أفادت مصادر جزائرية رفيعة المستوى، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أبلغت الجزائر ''احتجاجها'' على تبرئة العدالة الجزائرية معتقلين سابقين في معتقل غوانتنامو الأمريكي خلال الدورة الجنائية الجارية. واستغربت المصادر تدخل واشنطن في موضوع ''تناولته عدالة مستقلة لأشخاص برّأتهم أمريكا نفسها قبل ترحيلهم للجزائر''.لم تتقبل الولاياتالمتحدةالأمريكية براءة مرحّلين اثنين من معتقل غوانتنامو قبل أيام قليلة من قبل مجلس قضاء الجزائر. وعلمت ''الخبر'' من مصدر جزائري مسؤول يشتغل على الملف، أن واشنطن أبلغت الجزائر ''احتجاجها'' على الأحكام القضائية الصادرة لصالحهم، وقال المصدر: ''نستغرب لهذا الأمر.. واشنطن اعتقلتهم سبع سنوات وسط ظروف إنسانية سيئة للغاية ثم منحتهم البراءة، فكيف للجزائر أن تعاقبهم على وقائع تمت تبرئتهم منها''. ونقلت المصادر، عن قنوات رسمية بين واشنطنوالجزائر، تحديد موقع ''الاحتجاج'' على ملفي ''عبدلي فاغولي'' و''طراري محمد''، اللذين برّأهما مجلس قضاء العاصمة نهاية شهر نوفمبر الفارط، في أول محاكمة علنية في ملف يتصل بعائدين من معتقل ''غوانتنامو''، حيث كانا من الأوائل الستة الذين سلمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الجزائر، وخضعا طيلة عام كامل لقيد الرقابة القضائية. وذكرت المصادر أن الملف طرح خلال زيارة وزير الخارجية مراد مدلسي إلى واشنطن قبل أسبوع، وذلك خلال لقاءات ثنائية مع هيلاري كلينتون، وبعض المسؤولين في ديوان الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأضافت المصادر أن واشنطن تتصور أن الظرف الأمني في الجزائر قد يشجع معتقلين سابقين للارتباط بشبكات ''إرهابية''، وقالت: ''هذا تصور خاطئ جدا عن الوضع في الجزائروواشنطن تعلم ذلك جيدا.. بل تعلم أن المعتقلين الذين تم تبرئتهم لا علاقة لهم بأي نشاط مشبوه''. وتفسر الخطوات الأمريكية، من قبل قانونيين، على أنه محاولة لتفادي مطالب من المعتقلين السابقين للمطالبة بتعويضات معنوية ومادية، أما في حال إدانة معتقليها السابقين من قبل دولهم الأصلية، فإن هذا كان سيمنع عنهم حق رفع دعاوى دولية. وتطالب واشنطن في هذا الشأن بتطبيق شروط لم توافق عليها الجزائر، تلخّص في ضمانها (الجزائر) عدم عودتهم لما تسميه أمريكا ''الإرهاب''، وسحب جوازات سفرهم ومراجعتهم دوريا من قبل قضاة أمريكيين. وتسعى واشنطن، خلال هذه الفترة، إلى معاودة طرح هذه الشروط، أو ترحيل بقية المعتقلين الجزائريين نحو دولة ''محايدة'' بوصف الأمريكيين. وحسب نفس المصادر، تناقش الإدارة الأمريكية خيار دولة ''ألبانيا''، إلا أن الجزائر جددت رفضها أي ''مساومة'' في هذا الشأن، وأنها ترحّب بأي جزائري في غوانتنامو وتعامله وفق القانون الجزائري ''إن ثبتت عليه التهم فسيُدان، وإن كان العكس فالبراءة من حقه دون أدنى نقاش''. وقد أحصت النيابة العامة في الجزائر استقبال ستة معتقلين تم ترحيلهم على فترات متفاوتة من معتقل ''غوانتنامو'' بعد قرار الإفراج الذي أصدرته في حقهم إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتم وضعهم تحت إجراء الرقابة القضائية بأمر من قاضي التحقيق صاحب الاختصاص الإقليمي، في انتظار استكمال التحقيقات لبقية المرحلين. المصدرالخبر :الجزائر: عاطف قدادرة