في الوقت الذي يستعدّ فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعلان استراتيجيته الجديدة نحو أفغانستان، أفاد تقرير من المرتقب تقديمه للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أنّ القوات الأمريكية كان بمقدورها القبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو قتله عام 2001 إذا شنّت هجومًا منسقًا على مخبأه في أفغانستان.وقال التقرير الذي كتبه العاملون لدى الأغلبية الديمقراطية باللجنة: إنّ هروب بن لادن "كان فرصة ضائعة غيّرت مسار الحرب ومهدت الطريق لحركات التمرُّد في أفغانستانوباكستان"، بحسب وكالة رويترز للأنباء الأحد. وأضاف: "كان من شأن إزاحة زعيم القاعدة من ساحة القتال منذ ثماني سنوات مضت أن يقضي على تهديد المتطرفين في كل أنحاء العالم، إلا أن القرارات التي فتحت الباب أمام هروبه إلى باكستان سمحت لابن لادن أن يظهر كشخصية رمزية قوية لا تزال تجتذب تدفقات مستمرة للأموال وتلهم المتعصبين في كل أنحاء العالم". وشنت القوات الأمريكية وقوات أفغانية هجومًا واسع النطاق على جبال تورا بورا في عام 2001 سعيًا وراء بن لادن الذي كان يعتقد أنه يختبئ في المنطقة مع مؤيديه بعد الإطاحة بحكومة طالبان. وأشار التقرير إلى أن القادة الأمريكيين رفضوا طلب مزيد من القوات لشنّ هجوم سريع في المنطقة واعتمدوا بدلاً من ذلك على الضربات الجوية وعلى الميليشيات الأفغانية لقيادة الهجوم وعلى حرس الحدود الباكستاني لإغلاق طرق الهروب. وتابع: "جرى تهميش مجموعة واسعة من القوة العسكرية الأمريكية بداية من فرق القناصة وحتى أكثر الأقسام قدرة على الحركة بسلاح مشاة البحرية والجيش". وانتقد التقرير بشكل خاص القادة العسكريين في عهد الرئيس السابق جورج بوش وفيهم وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال المتقاعد تومي فرانكس. وقال السيناتور الديمقراطي جون كيري رئيس اللجنة: إن "إدارة بوش أضاعت فرصة القبض على بن لادن وكبار مساعديه في تورا بورا بعد أشهر قليلة من هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة". وصدر التقرير قبل أيام قليلة من إعلان متوقع من جانب الرئيس أوباما بإرسال الولاياتالمتحدة قوات إضافية قوامها نحو 30 ألف جندي لتأمين المراكز السكانية وتدريب قوات الأمن الأفغانية. ويوجد حاليًا نحو 86 ألف جندي أمريكي و24 ألف جندي من قوات التحالف في أفغانستان. يأتِي هذا فيما لازالت المواجهات بين قوات التحالف وفي مقدمتها القوات الأمريكية وبين طالبان مشتعلة رغم مرور 8 سنوات على غزو أفغانستان، حيث ذكر مسئول من الشرطة الأفغانية وآخر من قوات حلف شمال الأطلسي اليوم أنّ نحو 30 من عناصر طالبان قتلوا في غارة جوية قادتها قوات الحلف في شرق البلاد بعدما هاجموا موقعًا للشرطة الأفغانية. وقال سيد نبي ملاخيل، قائد شرطة الحدود الأفغانية: إنّ مسلحين هاجموا ليلًا نقطة تفتيش تابعة للشرطة في إقليم خوست الشرقي الذي يشترك في الحدود مع باكستان. وأكّد متحدث باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية التابعة للحلف في كابول: "تعرضت القوات الأفغانية لهجوم وطلبت المساعدة وقدمناها لها في شكل دعم جوي"، ولكنه رفض ذكر أي تفاصيل عن القتلى والجرحى. ووصف الجنرال "ستانلي مكريستال" أكبر قائد للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستانإقليم خوست، وهو قاعدة للمتمردين بأنّه جبهة قتال بالإضافة إلى إقليمي بكتيا وبكتيكا المجاورين.