دعونا ننظر عن قرب إلى أحوال أحد النزلاء: يونس عبد الرحمن شاخوري، مغربي ظل معتقلاً في غوانتانامو منذ 2002.:غادر يونس المغرب إلى باكستان في 1990 مع شقيقه، وشقيقته وزوجها. وكان قد سمع عن أن تكاليف التعليم هناك أقل مما في أوروبا، وكان يأمل في الحصول على درجة علمية قبل أن يعود إلى بلاده. لكن وكما يوضح كريستوفر شانغ، تعرض يونس وأسرته إلى مصاعب مالية في باكستان. وانتقل إلى اليمن ولاحقاً إلى سوريا بحثاً عن عمل أفضل وتعليم أقل تكلفة، وانتهى به المطاف في أفغانستان عام 2001 ليعمل مع منظمة خيرية محلية تقدم المساعدة للشباب المغاربة هناك.
المكان غير المناسب في التوقيت غير المناسب تحكمت الفوضى في كابول عقب هجوم الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وقرر يونس العودة إلى بلاده. من هنا بدأت مشاكله الفعلية: "مثل الكثيرين، حاول يونس الهروب إلى باكستان... لكن قُبض عليه بواسطة القوات الباكستانية وسُلم إلى الجيش الأمريكي. وكانت المنطقة الحدودية منطقة للقبض على أعداد كبيرة من العرب بشكل خاص وعلى كل من له أصول عربية. ولسوء الحظ، لم تكن قصة يونس فريدة. فالكثير من وكلائنا قُبض عليهم بتلك الطريقة ونُقلوا إلى غوانتانامو. ومن نافلة القول أن نقول لسوء الطالع أن كثيراً ممن انتهوا إلى سجن غوانتانامو، قد ذهبوا إلى المكان الخطأ في الوقت الخطأ".
ورغم أن يونس لم توجه ضده أية تهمة، إلا أن السلطات الأمريكية تشتبه في أنه عضو بإحدى المجموعات المغربية الإرهابية التي تقاتل في أفغانستان، وهي تهمة ينكرها بشدة. لكن وبدون تقديمه للمحاكمة، لا يستطيع نفي هذه التهمة.
معركة الصعود إلى قمة الجبل حسب تقديرات تقرير أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي فإن حوالي 20% ممن أُفرج عنهم من غوانتانامو عادوا للانضمام لمحاربة أمريكا بشكل أو بآخر. ويواجه الرئيس أوباما معركة مرهقة، تجيء بفشل الهجوم يوم عيد الميلاد على طائرة ركاب مدنية أمريكية من قبل شخص أعلن من تلقاء نفسه إنه من أنصار تنظيم القاعدة- ورفض الكونغرس الموافقة على منحه الأموال اللازمة لنقل المعتقلين إلى سجون أمريكية، كما أن الدول الأخرى رفضت استضافة السجناء السابقين. ورغم هذه المعوقات، جدد أوباما الشهر الماضي تصميمه على إغلاق معتقل غوانتانامو. وقال "لا تخطئوا، سنغلق سجن غواتانامو".
لكنه تعلم ألا يحدد موعداً للوفاء بوعده. إعداد: هيرميونا غي- إذاعة هولندا العالمية