دعا أستاذ جامعي تونسي نظراءه في الوطن العربي لاتخاذ موقف مشترك من مشاركة وفد من الجغرافيين الإسرائيليين في المؤتمر الجغرافي الدولي الواحد والثلاثين الذي سينعقد في تونس من 12 إلى 15 آب (أغسطس) القادم 2008. وطالب الجامعي التونسي الدكتور الهادي المثلوثي الجغرافيين العرب بموقف "داعم لجغرافية الأرض المقدسة والمسلوبة، جغرافية الشعب الرازح تحت الاحتلال في انتظار الإبادة والقتل اليومي"، حسب تعبيره، مضيفا في خطاب الرسالة الذي حصلت "قدس برس" على نسخة منه "إن كنتم ترون ما يفيد الرفض والمقاطعة فإننا في انتظار اقتراحاتكم كي نعدّ عريضة موسعة نعلن فيها الموقف الموحد للجغرافيين الأحرار الرافضين للتطبيع". وقال "عليكم باتخاذ الموقف الإيجابي والحازم ضد المفسدين في الأرض والمخربين للقيم الحضارية المقدسة والمعتدين على حق وأمن الشعب الفلسطيني المستضعف". وقال المثلوثي وهو عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة منوبةبتونس (كبرى الأكاديميات التونسية) في تصريح خاص ل"قدس برس" إنّه بعد أن اختار المؤتمر الجغرافي الدولي المنعقد في سيول عام 2000 تونس لتنظيم مؤتمر سنة 2008 سارعت الجمعية التونسية للجغرافيين ممثلة في هيكلها التنفيذي بتوجيه رسالة إلى رئيس لجنة الإعداد تؤكد فيها رفض الجمعية استقبال وفد الكيان الصهيوني في المؤتمر، فردّ الاتحاد الدولي للجغرافيين برسالة هدد فيها بإقصاء الجمعية التونسية للجغرافيين من عضوية الاتحاد بسبب هذا الموقف، وفي الأثناء بدأت بوادر حملة قمعية محلّية ضد عناصر مكتب الجمعية بسبب مواقفهم. وأضاف المثلوثي إنّ رئيس الجمعية التونسية قد انقلب على الموقف الرافض وعبّر للاتحاد الدولي خلال مشاركته في المؤتمر الأخير المنعقد بالمملكة المتحدة في ?لاس?و سنة 2004 عن موافقته على استقبال الوفد الإسرائيلي في تونس. وهو ما دفع بالمعارضين للتطبيع إلى الانسحاب من الجمعية. وأوضح المثلوثي ل"قدس برس" أنّ الذين قبلوا بمشاركة الوفد الإسرائيلي قد تذرّعوا بما أسموه "الحياد العلمي واحترام قوانين الاتحاد الجغرافي الدولي التي تحمي أعضاءه الدائمين ولا تجيز منع حضور ومشاركة أي منهم في مؤتمراته" وتساءل "ماذا يمكن أن يتحقق لتونس باستضافة هذا المؤتمر، لا شيء؟". كما لاحظ المثلوثي أنّ هناك نيّة في هذا المؤتمر لتقليص عدد العرب الرافضين للمشاركة، وذلك من خلال استبعاد اللغة العربية من البحوث التي ستقدم، حيث فرض أن تكون لغة المؤتمر مقتصرة على الفرنسية والإنجليزية. كما أكّد لنا أنّ هناك نيّة لاستبعاد الوفد الفلسطيني الذي تقدم بمطلبه ولا يزال ينتظر الموافقة وأنّ إدارة المؤتمر تعمل على تشديد عراقيل المشاركة برفع مبالغ الرسوم الموظفة على الاشتراك في المؤتمر. يذكر أنّ المؤتمر المذكور سينعقد خلال العطلة المدرسية الصيفية أي في غياب المدرّسين والطلبة، وهو ما سيضعف حجم أية احتجاجات منتظرة على المؤتمر. وتعتبر تونس الدولة العربية الأولى التي تستضيف مؤتمر الجغرافيين الدوليين بعد استضافة مصر له في العام 1924. وكانت تونس قد شهدت عدة مؤتمرات شاركت فيها وفود إسرائيلية وكان أبرزها القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تشرين ثاني (نوفمبر) 2005 بحضور وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم رفقة وفد كبير من السياسيين ورجال الأعمال. واحتجّت عليها نقابة المدرسين بإضراب عن العمل. كما شارك نائب رئيسة الكنيست الإسرائيلي "مجلي وهبة" وثلاثة نواب إسرائيليين في اجتماعات الدورة الثالثة للمجلس البرلماني المتوسطي التي جرت في تونس في آذار (مارس) 2007، إضافة إلى مشاركة وفد إسرائيلي في المؤتمر الكشفي العالمي في الحمامات في أيلول (سبتمبر) 2005. وتشكّلت في تونس منذ سنوات لجنة مقاومة الصهيونية والتطبيع وتركّز نشاطها أساسا في الحملة من أجل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.