تونس تشارك في معرض ليبيا للإنشاء    غرفة القصابين: معدّل علّوش العيد مليون ونص    نيويورك: الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لغزة    تونس: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه    علم تونس لن يرفع في الأولمبياد    جبل الجلود تلميذ يعتدي على أستاذته بواسطة كرسي.    مهرجان سيكا جاز: تغيير في برنامج يوم الافتتاح    الفيلم السّوداني المتوّج عالميا 'وداعًا جوليا' في القاعات التّونسية    سامي الطاهري يُجدد المطالبة بضرورة تجريم التطبيع    دعما لمجهودات تلاميذ البكالوريا.. وزارة التربية تدعو إلى تشكيل لجان بيداغوجية جهوية    الطبوبي في غرة ماي 2024 : عيد العمّال هذه السنة جاء مضرّجا بدماء آلاف الفلسطينين    عاجل: وفاة معتمد القصرين    انطلاق فعاليات الاحتفال بعيد الشغل وتدشين دار الاتحاد في حلتها الجديدة    بنزرت: وفاة امرأة في حادث اصطدام بين 3 سيارات    اليوم: طقس بحرارة ربيعية    تونس: 8 قتلى و472 مصاب في حوادث مختلفة    البطولة العربية السادسة لكرة اليد للاواسط : المغرب يتوج باللقب    الهيئة العامة للشغل: جرد شركات المناولة متواصل    اليوم: تونس تحيي عيد الشغل    جولة استكشافية لتلاميذ الاقسام النهائية للمدارس الابتدائية لجبال العترة بتلابت    نتائج صادمة.. امنعوا أطفالكم عن الهواتف قبل 13 عاماً    اليوم.. تونس تحتفل بعيد الشغل    اتفاق لتصدير 150 ألف طن من الاسمدة الى بنغلاديش سنة 2024    الليلة في أبطال أوروبا... هل يُسقط مبابي «الجدار الأصفر»؟    الكرة الطائرة : احتفالية بين المولودية وال»سي. آس. آس»    «سيكام» تستثمر 17,150 مليون دينار لحماية البيئة    أخبار المال والأعمال    وزارة الفلاحة تضبط قيمة الكيلوغرام من التن الأحمر    لبنان: 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من السلطات    موظفون طردتهم "غوغل": الفصل كان بسبب الاحتجاج على عقد مع حكومة الكيان الصهيوني غير قانوني    غدا الأربعاء انطلاقة مهرجان سيكا الجاز    قرعة كأس تونس للموسم الرياضي 2023-2024    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    تعزيز أسطول النقل السياحي وإجراءات جديدة أبرز محاور جلسة عمل وزارية    غدا.. الدخول مجاني الى المتاحف والمواقع الاثرية    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    ناجي جلّول: "أنوي الترشّح للانتخابات الرئاسية.. وهذه أولى قراراتي في حال الفوز"    الاستثمارات المصرح بها : زيادة ب 14,9 بالمائة    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    أمير لوصيف يُدير كلاسيكو الترجي والنادي الصفاقسي    إصطدام 3 سيارات على مستوى قنطرة المعاريف من معتمدية جندوبة    خبراء من منظمة الصحة العالمية يزورونا تونس...التفاصيل    ربع نهائي بطولة مدريد : من هي منافسة وزيرة السعادة ...متى و أين؟    التوقعات الجوية اليوم الثلاثاء..أمطار منتظرة..    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    زيادة في أسعار هذه الادوية تصل إلى 2000 ملّيم..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لولا مصر ما كان العرب : د. إبراهيم حمّامي
نشر في الفجر نيوز يوم 08 - 01 - 2010


د. إبراهيم حمّامي الفجرنيوز
قبل البدء لابد من تحديد نقاط هامة وأساسية:
· مصر هي الدولة الأكبر في المنطقة حضوراً وتأثيراً
· للمصريين جهد كبير وباع طويل خاصة في مجال التعليم
· ما سنعرضه ليس تجنياً أو افتراءً بل حقائق ومن مصادرها
· كما أنه ليس تهجماً على الشعب المصري الذي نحبه ونحترمه ونقدره بقدر ما هو كشف للحال الذي وصل إليه في ظل النظام الحالي
· يعاير حكام مصر غزة وحكومتها بأنهم جلبوا الويلات والدمار، طبعاً في ظل تآمرهم وحصارهم، ويمعنون في البرامج الموجهة في تشويه كل ما هو فلسطيني، وردنا هو بالحقائق الدامغة ومن ذات الكأس
· وهذا ليس من باب التدخل في الشأن الداخلي بقدر ما هو وضع للنقاط على الحروف لكل من يدعي فضلاً أو منة هنا أو هناك، أو يحاول تشويه الصورة لأغراض خارجية
هناك اسطوانة يتم ترديدها من قبل بعض المنتفعين والمدافعين عن النظام الحالي، أو العاجزين عن رد أي من الحجج الدامغة، أو ممن يشعرون بعقد نقص يفرغونها بالتمنن وسرد أمور بعضها صحيح لكن في السياق الخاطيء، وآخر ليس له أساس من الصحة.
من أمثلة ذلك، ما نقرأ ونسمع ويصلنا عبر البريد الالكتروني من مقولات منها:
· مصر ضحت ب 120 ألف من أبنائها في سبيل فلسطين
· العرب جهلة إلا من تعلم من أستاذ مصري
· ما رددته على احدى الفضائيات من تدعي أنها صحفية ابان فتنة مباراة الكرة بين مصر والجزائر وفيه قالت: " ما فيش في العرب كبير إلا اللي عملتو مصر كبير"
· "العرب بيكرهونا غيرة حسد"
هذه المقولات والعقليات الخطرة على مصر قبل غيرها، والتي لا ترى خطأ إلا من الآخر، والتي لا تقيّم نفسها أبداً إلا في إطار الكمال التام والعصمة المطلقة، ناهيك عن التفاخر بأصول فرعونية نقول بأنها مزعومة، وهي وإن صحت لا تعني شيء مطلقاً سوى ما جاء في القرآن الكريم: "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" – غافر 46 – فهل يفخرون بانتمائهم ذاك؟
نبدأ بموضوع أن العرب يحسدوننا ويكرهوننا لأننا أفضل منهم، ولأن مصر في حال أفضل من أحوالهم، فاسمحوا لي أن أنشر بعض الاحصائيات عن أحوال مصر في ظل نظامها الحالي، ولندع الأرقام والمصادر تتحدث عن نفسها ودون تسلسل زمني أو ترتيب ، تماماً كحال الفوضى التي تعصف بمصر في ظل النظام الحالي.
· اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يقول في برنامج تلفزيوني ان نسبة البطالة فى مصر بلغت 51% من حملة المؤهلات العليا – 12/07/2008
· إحصاءات مصرية تشير إلى أن تزايد نسبة البطالة بشكل كبير بين الشباب المصري، والتي تتراوح بين مليونين وستة ملايين شاب، بنسبة تقترب من 20 في المائة من العمالة المصرية، وتدفع بشبان مصر للانتحار والجريمة – العربية 16/05/2004
· أوضح تقرير التنمية البشرية في العالم لعام2003م - والذي يصدر عن برنامج الأمم المتحدة الإغاثي تراجع مصر في ترتيبها العام بين الدول فيما يتعلق بهذا المؤشر من "115" منذ عام مضى إلى "120" في هذا العام، وذلك من أصل "151" دولة، كما أن مصر تقع في الثلث الأخير من مجموعة الدول متوسطة التنمية البشرية - تتعدد مؤشرات التنمية الاقتصادية، إلاَّ أن مؤشر التنمية البشرية أكثرها شيوعًا، حيث يتضمن ذلك المؤشر ثلاثة متغيرات, وهي: متوسط الدخل الفردي على أساس القوة الشرائية، ومتوسط توقّع الحياة عند الولادة على أساس أوضاع الصحة والغذاء، ومستوى التعليم على أساس درجة انتشار المعرفة والمهارات
· قيمة الدين العام المحلي في نهاية سبتمبر 2007 بلغت 651 مليار جنيه وبنسبة الرقم إلى الناتج المحلي الإجمالي تكون نسبة الدين 76.9%
· أظهرت مؤشرات الأداء الاقتصادي خلال العام المالي 2008 - 2009 تأثر أبرز قطاعات الاقتصاد المصري بشكل كبير، إذ سجلت عائدات قناة السويس انخفاضا بنسبة 7.2%، مقابل نسبة نمو بلغت 16%، حققتها خلال العام المالي 2007-2008.
· تراجع معدل النمو في قطاع السياحة للعام 2009 ليحقق نسبة 3.1%، مقابل 21%، حققها في العام المالي السابق عليه، كما انخفضت خلال العام المالي 2008-2009 تحويلات العاملين المصريين بالخارج بما يقرب من مليار دولار.
· أظهر تقرير حديث لوزارة المالية عن أداء الموازنة العامة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام المالي الحالي (2009) ارتفاع العجز الكلي في الموازنة العامة بنحو 1.2 نقطة مئوية لتصل نسبته إلى 3.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
· مصر الأولى عالميا في عدد النساء المختونات - د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصرية يناير 2007
· كشفت دراسة خطيرة بمركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ان مصر اصبحت الاولى على مستوى العالم فى حالات الطلاق وقالت الدراسة ان معدلات الطلاق خلال الخمسين عاما الماضية ارتفعت من 7% الى 40% وان اليوم الواحد يشهد 240 حالة طلاق ليبلغ اجمالى عدد المطلقات فى مصر 2.5 مليون مطلقة، اشارت الدراسة التى استعانت باحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء الى ان 40% من حالات الزواج انتهت بالطلاق واضافت الدراسة ان 50% من حالات الطلاق فى مصر تقع خلال السنة الاولى وان معظم المطلقين لم يتعدوا سن الثلاثين – أكتوبر 2008
· التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء يشير إلى أن الأشهر الأربعة الأولى من عام 2008 سجلت 7 آلاف حادث على الطرق ما يعني أن متوسط عدد الحوادث في العام نفسه بلغ 21 ألف حادث، وأشار التقرير إلى أن مصر تحتل المرتبة الأولى بين 35 دولة على مستوى العالم في عدد الوفيات نتيجة حوادث الطرق ، لافتا إلى أن الإحصائيات سجلت 156 حالة وفاة لكل 100 ألف مركبة في الوقت الذي سجلت سويسرا 8 وفيات فقط لكل 100 ألف
· صنفت المنظمة الدولية للتخطيط العمراني في تقريرها السنوي عن حال ووضع العمران في العالم، مصر في المركز الأول عالميا من حيث سوء التخطيط العمراني، محملة الحكومة المصرية المسئولية عن ذلك نظرا لغياب برنامج حكومي لحل هذه الأزمة التي أثرت سلبا على مستقبل التنمية في مصر، وأضاف التقرير، أن 30 في المائة من الأسر المصرية تقيم في غرفة واحدة بمتوسط عدد الأفراد 6 أفراد – ديسمبر 2009
· مصر الأولى عالميًا فى الإصابات البشرية بأنفلونزا الطيور منذ بداية 2009
· البورصة المصرية الأسوأ أداء عربياً في نوفمبر – الخليج الاقتصادي ديسمبر 2009
· ندوة قاهرية تؤكد: مصر الأسوأ بعد 36 عاما من نصر أكتوبر - صالون إحسان عبد القدوس 03/10/2009 - أولى فعاليات الموسم الثقافى الجديد بنقابة الصحفيين
· مصر اسوأ بلدان العالم في التحرش الجنسي - "الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات" المصرية مارس 2009
· فى 2009 احتل الاقتصاد المصرى المرتبة 81 فى تنافسية الاقتصادات فى العالم وفقا للمنتدى الاقتصادى العالمى، بعد أن كان يحتل المرتبة 77 فى عام 2008 والمرتبة 71 فى 2006 والمرتبة 53 فى 2005 والمرتبة 62 فى 2004
· تصدرت السعودية ومصر قائمة الدول التي تفرض فيها الحكومات قيودا على الدين، وفقا لتقرير أمريكي وبحسب تقرير "القيود العالمية على الدين" الصادر الأربعاء 16-12-2009
· وضعت لجنة حماية الصحفيين مصر في المرتبة العاشرة في قائمة للدول الأشد قمعاً لمستخدمي الإنترنت، ذلك لقيام السلطات المصرية بحجب عدد من المواقع على شبكة الإنترنت، إضافة إلى أنها ترصد نشاط الإنترنت على أساس منتظم، حيث تمر حركة جميع مزودي خدمة الإنترنت عبر الشركة المصرية للإتصالات التي تديرها الدولة، وتقوم السلطات بانتظام باحتجاز المدونين الناقدين للحكومة لأجل غير مسمى، وقد وثّقت جماعات معنية بالدفاع عن حرية الصحافة حالات احتجاز أكثر من 100 مدون في عام 2008 وحده – مايو 2009
· أكبر معدلات الفقر العام: مصر تحتل المرتبة الثانية بعد اليمن تقرير الامم المتحدة للتنمية البشرية العربية للعام 2009
· تقرير منظمة الشفافية الدولية تقريرها السنوي لعام 2009 عن مؤشرات الشفافية والنزاهة في العالم، حصلت مصر والجزائر علي مرتبة متدنية في التقرير، حيث حصل البلدان علي المرتبة «111» مكررومعها جيبوتي من بين 180 دولة علي مستوي العالم رصد التقرير فيها أوضاع الفساد وجهود البلاد لمكافحته وتعزيز الشفافية
· مصر تحتل المرتبة ال40 فى قائمة الدولة الفاشلة ،تحسن ترتيب مصر في قائمة الدول الفاشلة، إذ تراجعت ل 4 مراكز، واحتلت المركز ال 40 هذا العام بعد أن كانت في المركز 36 العام الماضي.
· دراسة اقتصادية حديثة تؤكد: مصر احتلت المرتبة 117 من بين 131 دولة في توزيع الناتج القومي علي المواطنين دراسة حديثة للخبير الاقتصادي الدكتور مدحت أيوب – يناير 2009
· احتلت مصر المرتبة 88 عالمياً فى تقرير مؤشر الرخاء العالمى 2009، الذى يصدره معهد «ليجاتوم» سنوياً، ويرصد فيه مستويات الرخاء فى 104 دول، بناء على قياس 9 عوامل أساسية تسهم فى تحريك النمو الاقتصادى والرفاهية الشخصية والرضا عن الحياة
· مصر في المرتبة الخامسة بين دول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في وفيات الأطفال دون الخامسة - مايو 2004‏‏
· 125 طفل مصرى يموتون كل يوم بسبب الإسهال هذا ما أكده د . احمد سعيد استشاري الأطفال لصحيفة الأهرام "الأحد - 23 مايو 2004"
· تراجع ترتيب مصر فى تقرير منظمة «فريدوم هاوس» الأمريكية الذى يرصد أحوال حرية الصحافة فى العالم لعام 2009، إلى المرتبة 128 بين 195 دولة، بعد أن كانت تحتل المرتبة 124 العام الماضى – مايو 2009
· مصر في المرتبة 76‏ فى تكنولوجيا المعلومات – أبريل 2009
· الدراسة التي صدرت عن مركز البحوث الاجتماعية والجنائية أخيراً توصلت نتائجها إلى أن ما يزيد على 40 % من الزوجات المصريات يضربن أزواجهن. وهذه النسبة هي الأعلى عالمياً، وتحتل بريطانيا المرتبة الثانية بنسبة 23 % وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة بنسبة 17 % والهند في المرتبة الرابعة 11 % - الشرق الأوسط 08/11/2008

ونتساءل هل تلك الأوضاع تستحق من يحسد مصرعليها؟ ونتذكر أن هذه الأوضاع المأساوية هي في ظل عدم اطلاق مصر رصاصة واحدة لصالح العرب!

أما ما يتردد من أن مصر "انخرب بيتها من أجل العرب"، فسأقتبس بعضاً مما كتب الكاتب المصري ابراهيم عيسى في هذا شأن فضل مصر على العرب في مقال له تحت عنوان "هل مصر حقاً فوق الجميع؟"، لأعود وأبحث عن سبب غيرة العرب من مصر اليوم، بعد أن ضاعت مصر الأمس!
"قل لي وحياة أبيك ماذا قدمت مصر للعرب منذ تولي الرئيس مبارك حكم مصر؟
ما فضل مصر علي العرب؟
ما فضل مصر علي ليبيا مثلا؟ حتي يتذكر الشعب الليبي فضل مصر فتنهال دموعهم وتنسال أنهارا من فيض الفضل المصري؟ ربما تكون العلاقات التجارية التي مارستها مصر مبارك مع ليبيا خلال الحصار الدولي عليها موضع تذكير وفخر من حفنة تعرف بذلك في دوائر السياسة الحاكمة، لكن الحقيقة هذه العلاقات أفادت مصر أكثر من ليبيا ثم إن ليبيا كانت تقيم ذات العلاقات سرية وتحتية مع شركات ودول أخري في تبادل فوائد مشتركة فهو أمر لا يخص مصر مبارك بميزة ولا يقدم لمصر فضلا!
طيب ما فضل مصر علي الشعب السوداني؟ ممكن تحكي لي شوية عما فعلناه للسودان مثلا، ولا أي حاجة، حكومة وشعبا، بل نسينا السودان ونتغافل عن مشاكله ولا نتعامل مع همومه ولا حتي نستفيد من خيراته وفرص استثماراته؟ ...... وماذا فعلنا للجزائر ومع الجزائريين منذ أربعين عاما!!
وما فضل حضرة أي واحد فينا علي تونس مثلا وقد كنا نخاصم الحبيب بورقيبة منذ أيام عبدالناصر ثم لا نتذكر عن علاقاتنا مع تونس سوي مباريات كرة القدم ذات الخيبة! وأن الفرق التونسية كانت تمثل حتي حين عقدة للفرق المصرية!!
أما المغرب فمش عايز أسمع ولا كلمة عنا معها فقد انتهي وجودنا فيها بعد رحيل عبدالحليم حافظ وحفلاته وأغنياته للملك محمد الخامس!
بينما موريتانيا أنا أتحدي أي مصري يقول لي اسم رئيسها الحالي؟ أو عدد سكانها؟ أو اسم جورنال واحد فيها؟، بل أظن أن معظم المصريين لا يعرفون أن موريتانيا تتحدث اللغة العربية!!
ندخل بقي علي المشرق العربي!
كلموني شوية عن فضلنا علي لبنان... تفرجت مصر علي الحرب الأهلية في لبنان خمسة عشر عاما ولا حيلة لنا إلا جملة ارفعوا أيديكم عن لبنان بينما لم تكن لنا فيها يد، وحتي الآن فإن حكومتنا تتعامل مع نصف لبنان باعتباره خصما لها .....أما فضلنا علي سوريا فبلا حدود طبعا فيكفي أن مالناش دعوة بيها منذ 1973 تقريبا ورغم محاولات فنانين مصريين أنصاف موهوبين وأنصاف مثقفين طرد ممثليها من حياتنا المصرية إذا بنجوم سوريا يسطعون في مصر!
وبالمرة بقي طالما جئت إلي الذي يوجع فإن الصحافة المصرية هي صحافة صنعها شوام العرب من سوريين ولبنانيين وهم رواد فن الصحافة المصرية الأوائل بل هم مؤسسوها وأصحابها من أول الأهرام والمصور والهلال والمقطم ودار المعارف حتي روزاليوسف إلخ إلخ!
ثم ما فضل مصر علي السعودية؟ وعلي الخليج العربي؟ (لم يأت دور فلسطين حتي الآن فصبرا جميلا والله المستعان).
آه هنا ستسمع كلاما حقيقيًا عن دور المدرسين المصريين والأطباء والمهندسين وغيرهم الذين ساهموا في تعمير وإعمار وتعليم وتطبيب أهل السعودية والخليج!
هذا صحيح لكنه ليس فضلا
هذا عمل ولا أقول واجبا
بذمتك ودينك هل سافر مئات الآلاف من المدرسين والأطباء للسعودية والخليج حبا في أهل هذه البلاد أو رغبة في خدمة الإنسانية أو كرما أو عشقا لسواد عيون المواطن العربي في الخليج (أو في ليبيا والجزائر حيث سافر المصريون ليعملوا هناك).
يا أخي عيب، لايزال السفر لهذه الدول حلما لدي كل شاب مصري كي يكون نفسه ويعمل قرشين ويتزوج أو يبني بيتا، ومحدش يقولي إحنا اللي علمناهم!
فالحقيقة أنهم يتعلمون الآن في أوروبا وأمريكا ولم نسمع عن أن أوروبا وأمريكا تعايرهم، ثم إذا كنا علمناهم فأنا وعلي مسئوليتي الشخصية أزعم أن نصف بيوت أقاليم مصر إن لم يكن أكثر من نصفها كثيرا تم بناؤه بفلوس مصريين يعملون في الخليج والسعودية، يعني بنوا بيوتنا وصرفوا علي أهالينا مقابل ما تعلموه أو اتعالجوا بيه، كان عملا ولم يكن فضلا ولا حتي رسالة! وكان حلم أي مدرس فيكي يا مصر أن يأتي اسمه في كشوف الإعارة للدول العربية، هل بسبب إنه سيذهب لرسالة العلم ونشر الثقافة ورفع راية التنوير، أبدا ولكن بسبب أنه سيقدر علي بناء البيت أو تزويج البنات وتجهيزهن أو توفير مبلغ للزمن أو غير ذلك من مقتضيات ضرورات الحياة!
..... فالمؤكد أن العمل العربي الوحيد المشترك الذي فعلته مصر لأجل شعب عربي منذ 28عاما كان مشاركة قواتها في حرب تحرير الكويت عام 1991، لكن دعني أذكرك أن هذه المشاركة كانت تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية!! ثم كان إسقاط ديون مصر الخارجية تاليا لهذه المشاركة (لا أقول ثمنا وقد تقول، ولا أقول مقابلاً وقد تقول، وإذا قلت أنت ذلك لن أجادلك)".
ويقول الكاتب في مقال آخر تحت عنوان "خيار الجاهلية":
"سهلة قوي تقول لي ياسلام نعمل فيها دولة كبيرة ونفتح صدرنا وبعدين ناخد علي دماغنا، كفاية ما ضحت به مصر من أجل العرب وفلسطين، فالعرب يريدون الحرب حتي آخر جندي مصري!
طبعا أنت معذور في تكرار هذا الكلام الفارغ فأنت تسمعه منذ نعومة أظافرك ومن كثرة ما تردد أمامك تصورت أنه حقيقي والحاصل أنه:
1- مصر حاربت ضد إسرائيل منذ 1948وحتي 1973، أي خمسة وعشرون عامًا فقط بينما حالة اللاحرب ثم السلام مستمرة منذ 35عاما، فالمؤكد أننا لم نطلق رصاصة واحدة من أجل فلسطين أكثر من ثلث قرن، بل وعلي مدي أكثر من نصف عمر الكيان الإسرائيلي!!
2- إننا حاربنا إسرائيل ليس من أجل عيون فلسطين بل من أجل مصر، فإسرائيل تهديد لمصر وحرب عليها وعدوان ضدها، وإسرائيل هي التي اعتدت علي مصر في 1956واحتلت سيناء ثم انسحبت ثم اعتدت علي مصر في 1967 واحتلت سيناء ولم نكن قد أطلقنا رصاصة عليها، والحرب الوحيدة التي خاضتها مصر كطرف أول وبادئ هي التي انتصرت فيها وهي حرب أكتوبر 73، وأرجو ألا ننسي أننا كأكبر جيش في الوطن العربي خسرنا نصف فلسطين في 48 وخسرنا نصفها الثاني في 67، يعني نحن الذين أضعنا فلسطين وليست فلسطين التي أضاعت نفسها، فلم يكن فيها جيش ولا دولة بل كانت محتلة من الإنجليز في 48، ثم مصر والأردن كانتا تسيطران علي غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في 67 .
3- أنه في أي بلد في الدنيا حدوده هي أمنه القومي وأي خطر علي الحدود هو بمثابة التهديد الجاثم علي حاضره ومستقبله والتي تملك مفاعلاً نوويًا علي حدودنا هي إسرائيل والتي تضع خريطتها حتي الآن علي حوائط الكنيست من النيل للفرات هي إسرائيل، ومن أعجب الأمور أننا نسالمها ونسلم عليها وخريطتها تضع مصر ضمن حدود إسرائيل الكبري بينما نغضب من اسم قاتل السادات علي شارع في طهران فنقطع علاقتنا بها منذ 28عامًا!!
ثم إن أي اضطراب أمني أو قلاقل عسكرية بالقرب من حدود مصر هي خطر ماثل وداهم عليها (الحرب في دارفور وجنوب السودان بل القرصنة في الصومال وما يحدث في غزة كلها شأن مصري صميم وليس موضوعًا خارجًا عن اهتمامنا أو لا يشغل بالنا)
4- قطع لسان اللي عايز مصر تحارب، تحارب إيه وإزاي، مصر المريضة بفيروس سي والسرطان ومياه الشرب الملوثة وال 18% بطالة، ومصر التي تقف في طوابير العيش من أجل رغيف مدعم وال 22 في المائة من عائلاتها تصرف عليها نساء (المرأة المعيلة)، ومصر التي تقف في اليوم مائة وقفة احتجاجية من أجل كادر المعلمين وكادر الأطباء وفلوس التأمينات والمعاشات، وعلاوة ال 30% ومنحة عيد العمال ومصر المدينة بالمليارات من الدولارات، ومصر التي لا تزرع قمحها ولا تملك في مخازنها قمحًا يكفيها ستة أشهر، ومصر التي يهاجر أبناؤها ويموتون غرقًا من أجل فرصة عمل في أوروبا، ومصر التي تبيع كليتها لتعيش، ومصر التي تسرق الكلي لتبيعها للأمراء العرب، ومصر التي يموت 63 ألف مواطن فيها سنويا في حوادث الطرق، مصر ليست في حاجة لأن تحارب كي تضحي فهي تضحي بنفسها في حرب رغيف العيش والرزق تحت القيادة الحكيمة للرئيس مبارك ونجله وحزبه، ومن ثم لاحرب نريدها ولا نقدر عليها إلا إذا كتبها الله علينا والحمدلله لأن رحمة الله رحمتنا فلم نرفع سلاحًا في حرب علي مدي ال35عامًا الماضية اللهم إلا دخولنا في حرب تحرير الكويت التي لا نعرف لماذا كانت هي الحرب الوحيدة التي لم يرفضها واستعد لها نظامنا المصري ودخلها متأهبا متأهلا ولا سمعنا يومها أي فسل من هؤلاء الذين يخرجون الآن من تحت الكراسي يحذرنا من أن العرب يريدون الحرب حتي آخر جندي مصري؟، هل لأنها كانت حربًا تحت القيادة الأمريكية؟.. ربما لأنها كانت ضد جيش عربي؟.. ربما، فمن المستبعد أن يكون سبب حماس النظام لها هو السعي لتحرير الكويت، فتحرير فلسطين لا يشمل هذا الحماس المصري (حماس إنت بتقول حماس يا خاين ياعميل يا عدو إسرائيل!!).
فليخرج إذن من رؤوسنا حالا هذا الوسواس الخناس الذي يزن ويطن ويسعي إلي حشوه في أذهاننا الإخوة الذين يعلموننا أن الوطنية الجديدة هي مسالمة إسرائيل ومعاداة إيران وهي التواطؤ علي ضرب حزب الله في 2006 وعلي حماس في 2008وعلي أي كيان أو جماعة أو دولة تعادي إسرائيل ولا تمسك بيد وزير خارجيتها مسكة ضامة وحانية!لا أحد علي وجه الأرض يطالب مصر بأن تحارب إسرائيل لا نيابة عن الفلسطينيين ولا نيابة عن نفسها حتي، ونتحدي كائنا من كان أن يأتي بكلمة قالها عابر سبيل يطالب مصر بأن تحارب!هل معني ذلك أننا لم ندافع عن فلسطين ونقاتل من أجل شعبها؟، طبعا دافعنا وحاربنا من أجلها ومن أجلنا قبلها ومن ثم فلا توجد أي أمارات للقنعرة والاستعلاء علي الشعب الفلسطيني، لأننا حاربنا لأجله فهذا محض افتراء لا يليق بالدول الكبيرة.آه رجعنا للدول الكبيرة والكلام الكبير !!"
ونثبّت هنا أن مصر لم تطلق رصاصة واحدة منذ عام 1973 إلا في اتجاهين: العراق وقطاع غزة!!
خلاصة القول أن نفخ روح الوطنية الزائفة عبر أبواق النظام، والتفاخر بأصول غير عربية، ومحاولة سلخ مصر عن محيطها، وابتعادها عن قضايا وهموم شعبها العربي، وغرز روح الكراهية مع الجميع، يأتي كله في اطار مسلسل انهاء مصر ودورها تماماً.
لقد وصل الحال بالنظام المصري لاستعداء كل من يعارض سياساته، وتحويل منابر الاعلام التي يطلقون عليها قومية، إلى مراكز بث للكراهية، لم تسلم منها دولاً وأحزاباً ومؤسسات وأفراد، من ليبيا في ثمانينات القرن الماضي، إلى العراق في تسعينياته، ثم الكويت بعد حرب الخليج الأولى، مروراً بالسودان، وليس انتهاء بفلسطين.
بل أن أبناء مصر لم يسلموا من أبواق النظام واتهاماته، أيمن نور تحول إلى شيطان رجيم لأنه رشّح نفسه لانتخابات الرئاسة، وذات المصير يلقاه اليوم محمد البرادعي لأنه يفكر في ترشيح نفسه، فجأة تحول من عالم تفخر به مصر، إلى شخص لا وطني يشككون بمصريته!
ما سبق هو بمثابة الصاعقة لمن يفهم ويفقه، أما المغرضين فسيعودون إلى اسطوانة : بيشوهوا مصر وبيسبوا علينا"، كذبوا والله، فما ننشره هو من باب الحرقة والألم على دولة وشعب نحبها ونقدرها، ونبكي اليوم ألماً ونحن نرى نظامها يجرها لمعسكر الأعداء، ويدمرها ببطء شديد، ويقضي على كل ما هو جميل فيها.
إن هذا النظام هو عدو لمصر وشعبها قبل أن يكون عدو لغيرها، أما الشعب المصري العظيم فهو في قلوبنا وعيوننا، مما حاول هذا النظام البائس من دق لأسباب الفرقة، فكما أنه نظام فاشل، سيفشل أيضاً في مهمة تدمير مصر وعلاقاتها مع اخوانها وأشقائها.
ويا شعبنا المصري الحبيب، اعلم أنه لو تعرضت مصر لأي خطر لا قدر الله، فإن أرواحنا ودماءنا ستكون فداء لها، وهذا ليس منة ولا كرم، بل واجب لا نمنن فيه ولا نزاود كما يفعل نظامكم – اللهم فرج كرب اخواننا في مصر واكشف عنهم الغمة – آمين يا رب العالمين
لا نامت أعين الجبناء.
د. إبراهيم حمّامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.