وزير الخارجية يبحث في العراق فتح خط جوي مباشر ومشاريع اتفاقيات في مجال النقل    أبحاث جارية مع الإعلامييْن برهان بسيس ومراد الزغيدي    تسجيل عودة قرابة 2500 أجنبيا من أفارقة جنوب الصحراء الى بلدانهم منذ بداية السنة (الحرس الوطني)    41 % هي نسبة شعور الشباب بالظلم    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    سوسة: أيّام تكوينية لفائدة شباب الادماج ببادرة من الجمعية التونسية لقرى الأطفال "أس أو أس"    تطاوين: إجماع على أهمية إحداث مركز أعلى للطاقة المتجددة بتطاوين خلال فعاليات ندوة الجنوب العلمية    سليانة: الأمطار الأخيرة ضعيفة ومتوسطة وأثرها على السدود ضعيف وغير ملاحظ (رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي)    ماسك يوضح تأثير العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الكبرى على أقمار "ستارلينك"    قيادات فلسطينية وشخصيات تونسية في اجتماع عام تضامني مع الشعب الفلسطيني عشية المنتدى الاجتماعي مغرب-مشرق حول مستقبل فلسطين    الجمعية التونسية للفضاء: الشمس تطلق توهجات قوية باتجاه الأرض    النادي الافريقي: فك الارتباط مع المدرب منذر الكبير و تكليف كمال القلصي للاشراف مؤقتا على الفريق    النادي الافريقي - اصابة حادة لتوفيق الشريفي    بطولة الاردن المفتوحة للقولف - التونسي الياس البرهومي يحرز اللقب    فظيع : تاكسيست يحول وجهة طفل يجرده من ملابسه ويعتدى عليه بالفاحشة داخل سيارته !!    6 سنوات سجنا لقابض ببنك عمومي استولى على اكثر من نصف مليون د !!....    كيف قاومت بعض الدول الغش في الامتحانات وأين تونس من كل هذا ...؟؟!!.    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    تنظيم الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية من 14 إلى 21 ديسمبر 2024    مهرجان الطفولة بجرجيس عرس للطفولة واحياء للتراث    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس تشمل اغلبها اجانب (رئيس الجمعية التونسية لجراحة السمنة)    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    المهدية.. إفتتاح "الدورة المغاربية للرياضة العمالية والسياحة العائلية"    سليانة.. يحول مستودع لتخزين الغلال الى مستودع لتجميع محركات السيارات    الجامعة التونسية لكرة القدم تسجل عجزا ماليا قدره 5.6 مليون دينار    غدا الاحد.. انقطاع التيار الكهربائي بعدد من المناطق من ولاية المنستير    لويس إنريكي.. وجهة مبابي واضحة    عاجل : رفض الإفراج عن المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بالداخلية    رئيس الجامعة بالنيابة جليّل: اعجاب كبير بعمل الوحيشي وسنبقي عليه    نيوزيلندا تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الكبرى    مدير عام المجمع الكيميائي : ''نقل الفسفاط يعدّ المشكل الحقيقي''    يوم تاريخي في الأمم المتحدة: فلسطين تنتصر.. العالم يتحرر    صفاقس: الإحتفاظ بشخصين من أجل مساعدة الغير على إجتياز الحدود البحرية خلسة    استشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    تونس تشهد موجة حر بداية من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    القصرين: بطاقة إيداع بالسجن في حق شخص طعن محامٍ أمام المحكمة    مهرجان ريم الحمروني للثقافة بقابس.. دورة الوفاء للأثر الخالد    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    من الأعماق..الفنان الخالد بلقاسم بوقنة: عاش عزيزا متعففا ... ورحل في صمت !    مسيرة فنية حافلة بالتنوّع والتجدّد...جماليات الإبدالات الإبداعية للفنان التشكيلي سامي بن عامر    الجزائر تتوقع محصولا قياسيا من القمح    البطولة العربية لألعاب القوى تحت 20 عاما : تونس ترفع رصيدها الى 5 ميداليات    طقس السبت: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    38 مليار دينار ايرادات الضرائب.. الجباية تسعف المالية العمومية    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    بايدن يخطئ مجددا و"يعين" كيم جونغ رئيساً لكوريا الجنوبية    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشعل: لا ترتيبات لعقد لقاء مع عباس في دمشق
نشر في الفجر نيوز يوم 11 - 01 - 2010


مؤكداً أن فك الحصار على القطاع يحتاج إلى قرار عربي
الدوحة :نفى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، الخبر الذي تداولته وسائل الإعلام عن وجود ترتيبات لعقد لقاء قريب بين مشعل وعباس في دمشق برعاية الرئيس السوري بشار الأسد، موضحا أن الرئيس الأسد حاول جمع الطرفين أكثر من مرة، لكنه قوبل برفض من قبل أبو مازن، ليعلن في السياق عينه عدم صحة ما أشيع عن محاولة سوريا وغيرها من الدول
تقديم نفسها بديلا عن القاهرة. كلام مشعل الذي جاء في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس في فندق شيراتون الدوحة، وشارك فيه أعضاء المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، إضافة إلى سامي الخاطر، كشف خلاله عن نية قيادة الحركة إبلاغ الوسيط الألماني موقفها الواضح والنهائي من مستجدات صفقة تبادل الأسرى بعد أيام قليلة.
رئيس المكتب السياسي للحركة حسم في مؤتمره الصحافي موضوع «عروبة حماس»، موضحا أن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، لم يطرح على حماس سؤالا في هذا الإطار على النحو الذي ذكر في الإعلام، مشددا أن «الحركة ليست موضع شك أو اتهام حتى يعرض الأمر بأن هناك سؤالا وجوابا حول موضوع معين، وتتهم بعروبتها».
وفي وقت لفت مشعل إلى «أن المصالحة تعطلت رغما عن حماس، وأن لا صحة لما افتري عليها بكونها تريد التوقيع على الورقة خارج القاهرة، شرح أن للحركة ملاحظات على الورقة المصرية»، مؤكدا في سياق متصل أن الحركة لا تريد لوي ذراع مصر ولا إحراج أحد.
المؤتمر الصحافي كان أيضا مناسبة أعلن
خلالها مشعل تزايد احتمال شن عدوان إسرائيلي جديد على غزة «حيث يظهر في الأفق نذر حرب تسعى إليها إسرائيل»، لافتا في الإطار نفسه إلى أنه في حال فرضت الحرب على الحركة فستدافع عن شعبها وأهلها وأرضها كما دافعت في المرات الأولى.
وأوضح مشعل في مستهل المؤتمر أن زيارة الدوحة التي شهدت لقاء الوفد مع سمو الأمير، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، تأتي في سياق بدء الحركة منذ أكثر من أسبوعين جولة عربية وإسلامية، «وهناك محطات دولية مقبلة للتواصل والتشاور مع العواصم المختلفة في المنطقة حول ما يجري في الساحة الداخلية الفلسطينية، ومستجدات الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، إضافة إلى قضايا مختلفة تهم المنطقة»، مؤكدا
أن لا علاقة لزيارة حماس للدوحة بالزيارة الأخرى التي يقوم بها في الوقت نفسه وزير الخارجية الألمانية للبلاد.
مشعل الذي وصف الدوحة بالمحطة المهمة، «خصوصا أن قطر كما يقولون تفوقت على ذاتها وحجمها بنشاطها وحيويتها السياسية، فضلا عن تجسد الحيوية المذكورة بمحطات عديدة تنسجم مع ضمير الأمة.. وداعمة للحق الفلسطيني»، ذكر بالموقف المميز الذي اتخذته قطر على مستوى القيادة والشعب، وعلى رأسهم سمو الأمير، خلال حرب غزة وذلك من خلال عقد قمة غزة الطارئة.
ولفت مشعل إلى أنه بعد الدوحة سيكون لوفد حماس محطات خليجية أخرى، راجيا أن تحقق الجولة «مصالح شعبنا والتقارب الفلسطيني- الفلسطيني والعربي العربي، لا سيما في ظل التعنت الإسرائيلي وحكومة نتنياهو باراك وليبرمان البالغة التشدد التي تستقوي على الجميع، وليس لديها سوى أجندة التصفية الفلسطينية».
خبر وجود ترتيبات لعقد لقاء قريب بين مشعل وعباس في دمشق برعاية الرئيس السوري بشار الأسد، خبر نفاه رئيس المكتب السياسي للحركة، موضحا «أن لا صحة لما نشر في الإعلام في هذا الإطار أقله حتى اللحظة، فقد يكون هناك لقاء في المستقبل ونرجو أن يكون كذلك».
وقال «قرأت هذا الخبر في الصحافة القطرية، وقد جمعنا بالأمس لقاء مع الرئيس الأسد، ولا شيء من الترتيبات يتعلق بالخبر الذي نشر، صحيح أن الرئيس بشار قد حاول جمعنا أنا والأخ أبو مازن أكثر من مرة، لكن كان هناك رفض من قبل الطرف الآخر». وأضاف «حاولت عواصم أخرى جمعنا بأبي مازن، لكن دون جدوى، ولا صحة أيضا على الإطلاق لما قيل بالمناسبة إن دمشق أو غيرها من العواصم تقدم نفسها بديلا عن القاهرة، فكل من عرض جهدا كان في سياق التهدئة وإيجاد مناخ إيجابي يسهل اللقاء والتوقيع على المصالحة في القاهرة»، مجددا تأكيده على أن لا أحد قد قدم نفسه كبديل عن القاهرة «وهذه معلومات مؤكدة ونحن مطلعون عليها».
وفي السياق عينه، توقف مشعل عند اعتذار الرئيس عباس عن لقائه قبل التوقيع على الورقة المصرية- وهو موقف أعلنه خلال زيارته الأخيرة للدوحة الأسبوع الماضي- معتبرا أن اعتذار قائد فلسطيني عن لقاء قائد فلسطيني آخر تحت ذريعة «توقيع الورقة» أو عدم الاتفاق على أمور معينة، مستغرب «ما دام أبو مازن غير متفق مع إسرائيل على شيء فلم بالتالي تستمر اللقاءات بينه وبين المسؤولين الإسرائيليين والتي تتم بسهولة ومن دون نقاش». وأضاف «لقد فرقوا بين اللقاء والتفاوض. صحيح أننا مختلفون سياسيا لكن كفلسطينيين يفترض أن تكون قنوات التواصل واللقاء المشترك موجودة بين الأطراف الفلسطينية كلها، بالرغم من خلافها السياسي وبسببه»، لافتا إلى أن اللقاء والحوار هما الكفيلان بتجسير المواقف.
حماس وصفقة التبادل
يمر موضوع صفقة تبادل الأسرى بمنعطف مهم، وفقا لمشعل، خصوصا وأن التلاعب الإسرائيلي ظهر في الشهرين الأخيرين بأسوأ صوره بعدما تقدم الجانب الإسرائيلي بخطوة وتراجع خطوتين. وشرح أن العرض الذي أتى به الوسيط الألماني قبل أسبوعين أو ثلاثة فيه تراجع كبير عن العرض الذي سبق، ومن هذا المنطلق رددنا على العرض المذكور عبر الوسيط بالرفض، والمطالبة باستجابة إسرائيل لمطالبنا المحددة، فذهب الوسيط وعاد تقريبا بخفي حنين»، معلنا أنه بعد أيام قليلة ستبلغ قيادة حماس موقفها الواضح والنهائي من مستجدات الصفقة إلى الوسيط الألماني. وتابع «لقد أحرجت تل أبيب الوسيط الألماني وخدشت أداءه، فنحن نحمل إسرائيل التدهور في وضع الصفقة. وما زالت حماس متمسكة بمطالبها، لاسيما أنها ليست مطالب شخصية أو حزبية، بل مطالب وطنية تمس شريحة من أهم وأغلى شرائح شعبنا، وهم الأسرى والأسيرات». ولفت مشعل إلى أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول تضغط لتأجيل صفقة التبادل خشية أن تستفيد منها حماس، أو أن يخسر نتيجتها رئيس السلطة، مشدداً على أن الكاسب الحقيقي منها هو الشعب الفلسطيني، «وتأجيلها إضرار بشعبنا».
سعود الفيصل وعروبة حماس
لم تغب قراءة موضوع تحديد «عروبة حماس» وما حكي عن توجيه وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، سؤالا في هذا الإطار لرئيس المكتب السياسي للحركة إثر اللقاء الذي جمعهما في المملكة مؤخرا، عن المؤتمر الصحافي أمس، حيث أوضح مشعل أن الموضوع المذكور لم يطرح على حماس خلال تواجدها في الرياض على النحو الذي ذكر في الإعلام. وقال «كما أشار الأمير سعود الفيصل بنفسه خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد في الرياض كانت هناك مجموعة من الهواجس عند أخواننا في المملكة، وقد أوضحنا الموقف بجلاء، فحماس ليست موضع اتهام في شيء لتتهم أيضا بعروبتها، فنحن عرب أقحاح، وبالتالي عروبتنا شيء أساسي، وفي فلسفتنا في التصور نرى أن هناك حلقتين حول القضية الفلسطينية، الأولى عربية، والثانية إسلامية، لتليهما حلقة ثالثة وهي الدولية بكل تفاصيلها ومكوناتها، وبالتالي لم يكن هناك من سؤال يحتاج إلى جواب، بل نقاش صريح». وأضاف «لقد سمعنا من الأمير سعود الفيصل كلاما يحتوي على استفسارات، إضافة إلى بعض الشكوك التي قد تصل عبر رواة الأخبار الكاذبين، فلما استمع إلى الحقائق بكل شفافية وصراحة استنتج حقيقة الأمر، ولعل جو المؤتمر الصحافي المشترك يعكس النتائج»، مشددا على أن حماس ليست موضع شك أو اتهام حتى يعرض الأمر بأن هناك سؤالا وجوابا حول موضوع معين، فحماس منتمية لأمتها العربية أولها وللأمة الإسلامية، وهي بحاجة لهذه الأمة في صراعها مع العدو الصهيوني.
الحصار على القطاع
«فك الحصار عن القطاع يحتاج إلى قرار عربي»، هذا ما أكده مشعل في رده على سؤال حول المخرج المطلوب لفك الحصار المحكم على غزة. وقال «إذا توافقنا على توصيف الواقع بأن الحصار على غزة هو حصار إسرائيلي أميركي، فعلى الأطراف الإسلامية والعربية والدولية أن تعمل على رفع الحصار عن غزة، إذ لا يجوز أن يكون الحصار إلا تهمة موجهة للطرف الإسرائيلي والأميركي فقط، وعلى باقي الأطراف في المنطقة، وفي مقدمتهم مصر، أن تعمل على رفع الحصار». وأضاف « المطلوب اليوم في هذا الإطار هو قرار عربي، هناك حدود بين قطاع غزة وبلد عربي، وبالتالي لدى العرب القدرة لرفع الحصار عن غزة، وإذا كانت لدى إسرائيل ذريعة لتبرير الحصار، فلا شيء يبرره بالنسبة لنا، لاسيما أنه جريمة ضد الإنسانية والأخلاق والقيم، ولا يجوز أن تستمر، فمرة يبررها الإسرائيليون بأسر الجندي شاليط، ومرة بعدم وجود تهدئة.. إن إسرائيل هي التي تعطل صفقة شاليط،
وربما هناك أطراف دولية وغير دولية لا تريد لتلك الصفقة أن تتم خشية أن تقوى حماس، لقد عرضنا التهدئة مرارا، لكن إسرائيل تريد منع الناس بالقوة من المقاومة».
واعتبر مشعل أن الولايات المتحدة تقوم بتعطيل المصالحة الفلسطينية، «فأرسلوا لأبي مازن وللإخوة في مصر كلاما واضحا مفاده أن ما سيترتب عن المصالحة قطع المساعدة عن السلطة». وتابع «أما فنيا، فقد تعطلت المصالحة نتيجة ملاحظاتنا على الورقة المصرية، كونها لا تتطابق مع تفاصيل ما اتفقنا عليه مع فتح وباقي القوى الفلسطينية، وقد استشهدت في هذا الإطار بالمصالحة اللبنانية في الدوحة واتفاق مكة 2007 بين حماس وفتح، إضافة إلى اتفاق الطائف بين الفرقاء اللبنانيين»، معتبراً أنه عندما تتوافق الأطراف المعنية في أية قضية على تفاصيل، فعلى الراعي تسهيلها.
وفي الإطار نفسه أكد مشعل أن الحركة لا تريد لوي ذراع مصر ولا إحراج أحد، «فمصر دولة عربية محترمة، ونريد باختصار حقنا الطبيعي»، مذكرا باتفاق حماس وفتح وباقي القوى على النص الخاص بلجنة الانتخابات التي تتشكل بالتوافق بين الفصائل والقوى، وعلى أساس ذلك يصدر رئيس السلطة مرسوما بها، فجاء النص في الورقة المصرية النهائية أن رئيس السلطة يصدر مرسوما بتشكيل لجنة للانتخابات بعد التشاور والتنسيق، وبالتالي هناك فرق بين التوافق الملزم والتشاور والتنسيق غير الملزم، وهو ما ينطبق أيضا على اللجنة القضائية التي تعتمد نتائج الانتخابات، ونص آخر مهم متعلق بمنظمة التحرير»، مؤكدا أن هناك حوالي 6 مواضيع مهمة اتخذت المنحى المذكور، ليشدد في السياق عينه «أن المصالحة تعطلت رغما عن حماس، ولا صحة لما افتري علينا بكوننا نريد التوقيع على الورقة خارج القاهرة، والمخرج من حالة الحصار هو إسقاط الذرائع، وقد أسقطناها فعليا».
مشعل أكد أن طريق المصالحة واضح، مطالبا بتوجيه السؤال حول تاريخ توقيع الورقة المصرية المحتمل إلى الطرف الآخر. وقال «نحن نقبل اللقاء مع الأخ أبو مازن وأي مسؤول آخر في حركة فتح، ولا مشكلة لدينا في هذا الإطار، فلا عقدة بالنسبة إلينا في هذا الموضوع ولا فيتو، أما بالنسبة للورقة المصرية فنملك ملاحظات عليها ونريد التدقيق بها»، مؤكدا أن ما تطلبه حماس هو حق طبيعي، «ولسنا من يعطل المصالحة».
مقتل الجندي المصري
الرواية التي تقول إن الجندي المصري الذي قتل الأسبوع الماضي على الحدود مع غزة قد قتل في ظهره خطأً نتيجة إطلاق نار مصري من قبل بعض الشباب الصغار الذين صعدوا إلى البرج، مسألة أوضح مشعل موقف الحركة منها، مشيراً إلى أنه «سواء كانت الرواية المذكورة هي الرواية الوحيدة، أو أي كانت الرواية فإن الدم المصري كالدم الفلسطيني وكالدم العربي أيضاً غال على حماس، ولا نقبل أن يراق هذا الدم إلا في معركة ضد العدو الصهيوني، وبالتالي لا يقبل أحد بذلك».
وتابع: «لكن على الجميع أن يعوا حالة الغضب الجامحة في قطاع غزة وداخل وخارج فلسطين وفي الشارع العربي والإسلامي نتيجة استمرار حالة الحصار والخنق الذي تتعرض له غزة، لا سيما وأن بناء الجدار الفولاذي المصري على الحدود مع القطاع قد زاد الطين بلة، فيزداد أهل القطاع ضيقاً وحصاراً»، لافتاً إلى أن التعبير الذي صاحب الفعالية التي قامت بها حماس وقوى أخرى على الحدود كان تعبيراً سلمياً عن حالة الغضب عن الحصار وبناء الجدار الفولاذي.
عدوان جديد على غزة
احتمال شن عدوان إسرائيلي جديد على غزة يتزايد وفقاً لمشعل، «لا سيما وأن نتنياهو يبحث عن ذرائع ويختلق أخرى»، مستدركاً أن «حركة حماس وأهل غزة لا يبحثون عن حرب، كما أن الحرب الماضية قد فرضت علينا ولم نخترها، فنحن شعب يقاوم الاحتلال ولا يبحث عن حروب، لكن يظهر في الأفق نذر لحرب تسعى إليها إسرائيل». وأضاف «قد لا يكون هناك قبول دولي لحرب مماثلة بسبب الأزمات التي تشهدها الإدارة الأميركية في المنطقة وخارجها، لكننا نخشى من النوايا الإسرائيلية بالحرب مع تواطؤ من هنا وهناك، وذلك رغبة في التخلص من الواقع القائم في غزة وحالة الصمود، إضافة إلى وضع حماس الذي تتمتع به في غزة»، مبدياً خشيته من تضافر العوامل المذكورة باتجاه إعلان حرب، ليؤكد في السياق عينه أنه في حال فرضت الحرب على الحركة فستدافع عن شعبها وأهلها وأرضها كما دافعت في المرات الأولى، «فنحن لسنا بقوة عظمى، وميزان القوى لا يزال مختلاً بيننا وبين الإسرائيليين، ومن هذا المنطلق لا نبحث عن حروب، لكن حين تفرض علينا فنحن لها رجال ولا ننكسر».
تجارة الأنفاق
وعما قاله الرئيس عباس لجهة استخدام الأنفاق التي تربط قطاع غزة بالجانب المصري لتهريب المخدرات والمشروبات الروحية والتبغ، أكد مشعل «أن ما يجري عبر الأنفاق هو تجارة مشروعة بين تجار مصريين وغزيين، لأن المعابر فوق الأرض مغلقة، وبالتالي فإن المستفيد من هذه التجارة يبقى الشعب في غزة وأهلنا في مصر أيضاً، وبالتالي تشديد الحصار يلحق ضرراً بأهلنا في غزة وفي مصر». وأضاف: «الجدار الفولاذي مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا نحتاج إلى نقاش فيه، فهو كسر لنظرية ومفهوم الأمن القومي المصري الذي يعتبر أن أمن مصر يبدأ من فلسطين وشمالها، وإذا كان من ضرورة للجدار فيفترض أن يبنى بين سيناء والكيان الصهيوني أي على طول 200 كلم وليس على طول 14 كلم مع قطاع غزة»، مشيراً إلى أن الخطر الحقيقي على الأمة يأتي من إسرائيل، «وبالتالي يجب ألا نختلق عداوات هنا وهناك بينما العدو الحقيقي والوحيد هو الكيان الصهيوني».
الطريق إلى المصالحة
سيناريو أحداث المصالحة يسير- بالنسبة لمشعل- وفقاً لمجموعة أولويات تضعها حماس. وشرح أن «أولويات التحرك تتمثل بإنجاز المصالحة فيبذل جهد يُخرجها من الزاوية التي حشرت فيها من دون مبرر، وبالقول إنه لا بد من التوقيع، وأن هناك طرفاً لا يريد الإقدام على هذه الخطوة، فهذه الزاوية خاطئة في توصيف المشهد ولا نريد الإساءة لأحد ولا إحراج أحد». وأضاف: «نريد أن تتم المصالحة بصورة منطقية وموضوعية، فجزء من حراكنا مع الدول يقضي بتوفير هذا المناخ الموضوعي الإيجابي كما تسير المصالحات كافة في العالم، حيث تجري الرعاية بين أطراف مختلفة وخاصة في المنطقة العربية».
الأمر الآخر الذي توليه حماس اهتمامها يقضي، بالنسبة لمشعل، بكسر الحصار على غزة وتغيير الواقع في الضفة، «التي تشهد معاناة هائلة نتيجة الاحتلال المباشر والقمع الأمني تحت إشراف دايتون، إضافة إلى إفساد أمزجة الناس ومحاولة تغيير ثقافتهم بصورة مشوهة وغريبة عن المألوف الفلسطيني، وصولاً إلى تحول الدول المانحة إلى وسيلة لشراء ذمم الناس وتغيير ثقافتهم». وتابع «كان أهل الضفة يعيشون في بحبوحة من الحرية، وبدلاً من أن تكون أولوية الفلسطيني التحرر والتخلص من الاحتلال، أصبحت تتركز على البحبوحة المعيشية والبحث عن أكبر ثوب فلسطيني وأكبر طبق كنافة»، معتبراً أن هذا الأمر ينسجم مع الرؤية الإسرائيلية والأخرى الخاصة بنتنياهو الذي يعرض على أهل الضفة سلاماً اقتصادياً، ليرى في الإطار نفسه أن المواضيع المذكورة تشكل أولويات مهمة في إطار التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الإسرائيلي، «في ظل تشدد القيادة الإسرائيلية التي تضع فيتو على جميع ثوابتنا وحقوقنا الوطنية».
الممر الإجباري إلى المصالحة يبقى وفقاً لمشعل «التفاوض»، «فالحركة تريد الخروج من هذه المعادلة الخاطئة، وهذا ما قلناه خلال لقائنا مع الأمير سعود الفيصل، وقلناه أيضاً للزعماء العرب، حيث التقينا بالأمس الرئيس بشار الأسد، لنلتقي اليوم سمو الأمير الشيخ حمد». وأضاف «آن الأوان أن نفهم أن البضاعة العربية الفلسطينية التي أدمنا عرضها قد انخفض سعرها، وأصبحت بائرة، ولا يشتريها أحد، ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في طريقة تعاطينا في إدارة القرار السياسي والصراع حتى على الجبهة التفاوضية السياسية، كما نحاول لملمة الموقف العربي»، لافتاً إلى أنه للأسباب المذكورة «خطب أوباما ودنا في بداية عهده، ولكن عندما رأى أنه قادر على إسكاتنا بأقل مؤونة تراجع، في وقت يفرض نتنياهو شروطه على الإدارة الأميركية». وتأسف مشعل لجهة كون الموقف العربي والفلسطيني مضموناً «في جيب أوباما»، مما يجعله «لا يحفل بنا»، مناشداً بضرورة تغيير المشهد العربي والفلسطيني، «وهو ما تعمل عليه حماس التي تفكر بعقل جماعي وقومي عربي حتى نستطيع انتزاع حقوقنا». وتابع «لا أستطيع أن أصدق شخصاً يقول إنه يريد الضفة الغربية بحدود عام 67 والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية والضفة من دون مستوطنات، إضافة إلى حق العودة، ليعلن بالمقابل أنه ضد الانتفاضة والمقاومة، ويدعو إلى نزع سلاحها ويطارد المقاومين في الضفة الغربية من حماس والجهاد وفتح والفصائل كلها، ثم يستمر في التنسيق الأمني مع الإسرائيليين مجاناً»، مشدداً على أن المشهد المذكور يناقض الإدعاء القائل إن حماس تريد الضفة الغريبة كلها كالسائر إلى الهيجا بغير سلاح، «فمن يريد الضفة يريد أيضاً المقاومة، ومن يريد الضفة والقدس وحق العودة بحاجة إلى القوة وأوراق ضغط حقيقية»، مشيراً إلى أن التفاوض عكس ذلك يتحول إلى استجداء «وللأسف هذا هو الحال الفلسطيني».
بين المصالحة والجدار
الربط بين بناء الجدار ورفض التوقيع على الورقة المصرية مرفوض بالنسبة لمشعل، لوجهين، «الأول لأن قرار بناء الجدار يعود إلى حوالي عام، أي يوم اتفقت ليفني مع رايس على الخطوة كشرط إسرائيلي وضمانة بعد وقف العدوان على غزة لمحاصرة القطاع براً وبحراً، وبالتالي الموضوع قديم ولا علاقة له بالمصالحة». أما الوجه الثاني أوضحه مشعل انطلاقاً من فرضية التسليم بأن قرار الجدار جديد، متسائلاً «هل يعقل إذا أصاب طبخة المصالحة التعثر أن يكون الرد عبر حصار غزة وبناء جدار، فهذا عذر أقبح من ذنب». وأضاف: «أكثر من مسؤول عربي كلمني بشأن المصالحة وغيرها، وقد استشهدت لهم بالمصالحة اللبنانية في الدوحة، وسألتهم ما إذا كان أحد منهم يقبل من الراعي القطري ومن معه من الأطراف العربية أن يفرضوا عليهم ورقة فيها تغيير على ما اتفقتم عليه مع الفرقاء اللبنانيين، فلا أحد يقبل هذا المنطق»، مشيراً إلى أنه لو انسجم الإخوان في فتح وفي السلطة مع أنفسهم لقالوا للمصريين: «هذه بنود اتفقنا عليها مع حماس والقوى الفلسطينية فاحترموها، وعندها يرفع الحرج عن الجميع، لكن هناك من يحلو له من الأطراف الفلسطينية أن يختبئ خلف الموقف المصري».
وفي حين أكد عباس أن الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع ثمن الخلاف الفلسطيني الداخلي، شدد على أنه لا بد للمصالحة أن تتم، «فنحن نطرق الأبواب، ونيسّر باب المصالحة، ومستعدون لتلبية متطلبات المصالحة كلها، لكن أن تفرض علينا الأمور بالإكراه فهذه ليست مصالحة»، معلناً في السياق عينه أن حماس لا تعادي أية دولة عربية، بل تفتح قلوبها وصدورها لكل العرب بمن فيهم مصر، محذراً بالمقابل من أن «من يريد ممارسة هذا الموقف ضدنا فهو الذي يتحمل المسؤولية، فمعركتنا الوحيدة هي مع إسرائيل».
المشروع السويسري
كلام الرئيس عباس عن موافقة حماس على مشروع «الدولة ذات الحدود المؤقتة» الذي قدمته سويسرا والذي يقضي بإيجاد دولة على 50 % من مساحة الضفة، وأن مسألتي اللاجئين والقدس مؤجلتان، وصفه مشعل ب «من يقول كلاماً يخترعه ثم يصدقه فيروجه».
وأوضح أنه منذ سنوات قدمت سويسرا عرضاً للحركة «رفضته حماس في حينه رفضاً قاطعاً، فبالكاد نقبل بدولة على حدود عام 1967 كاملة وعاصمتها القدس من دون تبادل أراضي ومن دون اعتراف بإسرائيل، ومع إنجاز حق العودة، فكيف ستقبل بالتالي دولة مؤقتة».
وأضاف» ما استفز القوم في رام الله في ما خص موضوع سويسرا تمثل بكيفية منافسة حماس لهم في مربع التفاوض. والواقع أنه في شهر يناير 2007، أي قبل اتفاق مكة بشهر واحد، جاء أبو مازن إلى دمشق والتقينا به، فكان الموضوع المذكور النقطة الحرجة بالنسبة له ولفريقه، فقلت له كلمتين: «هذا لا صحة له، فقد رفضنا، كما أن موضوع التفاوض قد تركناه وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني في ذلك الوقت لمواضيع أخرى، فانفرجت أساريرهم»، لافتاً إلى أن الأهم بالنسبة إليهم كان يقضي بعدم منافستهم على مربعهم، «ومع ذلك ما زالت الافتراءات تلقى علينا».
* خاطر: المفاوضات ستقع في مأزق
أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس سامي خاطر عن ضغط تمارسه أطراف عربية لعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى الطاولة، متوقعاً وصول المفاوضات حتى لو استؤنفت إلى المأزق السابق الذي وقعت فيه.
وقال: «من الواضح أن أطرافاً عربية تتبنى مشروعاً في هذا الإطار، فمصر تتبنى مبادرة لاستئناف المفاوضات، وقد انطلقت في هذا السياق من زيارة نتنياهو للقاهرة، ثم ترتب عنها ذهاب كل من وزير الاستخبارات المصرية عمر سليمان، ووزير الخارجية المصرية إلى واشنطن، للبحث بهذا الموضوع».
أما أسباب الضغط العربي للعودة إلى التفاوض
فحدده خاطر بكون الفريق العربي الذي يتبنى
خيار المفاوضات والتسوية بدأ يشعر أنه وصل
إلى مأزق، وفشل من هذا المسار، وبالتالي يريد
الاستدراك في هذا الإطار عن طريق استئناف المفاوضات.
وتابع «لكن مع الأسف كان هناك أطراف عربية تريد حصول لقاء مباشر بين نتنياهو ومحمود عباس، إضافة إلى طرف عربي، وهذا جهد موجود».
واعتبر خاطر أن بعض الأخبار التي تثار حول ما سيطرحه الأميركيون تسير بعض الهواجس
والمخاوف، «لكن الموقف الصهيوني واضح جداً في هذا الإطار، حيث إن حكومة نتنياهو بائتلافها
اليميني المتطرف تعلن باستمرار معارضتها لقيام
دولة فلسطينية كاملة السيادة، ثم يعلنون أن القدس خارج إطار المفاوضات وأنها عاصمة أبدية لإسرائيل، إضافة إلى رفضهم عودة اللاجئين»، متوقعاً وصول المفاوضات حتى لو استؤنفت إلى المأزق السابق الذي وقعت فيه.
* أبو مرزوق: تصريحات عباس حول التهريب عبر الأنفاق لا تليق بموقعه
رد عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، على كلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لجهة استخدام الأنفاق التي تصل القطاع بمصر لتهريب المخدرات والمشروبات الروحية والتبغ، مؤكدا أن تصريحاته لا تليق لا بسنه ولا بموقعه ولا بتاريخه ولا بأبناء شعبه، كاشفا عن كون المواد التي تصل إلى القطاع عبر الأنفاق المذكورة تزيد قيمتها عن المليار دولار. وأوضح أبو مرزوق أن حوالي مليون و 600 ألف شخص يسكنون قطاع غزة الذي لا يعتبر لا صناعيا ولا زراعيا، «فاعتماد الاقتصاد هو اعتماد وظيفي، حيث يعتاش الموظفون في السلطة من الرواتب إضافة إلى تحويلات المغتربين، وما عدا ذلك أمور هامشية في الاقتصاد فيتم استيراد كل شيء تقريبا من الخارج».
وأضاف «قبل الحصار كان حجم التبادل بين القطاع ودولة الكيان الصهيوني حوالي 3 مليار دولار، ومع مصر حوالي 30 مليون دولار، أما بعد الحصار فقد تراجع إلى الصفر وباتت جميع احتياجات القطاع أو 90% من المحروقات والملابس والأدوية تصل عبر الأنفاق». وتابع أبو مرزوق «هناك مواد تزيد قيمتها عن المليار دولار تصل للقطاع عبر هذه الأنفاق، ولذلك فإن الجدار الفولاذي المصري خانق ويقتل سكان قطاع غزة من النواحي كافة سواء كان الملبس أو المأكل وحتى كراسات الأطفال»، لافتا إلى أن لا شيء يرد في الوقت الحاضر من المعبر إلا القليل الذي لا يتعدى 7 إلى 12 % من احتياحات القطاع، ليشير في السياق عينه إلى أن قتل الأنفاق يعني قتل احتياجات قطاع غزة كافة. وعما ذكره الرئيس محمود عباس لجهة تجارة المخدرات عبر الأنفاق، تساءل أبو مرزوق: «هل رأيتم شجرة مخدرات في غزة، فالقطاع لم يحتو في حياته على شجرة من هذا النوع، كما أنه لا يضم أراضي كافية للخضروات فبالأحرى إذا بالمخدرات».
وأضاف: «يعلم الجميع بأن بيع الخمور في قطاع غزة، ولا سيما في ظل الوضع الحالي، أصبح مستحيلا».
وفي السياق عينه وصف أبو مرزوق كلام الرئيس عباس «بالأسلوب الذي لا يليق به أمام جزء من أبناء شعبه، خصوصا وأنه يشجع على بناء الجدار القاتل بحق سكان قطاع غزة»، موجها رسالة له بالكف عن اعتماد الأسلوب المذكور؛ لكونه لا يليق لا بسنه ولا بموقعه ولا بتاريخه ولا بأبناء شعبه، ليلفت أيضا إلى أن المواقع الإلكترونية تتداول ما هو أسوأ من اتهامات أبي مازن حيث تتناقل أخبار وجود تجارة رقيق في الأنفاق.
* الرشق: اتهامات عباس شهادة للإعلام القطري الواقف مع أمته وضميره الحي
وصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، اتهامات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحق الإعلام القطري لجهة تحيزه لحماس، بالكلام غير الصحيح، مشددا على أن تصريحات أبو مازن تمثل شهادة للإعلام القطري لجهة وقوفه مع أمته وضميره الحي.
وقال «يسرنا أن ينحاز الإعلام في كل الوطن العربي والعالم لنا كمشروع مقاومة وصمود وممانعة، وأعتقد أن الإعلام القطري يحاول أن يكون مع ضميره ومع أمته ومع الموقف القومي»، متسائلا ما إذا كان أبو مازن يتوقع من الإعلام الحر أن يقف مع التسوية وضد المقاومة والصامدين في قطاع غزة، ومع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وعما إذا كان يتوقع أيضا أن يكون هذا الإعلام ضد المصالحة التي تمد لها حماس يدها، ليتمنع عنها الفريق الآخر تلقائيا.
وأضاف: «إن الإعلام وبشكل تلقائي في عموم الوطن العربي سيد نفسه، كما أن الإعلام الحر أقرب إلى حركة حماس والمقاومة ومواقف الحركة السياسية المتمسكة بالمقاومة والمتشبثة بالحقوق، كما هي لا تخرج يومياً لتشتم المقاومة والصامدين والعمليات الاستشهادية التي يقومون بها، ولا تشبه تهريب الدواء والغذاء لدعم صمود أهل غزة بتهريب المخدرات»، واصفاً الأمر بغير اللائق.
وعاد رشق ليتساءل في السياق عينه: «ما إذا كان المطلوب من الإعلام في قطر أن يكون كالإعلام الموجود عندهم يتحرك بالريموت كونترول، وأن يمثل إعلاما للتدخل السريع ويتحرك بكبسة زر واحدة يمينا ويسارا»، مشددا على أن اتهامات أبي مازن تشكل شهادة للإعلام القطري لجهة وقوفه مع أمته وضميره الحي.
جيزيل رزوق
العرب القطرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.