"عربي أم فارسي؟".. الخلاف على إضافة هذين الوصفين لاسم الخليج الفاصل بين إيران والدول العربية تسبب للعام الثاني على التوالي في إصدار اتحاد ألعاب التضامن الإسلامي قرارا بإلغاء دورة ألعابه التي كان من المقرر انعقادها في إيران خلال شهر أبريل المقبل.هذا الخلاف وجد أصداء له في الصحافة الغربية؛ ففي عددها الصادر اليوم الثلاثاء 19-1-2010 قالت صحيفة "ذا ديلي تليجراف" البريطانية: إن الخلاف على هذا التوصيف وقف عائقًا للمرة الثانية على التوالي دون إقامة دورة "التضامن الإسلامية" التي تأسست قبل خمسة أعوام بهدف تقوية الروابط بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي البالغ عددها 57 دولة. فقد أعلن الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي عقب اجتماع طارئ الأحد الماضي في مقره بالرياض إلغاء هذا الحدث الرياضي الذي كان من المقرر عقده في طهران الربيع المقبل؛ وذلك بعد إصرار طهران على وضع اسم "الخليج الفارسي" على الشعار الخاص بدورة الألعاب، في حين أن الدول العربية تُسمي هذا الممر المائي الإستراتيجي ب"الخليج العربي"، بحسب الصحيفة. وجاء في البيان الصادر عن الاجتماع: إن "المنظمين الإيرانيين فشلوا في معالجة الأمر الذي كثيرا ما شغل الاتحاد؛ خاصة فيما يتعلق بشعار الدورة وميدالياتها؛ فقد اتخذت اللجنة الإيرانية عددًا من القرارات دون الرجوع إلى الاتحاد، والتي من أهمها: كتابة بعض الشعارات على الميداليات، والنشرات الخاصة بالمباريات". وأضاف البيان: "إيران لم تلتزم بقواعد الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، ولم تتبع القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة للاتحاد في جلسة سابقة في الرياض". إيران تنتقد من جانبها، هاجمت اللجنة الإيرانية المنظمة للألعاب قرار الإلغاء بشدة، معتبرة الأمر "تعنتا" من جانب الدول العربية. وقالت: "رغم أن الاتحاد قدم حججًا تبدو مقنعة.. فإننا قررنا للأسف وبدون تقديم أسباب عدم إجراء المباريات في إيران كدولة مضيفة". وكانت إيران قد أعلنت في مايو الماضي إلغاء دورة التضامن الإسلامية التي كانت مقررة في شهر أكتوبر 2009 على أراضيها، برغم أنها أنفقت في الاستعداد لها أكثر من 10 ملايين دولار أمريكي؛ وذلك بعد أن أصرت دول المنطقة على إزالة كلمة "فارسي" عن الميداليات والوسائل الترويجية الخاصة بالدورة، وانطلقت أولى دورات الاتحاد في مدينة جدة السعودية عام 2005. خلاف قديم وتعتبر إيران أن لها الأحقية في السيطرة على مياه الخليج الذي ترى فيها رمزًا لعظمتها القومية، مؤكدة أنها كانت تسيطر عليه حين كان يطلق عليها "بلاد فارس" قبل دخولها في الإسلام، وفي المقابل يرى العرب أن من حقهم السيطرة على مياهه وجزره ونفطه وثرواته ومواقعه الإستراتيجية؛ لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية. وترفض الدول العربية -وعلى رأسها السعودية- التنافس مع إيران في الألعاب، ما لم تقبل طهران بأن تُطلق على الممر المائي تسمية "الخليج العربي" أو تسمية "الخليج" فقط التي تعتمدها وكالات الأنباء العالمية. والممر المائي الخليجي يحده من الشمال والشرق إيران، ومن الجنوب الشرقي والجنوب كل من عُمان والإمارات العربية المتحدة، ومن الجنوب الغربي والغرب كل من المملكة العربية السعودية وقطر، وتقع كل من الكويت والعراق على أطرافه الشمالية الغربية، بينما تقع البحرين ضمن مياه الخليج الغربية شمال قطر. وإلى جانب اسمي العربي والفارسي المتنازع عليهما، يطلق على الخليج مسميات أخرى كخليج البصرة وعمان والبحرين؛ نظرًا للاستفادة الكبيرة التي كانت تحققها تلك المدن من ورائه. محمد حامد الثلاثاء. يناير. 19, 2010