية الرواية البريطانية الشهيرة "بيج برازر" (الأخ الأكبر) لصاحبها جورج أويل، والتي تصور حالة المراقبة والحصار وفقدان الحرية في بلد ما. فلا يمر يوم جديد على العاصمة لندن إلا ويستشعر مواطنوها أو زائروها أن "عاصمة الضباب وأسطورة الحريات" كما تلقب -ليس في أوروبا فحسب بل في العالم بأسره- لم تعد كذلك، بعد أن حل عهد المراقبة والحد من الحريات تحت ذريعة الأمن ومقاومة الإرهاب، والذي يرتبط خاصة بمسلميها، وفق تقارير صحف بريطانية، وتصريحات باحث معني بأحوال الأقلية المسلمة لشبكة "إسلام أون لاين.نت".
ولم تعد حديقة "هايد بارك" الشهيرة كعهدها مكانا يفخر فيه اللندنيون بتسامحهم وإعطائهم الحرية كاملة لكل المعارضين والمطرودين من بلدانهم للتعبير عن آرائهم، حتى لو وصل الأمر إلى سب صاحبة الجلالة (ملكة بريطانيا)، حيث خلت منعرجات الحديقة إلا من أفراد يمارسون رياضة العدو. لندن "مدينة كل الحريات" لم تعد كما كانت حيث تزرع كاميرات التجسس على المواطنين في كل زاوية من شوارعها، فضلا عن زرع الآلاف منها في محطات مترو الأنفاق، وحتى المشروع الضخم الذي أعلن عنه هذه السنة من قبل بلدية لندن من أجل تجديد حوالي 250 محطة بالعاصمة يهدف أول ما يهدف إلى تحسين شبكة التغطية الأمنية لكل أركان المحطات، كما تقول الإعلانات التي تبشر بالمشروع. وإضافة إلى انتشار 4.5 ملايين كاميرا مراقبة تغطي كامل بريطانيا، بينها 6 آلاف في محطات مترو الأنفاق بلندن وحدها، فإن كل مشاريع المراقبة "الكلاسيكية" قادمة، فالبريطانيون الذين يفخرون بأنهم البلد الأوروبي الوحيد الذي لا يحمل مواطنوه بطاقات هوية خاصة سوف يلزمون بحملها مطلع سنة 2009. 19 معلومة ولا يمر يوم على الجرائد البريطانية إلا وتتطرق إلى الهواجس الأمنية والقوانين الجديدة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، فجريدة "ذا جارديان" خرجت في عددها اليوم السبت 23-2-2008 تحت عنوان بالبنط العريض يفيد أن "الحكومة البريطانية تطلب معلومات عن كل المسافرين". وطلبت الحكومة البريطانية من البرلمان الأوروبي الموافقة على مشروع تقدمت به يتضمن مد دوله ب19 معلومة عن كل مسافر بين الدول الأوروبية، بما فيها رقم الهاتف الشخصي ورقم البطاقة البنكية. ولا تخفي الصحيفة أن الأمر يتعلق بالوقاية "من الإرهاب الإسلامي". ويعيش في بريطانيا نحو مليوني مسلم من إجمالي التعداد البالغ حوالي 60.6 مليون نسمة. من جهتها أوردت صحيفة "إسلانجتون جازيت" المحلية اللندنية أن عدد المشتبه فيهم والموقوفين بمقتضى قوانين الإرهاب الجديدة في بريطانيا بلغ الشهر الماضي 489 شخصا، بينهم 72 شخصا ورد ذكرهم في قضايا سابقة. "المسلمون دون غيرهم" من الواضح بالنسبة لهاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن "أن الأمر يتعلق بالمسلمين دون غيرهم، وأن بريطانيا كغيرها من البلدان الأوروبية أصبحت تحت مسمى مكافحة الإرهاب تفقد مقولة الديمقراطية والحريات التي يدعون أنهم يدافعون عنها". وأضاف السباعي في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت": "إن الأجيال الجديدة من المسلمين أصبحت في مأزق حقيقي.. فهم يرون أنهم أصبحوا مستهدفين في دينهم وأن السلطات تعتمد كل الوسائل الممكنة، ومن ضمنها التجريد من الجنسية، لطمس هويتهم تحت مطالب الاندماج، وهي بالتالي تسن القانون تلو الآخر لتحويل المسلمين إلى مورسكيين جدد". والمورسكيون طائفة عاشت في الأندلس وأخفت إسلامها عند سقوط الحكم الإسلامي هربا من الاضطهاد. ويشير السباعي إلى أنه طبقا لقوانين الإرهاب الجديدة تم وضعه في لائحة الطرد من قبل رئيس الوزراء السابق توني بلير بالرغم من كونه محكوما بالمؤبد في مصر (بلده الأصلي). وحذر من أن "المرحلة المقبلة بالنسبة للحكومة البريطانية، وغيرها من الحكومات الأوروبية ستنصب على إدخال تعديلات قانونية لتحوير صلاحيات محكمة حقوق الإنسان الأوروبية العليا التي تقف عقبة أمام العديد من الحكومات الأوروبية الساعية لطرد المسلمين غير المرغوب فيهم، ومن الواضح أننا كمسلمين لم يعد مرغوبا فينا في أوروبا". ومنذ تفجيرات مترو أنفاق لندن 7-7-2005 من قبل شبان بريطانيين مسلمين، سنت الحكومة حزمة قوانين تحد من حرية التنقل والتعبير؛ وهو ما أدى إلى طرد عدة أئمة مسلمين إلى بلدانهم الأصلية بدعوى أنهم متشددون. وبموجب قانون الإرهاب الجديد الذي صودق عليه السنة الماضية، وضعت محكمة بريطانية السبت بريطانيًا اعتنق الإسلام ويدعى سيري بلفانت (25 سنة) تحت الرقابة المتواصلة بتوصية من جهات أمنية لكونه يمثل "خطرا محتملا" لتفكيره في الذهاب إلى العراق أو أفغانستان والالتحاق بالمسلحين، بحسب نص الحكم. وتتماشى تهمة "النية والتفكير" مع الطابع الوقائي لقوانين الإرهاب الجديدة