بيروت:افتتح مؤتمر «الرقابة على الإعلام في الدول العربية ودول المتوسط» أعماله أمس في فندق «الريفييرا»، برعاية وزير الإعلام طارق متري، وبتنظيم من مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافة «سكايز» التابع ل «مؤسسة سمير قصير» وبتمويل من الاتحاد الاوروبي. وحضر الافتتاح رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفير باتريك لوران، وسفيرة بريطانيا فرنسيس غاي، وشخصيات اعلامية وأمنية. وشكرت الزميلة جيزيل خوري لوران ومتري وقالت «في هاتين السنتين كان التعاون مع مديرية الأمن العام ممتازاً»، مؤكدة ان «دافعنا الوحيد حماية الصحافيين وصورة لبنان الحرة، والإيمان بأن المشرق العربي لا يمكن ان يكون افضل ولا يمكن للشعوب ان تكون أسعد اذا لم تكن هناك حرية وديموقراطية». واشار لوران الى ان «منذ يومين أطلقنا في بيروت جائزة سمير قصير لحرية الصحافة بنسختها الخامسة، وهي جائزة أنشأها الاتحاد الاوروبي ويمنحها كل سنة بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير». وقال: «ليست حرية التعبير ترفاً محصوراً في البلدان الغنية، بل شرطاً لتنمية أي بلد وازدهار مجتمعه ونجاح اقتصاده وإشراق ثقافته»، لافتاً الى أن الصحافة «تؤدي دوراً اجتماعياً ايجابياً في غالبية الاوقات، وعبر التاريخ كانت الصحافة من دعم في وجه الشدائد الآراء المتضاربة والاقلوية في بداية الامر، والتي ما لبثت أن قادت لاحقاً الى التقدم بعدما تبناها المجتمع. وعلى النقيض من ذلك، يعتبر المجتمع الذي تغيب عنه الصحافة الحرة مريضاً». ورأى متري بدوره أن «حرية الإعلام مصونة بقدر كبير، غير أن هناك تفاوتاً بين صورة اللبنانيين عن أنفسهم لجهة الحرية الإعلامية، وحقيقة الحرية الإعلامية في لبنان، ذلك أن شرطاً من شروط الحرية يبدو لنا أحياناً غير متوافر، عنيت به استقلال الإعلامي والإعلامية وقدرتهما على الكتابة بحرية»، ولاحظ أن «كلمة الرقابة الذاتية عبارة مستخدمة كثيراً عندنا في لبنان، ولكنها أحياناً كثيرة عبارة مهنية تخفي واقعاً هو أشبه باستبطان الضغوط الخارجية. فالضغط السياسي ليس ضغط الدولة، بل ضغط القوى السياسية المؤثرة في وسيلة الإعلام او في المجتمع اللبناني، وتصبح الرقابة الذاتية بمثابة استسلام مسبق لهذا الضغط الآتي من الخارج». وعرّف مدير «سكايز» سعد كيوان، بالمركز «الذي أسس من أجل الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية في لبنان والعالم العربي، ونحن نحاول متابعة كل ما يتعلق بانتهاك الحريات فيه». ورأى «أن الرقابة موضوع مهم وخطير لما يحتوي عليه من قمع مباشر للسلوك اليومي والتعاطي اليومي». الحياة