ما زال الغموض يحيط باسم المرشد المقبل لجماعة الإخوان المسلمين، رغم تسريبات من بعض كوادر الجماعة تفيد بأن الدكتور محمد بديع هو الأوفر حظا في خلافة محمد مهدي عاكف. وسط ترجيحات بإعلان اسمه خلال الأسبوع المقبل.ونفى الدكتور محمود عزت، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين في مصر، صحة ما تردد في بعض الصحف عن أن الجماعة ستعلن اسم المرشد الجديد في غضون الساعات المقبلة، وقال: «قطعا لن يكون الإعلان خلال الساعات المقبلة». رافضا الإفصاح عن تفاصيل أي عمليات إجرائية، وما إذا كانت أسماء المرشحين للمنصب قد أرسلت إلى مكتب الشورى العالمي أم لا. وأضاف عزت ردا على سؤال «الشرق الأوسط» عما إذا كان الاختيار سيتم بين مرشحين اثنين هما الدكتور محمد بديع بعد حصوله على أعلى الأصوات داخل مجلس شورى الجماعة، والدكتور رشاد بيومي الذي جاء تاليا له، أم أنها لا تزال مفتوحة أمام أسماء أخرى، قائلا: «ما زالت كل الأسماء مطروحة». وأكد الدكتور جمال نصار المستشار الإعلامي لمرشد الجماعة محمد مهدي عاكف أن الإعلان عن المرشد الجديد «ما زال أمامه أسبوع على أقل تقدير». وقال: «الإعلان لن يتم على الأرجح قبل يوم الأربعاء المقبل». ويتم اختيار المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عبر مجلس شورى الجماعة العالمي، الذي يقر واحدا من الأسماء التي يختارها مجلس شورى الجماعة في مصر. إلى ذلك كشف الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث الرسمي السابق باسم «الإخوان المسلمين» في الغرب، أن الدكتور محمد بديع هو الأقرب لتولي منصب المرشد الثامن الذي تنتظره مهام وظروف دعوية صعبة. وأوضح الشيخ الهلباوي، وهو من مؤسسي الرابطة الإسلامية في بريطانيا والمجلس الإسلامي البريطاني، أن إعلان اسم المرشد الجديد الذي سيخلف مرشدها الحالي مهدي عاكف، سيتم في غضون ال 24 ساعة المقبلة. ونفى أي اتصالات بين مكتب الإخوان في مصر وإخوان الخارج، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يسمى بالتنظيم العالمي للإخوان في الغرب. والدكتور محمد بديع من مواليد أغسطس (آب) عام 1943 بالمحلة الكبرى وهو خريج كلية الطب البيطري سنة 1965، وعين معيدا بكلية طب بيطري أسيوط 1965، وحصل على درجة الماجستير في الطب البيطري ومدرس مساعد 1977 من جامعة الزقازيق، ثم درجة الدكتوراه في الطب البيطري وعين مدرسا سنة 1979 في جامعة الزقازيق. وعين أستاذا متفرغا بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف، وسجن في القضية العسكرية الأولى عام 1965 مع الأستاذ سيد قطب والإخوان، وحُكم عليه بخمسة عشر عامًا، قَضى منها 9 سنوات، وخرج في أبريل (نيسان) 1974 وعاد لعمله بجامعة أسيوط، ثم نُقل إلى جامعة الزقازيق، وسافر بعدها لليمن وعاد من هناك إلى جامعة بني سويف. والدكتور بديع عضو مكتب الإرشاد منذ 1993، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة جمعية الباثولوجيا والباثولوجيا الإكلينيكية لكليات الطب البيطري على مستوى الجمهورية. وقال الهلباوي إن المنافسة انحصرت بين الدكتور محمد بديع والدكتور رشاد البيومي في أعقاب أول اجتماع عقده مكتب الإرشاد الجديد أول من أمس. وأوضح الهلباوي أنه لا يتحدث باسم «الإخوان المسلمين» في مصر الآن ورأيه لا يعتبر ملزما لأي عضو في حركة الإخوان المسلمين، إلا أنه يتمنى التوفيق لمكتب الإرشاد الجديد المكون من 16 عضوا ، وقال إنهم شباب تنوط بهم مهام عظام خلال الفترة المقبلة، وهم أقدر على الأمانة الملقاة على أكتافهم بخدمة الدعوة الإسلامية وإبراز هوية دعوة الإخوان في كل مكان، وإخراجها إلى ميادين أوسع وأرحب، والعمل على خدمة القضايا الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين التي ضحى الإخوان من أجلها بالغالي والنفيس. وقال إن الاعتقالات لم توقف حركة الإخوان في الماضي أو المستقبل، وقال إنها عملية مستمرة تعودت عليها قيادات الإخوان وقد سميتها «حرب استنزاف»، ولن تخيف الإخوان أو تقضي على دعوتهم ، لأنهم يحتسبون ذلك عند الله سبحانه وتعالى، وعندهم ركن من أركان البيعة هو التضحية في سبيل الله. وقال إنه من المقرر أن يعرض اسم المرشد الثامن خليفة عاكف على مجلس شورى الإخوان وعددهم 115 داخل مصر ، ثم يبايعه إخوان الخارج في البلاد الأخرى. من جهته رفض إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي والمتحدث باسم الجماعة في أوروبا في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» التعليق على الانتخابات الخاصة بمكتب الإرشاد التي أجريت خلال الأيام الماضية، وقال إن اسم المرشد الثامن للجماعة الذي سيخلف مهدي عاكف، ربما يكون محصورا بين ثلاثة أسماء الدكتور محمد بديع أو الأستاذ رشاد البيمي أو الأستاذ جمعة أمين، ونفى وجود اتصالات أو مشاورات مع إخوان الداخل فيما يتعلق باختيار المرشد الثامن. يأتي هذا فيما كشفت مصادر إخوانية أن مجلس الشورى العالمي للإخوان توافق على اسم المرشد الجديد مع «إخوان مصر» وأنه ينتظر أن تتم تسميته والكشف عن اسمه للإخوان والرأي العام مطلع الأسبوع المقبل، لكن قيادات بالتنظيم الدولي تكتمت الإعلان عن اسم المرشد الجديد الذي من المقرر أن يباشر مهامه اعتبارا من منتصف يناير (كانون الثاني) الجاري. الشرق الأوسط لندن: محمد الشافعي القاهرة: محمد حسن شعبان
