الجمعية الموريتانية للنقد الأدبي تحيي ذكري شيخ النقاد العرب بمناسبة مرور عام علي رحيل الدكتورعز الدين إسماعيل أنصف التراث العربي وحذر من الغلو في العصرية المطلقة نواكشوط - محمد عبد الرحمن : نظمت الجمعية الموريتانية للنقد الادبي مؤخرا ندوة خاصة تخليداً للذكري الأولي لرحيل الاديب والناقد العربي الكبير الدكتور عز الدين إسماعيل، وتناولت الندوة جوانب مختلفة من إسهامات الراحل في مجالات النقد الأدبي والشعر و تأثيره علي حركة النقد في موريتانيا، وتعاقب علي منصة الخطابة عدد من الاساتذة والباحثين الموريتانيين ممن عرفوا الدكتور عز الدين عن قرب. وتناول الكلام في البداية رئيس الجمعية الموريتانية للنقد الأدبي الدكتور محمد ولد بوعليبة مقدماً مداخلة بعنوان"ورقات عن شيخ النقاد عز الدين إسماعيل" حيث بدأ بالتعريف به من خلال دوره البارزفي مدرسة النقد العربية المعاصرة قائلاً: " الدكتور عز الدين إسماعيل هو احد الوجوه البارزة في الثقافة الأدبية المعاصرة وقد طبع عصره بفكره الحيوي فانطبع به عصره وكان تأثيره بارزاً حيث يقل أن نجد كتاباً في الممارسة النقدية إلا ويعود إلي أفكار الرجل لحيويتها وجدتها ورصانتها فقبل أربعين عاما ً نشر الدكتور عز الدين إسماعيل كتابه "الشعر العربي المعاصر.. قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية" فكان وما يزال أهم مرجع في مفاهيم الحداثة والمعاصرة في الشعر وهما مفهومان شغلا الساحة العربية خلال القرن العشرين فجاء الدكتور عز الدين إسماعيل ليجعل لهما حدوداً بعد أن ظلا عائمين يناقشهما كل من هب ودب وهو القائل بأن الجديد ليس دائما عصرياً إلا في ظروف بعينها وإلا فإن الواقع يدلنا علي أن الشعر قد يكون جديداً في شكله وإن تغلغل فيه نبض الشعر القديم وروحه وكذلك قد نصادف في الشعر الجديد مجرد احتذاء وتقليد للنماذج الجديدة الأصيلة فيتجاوز الظاهر فالعلاقة إذن بين الحداثة والعصرية ينبغي أن تتناول بحذر شديد. لقد أنصف الدكتور عز الدين التراث العربي وحذر من الغلو في العصرية المطلقة وحذر من التحدث عن مخترعات العصر في نصوص الادب من قبل البعض ممن يظنون أنهم باستخدامها أو وصفها يعيشون العصر وهم في الواقع يعيشون علي هامشه. بين هذين القطبين يبلور الدكتور عز الدين إسماعيل فكرته القائلة بان المهم هو روح العصر لا فهمه شكلياً ويصدق ذلك علي شعراء موريتانيين كالمختار ولد حامدن ومحمد محمود ولد الشيخ ماء العينين. وعن علاقته بالراحل عز الدين يتحدث الدكتور ولد بوعليبه قائلاً : "عرفت الدكتور عز الدين من خلال كتاباته قبل أن اعرفه شخصياً وتأثرت به أكبر تأثر في كتاباتي النقدية مطلع الثمانينيات ولعل مظاهر تلك المؤثرات تتجلي لمن يقرأ كتابي" محاضرات في الأدب والنقد" و"النقد الغربي والنقد العربي" وعرفته شخصياً لما بدأ الاهتمام يتزايد في بداية التسعينيات بنظرية "الاستقبال وأفق التحري" وقد قرأ رحمه الله حوليات كلية الآداب بجامعة نواكشوط واكتشف اهتمامي بهذه النظرية وكان اهتمامه هو أيضا منصباً عليها في نفس الفترة فأعجبته المصطلحات العربية التي كنت اترجم بها مفاهيم هانس روبيرياس وإيلثير وغيرهما ". من جانبه تحدث الاستاذ ببها ولد بديوه في مداخلة له تحت عنوان" عز الدين كما عرفته"موضحا أن علاقته بالناقد الكبير بدأت بمطالعة كتاباته النقدية مطلع ثمانينيات القرن الماضي قبل أن يلتقيه بشكل مباشر حين أصبح طالباً لديه في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة ويضيف ولد بديوه: "لا أزال أتذكر اليوم الأول الذي رأيت فيه ذلك الرجل الفارع القامة بصوته الجهوري، عندما كنت أستمع إلي أول درس معه في مدرج ساطع الحصري بقسم البحوث والدراسات العربية لتنطبق الصورة علي الاسم الذي تردد في مسالك الذاكرة. وما تزال تلمع في الذاكرة صورة ذلك الرجل الصموت الذي يصغي باهتمام إلي مخاطبيه. لن أفيض في مجالات الرجل الفكرية التي أفاض فيها الأساتذة قبلي،و إنما أكتفي هنا بسرد بعض الحوادث التي كانت لي معه لنستخلص منها طبيعة الرجل فيما يتميز به من تدقيق وأناة وتواضع. أذكر أنني في تلك السنوات قدمت إليه بعض القصائد وطلبت منه أن يبدي لي رأيه فيها، وقد كنت قدمتها لأساتذة قبله، غير أن أيا منهم لم يبد أي ملاحظة عليها. وبعد ذلك بأسبوع، وفي أثناء الدرس عندما كنت أطرح سؤالا حول الموضوع الذي كان يناقشه، التفت إلي وقال: ببها! قرأت لك شعرا .. لقد قرأت لك شعرا... وبعد المحاضرة أجلسني معه في مكتب السكرتير - لاحظت أنه وضع ملاحظات وإشارات في جميع صفحات المخطوط - وجعل يناقشني في تلك الملاحظات وفي تلك الإشارات مناقشة استمرت ما يقارب ساعتين. لقد شجعتني تلك المناقشة أن أسأله : هل يمكن نشر هذه القصائد ؟ فكان جوابه حاسما : ولم لا؟شجعني ذلك أكثر فقلت له : ألا يمكن أن تكتب لي تقديما أبرر به نشر هذه القصائد فقال سأحاول أن أكتب لك كلمة أو كلمتين. وبعد ذلك بقليل كتب التقديم الذي لولاه لم أنشر مجموعتي الشعرية الأولي". د. عز الدين ..شاعرا بدوره قدم الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله مداخلة بعنوان: "عز الدين إسماعيل شاعراً " غاص فيها في عمق التجربة الشعرية للدكتور عز الدين معتبراً أن الشعر شكل في كثير من التجارب النقدية بداية الطريق التي يسلكها الناقد في مراحله الإبداعية الأولي واستطرد ولد سيدي عبد الله مقدماً أمثلة لذلك "فالدكتور طه حسين بدأ حياته العلمية في جامعة الأزهر طالبا يكتب الشعر وقد وجدت له بعض القصائد ذات النفس التقليدي الصارخ ، لكنه انصرف بعد ذلك الي مجال الدراسات النقدية وهو المجال الذي سيصنع منه وجهه المقدم للناس والحياة . ويدخل ولد سيدي عبد الله في صميم التجربة الشعرية لعز الدين موضحا أن تجديده في مجال الشعر لا يقل عن ماقدمه في مجال النقد وإن كان الأخير قد طغي علي الأول. وهنا يستطرد المحاضر علاقة الدكتور اسماعيل بالشاعر صلاح عبد الصبور باعتبارهما من قدم للأمة العربية أهم مجلة في النقد وهي مجلة " فصول " عام 1980 وقد دشن عددها الأول ببيان نقدي شديد الأهمية، أعاد فيه الاعتبار لقيم العقلانية والاستنارة في التعامل مع النص الأدبي. فكتب يومها: " هذه المجلة لا تعرف المسلمات في أي لون من ألوان الثقافة وتؤمن بالمنهج العلمي، لذلك لا تحصر نفسها في مذهب أو اتجاه فكري بذاته، بل تفتح الباب لكل دراسة وكل فكر يلتزم بالجدية والموضوعية. وحين نصدر هذه المجلة فإننا نصدرها مبرئين من مركبين أساسيين، ظلا يؤثران سلبا علي الحركة الأدبية والثقافة بعامة في وطننا العربي، أولهما نظرة التقديس للتراث، وثانيهما شعور الاستصغار أمام الثقافة الغربية".وبجانب ذلك كله كان عز الدين إسماعيل شاعرا مبدعا , بدأ كتابة الشعر في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات فقد كتب مسرحية شعرية هي (محاكمة رجل مجهول) و (أوبرا السلطان الحائر) المأخوذة من مسرحية توفيق الحكيم (السلطان الحائر) وديوان (دمعة للأسي .. دمعة للفرح) عام 2000أما ديوانه الأخير بعنوان (هوامش في القلب) فقد صدر يوم وفاته دون أن يراه. ومن بين مرايا عز الدين إسماعيل النقدية تظل مرآة الشعر هي الأقرب والأحب إلي نفسه. بل يمكن القول إنه شاعر ضل طريقه إلي النقد، مع ذلك ظلت روح الشعر متوقدة بداخله، وفي عدد من دواوينه، ووسمت مؤلفاته النقدية بشفافية لغوية وصفاء في الأسلوب ومخيلة أنيقة. ومن المفارقات أنه لم ير ديوانه الجديد هوامش في القلب حيث صدر يوم وفاته ضمن سلسلة أصوات أدبية عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في جمهورية مصر العربية، وفيه يأخذنا عز الدين إسماعيل من عوالم الواقع الذي نتعايش فيه مع الآخرين ونحس بآلامهم ومعاناتهم ليدلنا علي ان الجرح الذي نبحث عن بلسم له يوجد في كل واحد منا حتي الذين اعتقدنا في طفولتنا أنهم فوق الشبهات وأنهم لا يخطئون لان الطفولة مجرد محطة حياتية قد نتخطاها وقد يفرض علينا البقاء فيها. أما ديوانه "دمعة للأسي.. دمعة للفرح" فقد شكل بداية لنمط في الكتابة الشعرية لا زال سائدا الي يومنا هذا وهو الشائع تحت مسمي " اللافتات " او " الجداريات " وقد مارس هذا النمط في بدايته الكثير من الشعراء ونظر له اغلب النقاد الكبار وحاولوا استنباطه من الثقافة العربية القديمة بما فيها الثقافة النثرية فنجده عند العقاد في "آخر كلمات العقاد"، وهو الكتاب الذي جمعه ابن أخيه عامر بعد رحيله وكذلك في "جنة الشوك" للدكتور طه حسين، وفي "لافتات" الشاعر العراقي أحمد مطر، وكذلك "إعلانات مبوبة" للدكتور محمد عباس، ثم ديوان الدكتور عز الدين إسماعيل: "دمعة للأسي.. دمعة للفرح. ولابد هنا من التذكير بان الراحل الدكتور عز الدين إسماعيل لم يكن من الذين اثروا العيش في الأبراج العاجية وابتعدوا عن قضايا أمتهم وشؤونها بل ظل صوتا متألما لكل جرح في جسد هذه الأمة .. كما انه لم يكن من أولئك الذين اكتفوا في العلاج بالكي والنفاق .. لهذا فان آخر نص شعري كتبه فقيدنا كان في سنة 2006 حول مجزرة قانا المشهورة ، وقد اعترف رحمه الله بان النص كان موغلا في المباشرة والوضوح لأنه استجابة - كما يقول - للأحداث الجارية ومن ثم فمن الطبيعي ان يكون انفعاليا .يقول من نصه المذكور : قانا الحارةُ والبَاحَةُ والغُدْرانْ وملاعبُ للأطفالِ وللصِّبيان..ْ قانا الكرمةُ..والجدولُ..والزَرْزُورْ..قانا البَيْدَرُ والناطورْ.. قانا الحُرةْ.. قانا الدُّرَّةْ.. شارَةُ لبنانَ المنصورْ.. قانا المَعْلَم والشَّارةْ.. قانا الحُجَّةُ والبُرهانْ.. قانا تَنْقُشُ فوق سماءِ العالمِ درسًا دَرْسَيْنِ..دُروسَا دَرْسًا تَصْعَدُ فيه.. قانا المنتصرةُ..تصعدُ، تصعدُ، تصعدْ.. درسا يَسقطُ فيه الباغي منكسرًا.. يسقطُ..يسقطُ..يسقطْ.. ودُروسًا للعالمْ..كلِّ العالْم ما زال الحقُّ هو القُوَّة..ْ بل فوق القوة.. والأمَّةُ ما زالتْ فوق الحُكَّامِ المَهْزُومينْ. تأثير د.عزالدين في النقد الموريتاني من جانبه تناول الكلام الدكتور أحمد سالم ولد اباه حيث قدم مداخلة بعنوان"تأثير عز الدين إسماعيل علي المشهد النقدي في موريتانيا " وأوضح أن الدكتور عز الدين إسماعيل من خلال رئاسته لقسم الدراسات اللغوية والأدبية بمعهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة ومن خلال للتدريس به والإشراف علي رسائل وأطروحات أجيال متعاقبة من طلبة البلاد العربية الوافدين والمبعوثين للدراسات العليا، إنما كان يعتبرهم أبناء يحتاجون للنصيحة ورعاية الأحلام حتي تتحقق، غير أن الوافدين من هذا الركن القصي من بلاد العرب (موريتانيا) كانوا يقعون من قلبه الكبير وحنانه الضافي الموقع الذي يثلج صدورهم ويخدم مهمتهم في غربة التعلم. وتجلي ذلك - علي المستوي الواقعي - في هذا الكم الهائل- والكيف أيضا -من الرسائل العلمية التي نشر بعضها فأضاف حلقة إلي حلقات النقد العربي المعاصر ، وما يزال البعض مرقونا يساهم في تنوير وإخصاب رؤية من يرتادون المكتبات الجامعية التي تحويها.ينضاف إلي ذلك مالا يمكن حصره من العلم المبثوث في "صدور الرجال" ممن تخرجوا علي يديه .وكمثال علي بعض مظاهر تأثير الرجل في المشهد النقدي في موريتانيا نورد ثلاثة مظاهر أساسية أولها أثر التدريس: فبالرغم من كون المرحوم عز الدين إسماعيل عرف لدي القارئ العربي بكتبه الرصينة في مجال نقد الشعر، واللغويات، والتراث الشعبي، إلا أنه لم يتمركز حول ذاته ولا حول وطنه، إذ راح يكتب عن الشعر في اليمن والسودان وموريتانيا، كما سنري في تقديمه لأنشودة الدم والسناء. وبرغم كل هذا فإن ما أثر في الطلبة الموريتانيين تأثيرا بالغا حقا - وجلهم يحضر معنا الآن - كان "موضوعه الخاص في الأدب" والذي يتغير من فصل لآخر في كرسي الدراسات العليا، كان بالغ التأثير لأنه من المسرح والمسرح كما تعلمون محل لللإهمال في هذه البلاد سواء علي المستوي النظري في جامعتنا الفتية، أو علي المستوي التطبيقي داخل المسارح ، ولذلك كانت هذه المحاضرات لافتة للانتباه كثيرا وكان المقرر هو كتابه " قضايا الإنسان فالأدب المسرحي المعاصر- ثانياً: التأثر من خلال الإحالة، فمما لاشك فيه أن الكثير من المشتغلين بالنقد قد تأثروا بشكل مباشر كما رأينا بعز الدين إسماعيل، لكن آخرين تأثروا به في شكل غير مباشر عن طريق القراءة، لكن المسألة هنا تأخذ أكثر من طريق، فمن الناس من يقرأ ليكون نظرة، ومنهم من يقرأ ليكتب وهؤلاء هم محط اهتمامنا في هذا الزاوية من تأثير عز الدين إسماعيل علي المشهد النقدي الموريتاني، ويكفي للملاحظ أن يقرأ المنجز في مجال النقد الأدبي الموريتاني، ليري حجم الإحالات في هوامشها إلي كتب الرجل مما يؤكد ما ذهبنا إليه، لكن من هؤلاء من يحيل عند الاستفادة ويكتفي بها ، ومنهم من يحيل الأفكار إلي مواطنها من المصادر، ويضيف إلي ذلك إشهار أخذه وتأثره بفكرة ما من فكر الرجل، ومنهم محمد ولد بوعليبه الذي حضرته أكثر من مرة يرد الجميل بعد أخذه فكرة "فهم روح العصر " عند وصف مظاهر الحياة الحديثة في تجارب الشعراء المحدثين، وهي فكرة في الأصل من كتاب الشعر العربي المعاصر، عمقها هو وطبقها الشعر الموريتاني خاصة في وصف الطائرة لدي ابن حامدن، والإحالة موجودة في كتابه "محاضرات في الأدب والنقد" -ثالثا: التأثير بتقديم ديوان أنشودة الدم والسناء للشاعر المبدع ببها ولد بديوه ويلخص النص وجهة نظر الناقد عز الدين إسماعيل عن الديوان، وعن الإبداع الشعري بصورة عامة، فهو يري أن الشعر رغم طرق المبدعين لبابه منذ القدم فما زال مفتوحا علي مصراعيه لمن يريد ولوجه.إن الخصائص الثلاث التي أشار إليها عز الدين في ديوان ببها وهي القدرة الفنية، والجدية، والطرافة ، مازالت رغم مرور الزمن تحتل نصيب الأسد من اهتمام القراء بالآراء النقدية للأدب الموريتاني. تجدر الإشارة إلي أن الندوة تضمنت أيضاً مداخلات لعدد من الاساتذة الجامعيين والأدباء البارزين نذكر منها مداخلة بعنوان "صفحات من حياة شيخ النقاد الراحل الدكتور عز الدين إسماعيل" للاستاذ المختار ولد الجيلاني، و"تطور المنهج النقدي عند عز الدين إسماعيل" للدكتور محمد الحسن ولد محمد المصطفي، و"إسهامات عز الدين النقدية من خلال رئاسته تحرير مجلة "فصول" للاستاذ ازيد بيه ولد محمد البشير، و"قراءة في كتاب "الشعر العربي المعاصر" للاستاذ محمد الأمين ولد أحمد عبد الله. وفي ختام الندوة استطرد المتحدث باسم جمعية النقد الأدبي في موريتانيا في سياق تأبين الدكتور عزالدين اسماعيل، قول عميد الادب العربي د. طه حسين في رحيل العقاد :" أمثالك تموت أجسامهم لان الموت حق علي الأحياء جميعا ولكن ذكرهم لا يموت لأنهم فرضوا أنفسهم علي الناس فرضا وسيواري شخصك في أطباق الثري ولكن قبرك لن يستأثر بك فلك في قلوب من يحبونك ذكر لن يفني وتاريخ لن يموت".