الحشاني يُشرف على اجتماع لجنة القيادة الاستراتيجية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي    تحذير: عواصف شمسية قوية قد تضرب الأرض قريبا    كرة اليد: الاصابة تحرم النادي الإفريقي من خدمات ركائز الفريق في مواجهة مكارم المهدية    صفاقس اليوم بيع تذاكر لقاء كأس تونس بين ساقية الداير والبنزرتي    سواحل قربة: فقدان 23 تونسيا شاركوا في عملية إبحار خلسة    رئيس البعثة الصحية : هذه جملة من النصائح للحجيج    عاجل/ الإطاحة بشابّين يروّجان تذاكر مزيفة لمباراة الترجي والاهلي    «لارتيستو» الممثلة سعيدة الحامي ل«الشروق» التلفزة التونسية تتجنّب تنويع اللهجات !    تقديم وتوقيع رواية «البوبراك» للأديبة خديجة التومي    بسبب الربط العشوائي واستنزاف المائدة المائية .. قفصة تتصدّر خارطة العطش    الليلة الترجي الأهلي في رادس...الانتصار أو الانتصار    مدير عام الغابات: إستراتيجيتنا متكاملة للتّوقي من الحرائق    بنزرت .. إجراءات لمزيد تعزيز الحركة التجارية للميناء    قانون الفنان والمهن الفنية ...مشروع على ورق... هل يغيّر وضعية الفنان؟    بلاغ مروري بمناسبة مقابلة الترجي والأهلي    خبير في التربية : ''تدريس الأولياء لأبنائهم خطأ ''    وزارة الصناعة : ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة لتنويع المزيج الطاقي    المنستير: إحداث أوّل شركة أهليّة محليّة لتنمية الصناعات التقليدية بالجهة في الساحلين    بنزرت: جلسة عمل حول الاستعدادات للامتحانات الوطنية بأوتيك    صفاقس: المناظرة التجريبية لفائدة تلاميذ السنوات السادسة    بنزرت .. مع اقتراب موسم الحصاد ...الفلاّحون يطالبون بفك عزلة المسالك الفلاحية!    سليانة .. انطلاق موسم جني حب الملوك    كأس تونس: النجم الساحلي يفقد خدمات 4 لاعبين في مواجهة الأهلي الصفاقسي    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    ''غرفة المخابز: '' المخابز مهددة بالإفلاس و صارت عاجزة عن الإيفاء بإلتزاماتها    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    ليبيا: إختفاء نائب بالبرلمان.. والسلطات تحقّق    عاجل/ القسّام: أجهزنا على 15 جنديا تحصّنوا في منزل برفح    والدان يرميان أبنائهما في الشارع!!    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    إنقاذ طفل من والدته بعد ان كانت تعتزم تخديره لاستخراج أعضاءه وبيعها!!    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    ألمانيا: إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات (فيديو)    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    تفكيك شبكة لترويج الأقراص المخدرة وحجز 900 قرص مخدر    مدرب الاهلي المصري: الترجي تطور كثيرا وننتظر مباراة مثيرة في ظل تقارب مستوى الفريقين    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده من أجل مخالفة التراتيب الصحية    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    الكاف: انطلاق فعاليات الدورة 34 لمهرجان ميو السنوي    كاس تونس لكرة القدم - نتائج الدفعة الاولى لمباريات الدور ثمن النهائي    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. فريد عبدالخالق أحد مؤسسي"الإخوان" وصديق البنا
نشر في الفجر نيوز يوم 06 - 02 - 2010


تزوير الانتخابات يعادل الشرك بالله
لا مانع من تولي امرأة أو قبطي رئاسة مصر
* لا مانع من تولي امرأة أو قبطي رئاسة مصر
* كل من توحّش ونكّل بالشعب المصري هو فرعون
* أنا والكلب كنا نبحث عن الحرية وتمنيت أن يكون سجاني مثله
* أدعو الإخوان إلى ترك السياسة والعمل على تثقيف الأمة دينياً
* سجن الإخوان يقوي شوكتهم وصراعهم الداخلي يبدد العمل الدعوي
* حصلت على الدكتوراه في سن 94 لأفتح طاقة أمل للشباب
* الحسبة هي مفتاح حل أزمات المجتمع الذي نعيش فيه
* التغيير لا يعني أن يحمل كل واحد سيفاً
القاهرة : اسمه مسجل في موسوعة "جينيس ريكورد" لانه عدّاء من نوع خاص، استطاع أن يسبق الزمن ويتغلب عليه حصل على درجة الدكتوراه وعمره 94 عاما ليكون بذلك أكبر من حصل على هذه الدرجة في هذه المرحلة العمرية، وهو الان ابن السادسة والتسعين، لديه طاقة من الأمل والطموح لرؤية وطنه في أحسن حال عندما تجلس معه يدّب في اعماقك حب الحياة من جديد وتتذكر على الفور الحديث الشريف "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً".
هو محمد فريد عبدالخالق صديق حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين والمشرف على قسم الطلبة في عهده فهو من مؤسسي الجماعة ولا يزال حتى الان ينتمى اليها رغم ما لديه من تحفظات على اداء الجماعة والخلاف داخل صفوفها، حصل على الدكتوراه عن موضوع دعاوى الحسبة ضد الحاكم والسلطان محاولاً ان يجعل من الامة الإسلامية بأثرها أمة محتسبة تقف امام الظلم واستبداد الحاكم، مؤكداً ان التزوير في الانتخابات هو أقرب إلى الشرك لانه يبنى على قول الزور.
يرى الدكتور محمد فريد عبدالخالق ان جماعة الاخوان المسلمين تحتاج إلى مراجعة بحيث تقدم مصالح الوطن على المصلحة الشخصية وان كل من يريد العمل بالسياسة عليه ان ينفصل عن الجماعة ويبحث عن حزب سياسي يعمل من خلاله دون خلط بين ما هو سياسي وما هو دعوي لأن الإسلام لا توجد به دولة دينية ولا مكان فيه لشعار الإسلام هو الحل.
التقينا د . محمد فريد عبدالخالق مؤسس جماعة الاخوان وأحد أبناء الرعيل الأول لها في حوار خاص وتالٍ نصه :
كيف ترى حالة التشرذم والفرقة التي يعيش فيها عالمنا العربي الان خاصة أن لك كتابات في هذا الشأن؟
- سبب الفرقة يعود بالأساس إلى وجود مسافة بين الشعوب وأنظمة الحكم وحان الوقت لكي تلغى هذه المسافة التي جعلت الشعوب العربية في واد والأنظمة في واد آخر، فضلاً عن غياب التكافل بين الدول العربية الفقيرة والغنية، فكل مقومات الوحدة موجودة ومع ذلك نحن في حالة فرقة ومع وجود تيارات فكرية مختلفة داخل الساحة السياسية العربية من علمانية وليبرالية وسياسية وإسلامية خلف ذلك حالة من "التوهان" وتوزعت الشعوب العربية بين تيارات مختلفة، وذلك كله يحتاج إلى صحوة من الشباب العربي الذي بدأ بالفعل يبحث عن هويته ويحاول تأكيدها.
لكن من وجهة نظرك هل يمكن التعويل على المنظمات العربية مثل جامعة الدول وغيرها كانطلاقة للتقارب العربي؟
- ما يحدث في جامعة الدول العربية يكشف إلى أي حد وصلت الفرقة بين الأشقاء العرب وأمين عام الجامعة كثيراً ما يفكر في الاستقالة وهي تعطي صورة لحال الأنظمة العربية ورغبة هذه الانظمة في الفرقة.
يعني أن الأزمة من وجهة نظرك تخص الحكومات بالدرجة الاولى ؟
- بالتأكيد فهناك أنظمة حكم عربية أخذت سيئات الديمقراطية وتركت حسناتها فالديمقراطية في الغرب تسعى إلى وجود حكومة قوية ومعارضة أقوى منها اما واقع عالمنا العربي فيؤكد ان الحكومات اختارت فقط ان تبقى هي وتحتل المشهد واذا برزت اشكال المعارضة سرعان ما تلصق بها تهم جاهزة مثل الإضرار بالأمن القومي مما يقتضي حظر أي نشاط سياسي معارض داخل عالمنا العربي والحكم على المعارض بالإعدام والحظر.
تقصد بذلك حظر جماعة الاخوان المسلمين المعارضة في مصر من نشاطها السياسي؟
- جماعة الاخوان المسلمين حصلت في الانتخابات الماضية لمجلس الشعب على 20 % من عدد اعضاء المجلس بواقع 88 عضواً في البرلمان فكيف يتم حظر هذه الجماعة في حين ان الاحزاب القانونية من وجهة نظر النظام القائم حصلت على 19 عضوا فقط من واقع 24 حزبا سياسيا.
وهل يعني ما تقوله ان الحكومات العربية بعضها يكرس الفرقة ويعمل من اجلها؟
- الانظمة الشمولية إذا وجدت صحوة من المحكوم ورأيا عاما مناوئا لها لا تستطيع ان تفرض سيطرتها وهيمنتها ولكن مع غياب الرأي العام في عالمنا العربي ووجود قوى مناوئة للانظمة جعل هناك أنظمة عربية أقرب إلى إسرائيل وأمريكا منها إلى انظمة عربية اخرى شقيقة واصبح خلل هذه الانظمة السياسية العربية في انها فقدت البوصلة السياسية فلم تعد تفرق بين العدو والشقيق وأصبحت بعض الدول العربية تسير في طريق التطبيع إلى درجة التبعية وتملى عليها سياسات من أمريكا ومن إسرائيل هذا الاضطراب في الساحة العربية والإسلامية الذي نراه في السياسة يعود إلى افتقاد القدر اللازم من الثقافة الإسلامية الجامعة التي تقبل بالديمقراطية.
خاصة أن الإسلام في جوهره يقبل بالديمقراطية، وعلى الشعوب العربية ان تدرك الديمقراطية والحرية السياسية وحكم الشعب وفق ارادته لن يتأتى من خلال منحة تقدم على طبق من فضة وانما من خلال نهضة تدرك من خلالها انها مسؤولة عن نفسها ومن حقها المشاركة في الحكم .
لماذا كان لديك اصرار في الحصول على درجة الدكتوراه في سن 94 عاما أي انك اكبر انسان سناً على وجه الارض يحصل على هذه الدرجة العلمية في هذه السن ودخلت موسوعة جينيس ريكورد ؟
- حصلت على الماجستير في عام 1959 وسافرت إلى الخارج وانقطعت طويلاً عن الدراسة الا ان المقربين اشاروا علي لاكمال الدكتوراه ووجدت ان ضمن حلول مشكلات العالم العربي غياب تفعيل الطاقات فرأيت قضية الحسبة التي قامت عليها الدراسة التي تجعل من المجتمع العربي كله مجتمعا حسبويا عليه واجب تغير المنكر ورفض الاستبداد على اعتبار ان التزوير في الانتخابات هو " قول زور " ويعادل الشرك بالله، ووجدت ان الحسبة سوف تقوم بتحريك دعوي وسياسي وديمقراطى وعندما توجد هناك أمة محتسبة يمكن لها ان تقف في وجه ظلم الحاكم وتعمل على تغييره، الحسبة هي مفتاح حل مشكلات المجتمع ودعاوى الحسبة تقوم على شرط المصلحة والصفة .
الواجب على الامة هو خلق حاكم صالح وليس اعادة الخلافة رغم انك تنادي بالخلافة ؟
- الإسلام دين مضامين وهو قائم على التجديد والخلافة الإسلامية اما هي صيغة أو مضامين وافكار وتتحقق الخلافة إذا تحققت المضامين ونحن غير مطالبين بصيغة للخلافة ومن هنا اعتبر ان الاتحاد الاوروبي هو خير مثال لتطبيق الخلافة في الإسلام مع الفارق .
واين تحتسب الامة صاحب الجاه والسلطان واذا كان هو بيده كل مقاليد الامور ؟
- في واقع الامر فإن بعض الحكام العرب يعطون الشعوب ظهورهم ويحاولون اعدام وحظر المعارضين وفق قوانين الطوارئ وجاءت الحسبة لتجند الشعب كله ان يمنع المنكر، فبدلاً من أن يدير الحاكم ظهره للشعب يحدث العكس ووقتها يضطر الحاكم إلى التعامل مع الشعوب لانه أصبح ليس لديه خيار.
الدكتور محمد سليم العوا قال اثناء مناقشتك رسالة الدكتوراه انه يوافق على الحسبة ولا يوافق على الخلافة؟
- رددت عليه ان المهم هو صيغة الخلافة وليس شكلها.
عاصرت ثلاث حقب لثلاثة رؤساء هم جمال عبد الناصر وانور السادات والرئيس مبارك في ضوء شهادتك على هذه العصور كيف ترى الحقوق والحريات العامة في كل منهم؟
- دون ان أخوض في الاشخاص اقول ان كل حاكم لا يتبع مبدأ الشورى يكون قد خالف أصول الإسلام وعلى الامة المحتسبة ان تمنعه من الاستبداد وتلزمه بالشورى والديمقراطية من خلال اختيار الحاكم وعزله ان لم يقم بخدمة مصالح المواطنين وما حدث في تعديل المادة 76 من الدستور هو منع أي انسان لديه صلاحية خوض انتخابات الرئاسة ان يرشح نفسه لان ذلك ينال من حقوق وحريات المواطنين
سبق وان قلت ان دخول الاخوان المسلمين السجون هي محنة من الله عز وجل وهي اشبه بتربية موسى في حجر فرعون هل هذه المقولة تنطبق على ماضي وحاضر الاخوان؟
بالطبع وانا قلت ذلك في منتصف الخمسينيات، وعندما طلبني الضابط صلاح الدسوقي وقتها اكدت انني قلت ذلك، وعندما ذهبت وقتها لزنزانة انفرادية ادخلوا علي كلبا ضخما يطلقون عليه " عنتر " وكنت وقتها ارقد على رصيف السجن ووجدت الكلب يبحث عن الحرية مثلي وقلت انني مثل الكلب نحن الاثنان نبحث عن الحرية واستطعت ترويض الكلب الذي اطلقوه علي في الزنزانة استطعت ان اتفاهم مع الكلب، وقد انصفني الكلب كمسجون وادانهم كسجانين وأنطق الله الكلب بالحق واشهده على ظلمهم وكان الكلب مهذبا إلى درجة انني تمنيت ان يكون السجان مثله وكل من توحش ونكل بالشعب فهو فرعون.

في ضوء ذلك كيف يمكن مواجهة الحاكم الظالم وفق دعاوى الحسبة التي تنادي بها ؟
ادعو المواطنين إلى الانضمام للأحزاب السياسية لتقويتها ولتعتنق تلك الاحزاب هذا الفهم بشكل يجعل الحاكم لا تمتد يده بالتغول على حقوق الشعب
وهل يوجد هناك تعارض بين الحسبة والمواطنة ؟
على الاطلاق .. لان تقوى الله ليست حكرا على المسلمين ومن الممكن ان تجد قبطيا يعرف حدود ربه اكثر من المسلم، ولتطبيق الحسبة لابد من مؤسسات برلمانية قوية من خلال انتخابات جادة يضمنها القضاء.
وما هو رأيك في وجود دولة دينية أو التطلع من قبل البعض لتأسيس هذه الدولة ؟
من يسعون إلى ذلك لا يفهمون الدين لان الدين الإسلامى لا يعرف حكم الدين ولا مفهوم الدولة الدينية لا تشريعا ولا تاريخا بل وصفة خير امة لا ينطبق الان على الامة الإسلامية لان تفرقها وعجزها لم يجعلها كذلك، بل ان من يرفعون شعار الإسلام هو الحل هم مخطئون لديهم قصور في معرفة دينهم وفهمه لان الإسلام دين عام اجتماعي منفتح على الجميع، ترك تطبيق القواعد العامة للاجتهاد بحيث تختلف باختلاف الزمان والمكان.
كيف يمكن تطبيق ما توصلت اليه في رسالة الدكتوراه الخاصة بك وهو محاسبة الحاكم ورده في حالة الخطأ ؟
التطبيق يبدأ باشاعة ثقافة جديدة وان يصل الشعب إلى الحاكم نفسه ويبين له اخطاءه وان يعلم الحاكم انه إذا اصر على موقفه سيجد امة شجاعة ليست سلبية ولا مهمشة تقول له لا، كما قال الخليفة الاول ايها الناس اطيعوني ما اطعت الله فيكم، فان عصيته فلا طاعة لى عليكم .
وكما قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب مخاطبا الامة إذا رأيتم في اعوجاجا فقوموني فقال رجل والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بحد السيف .. فقال عمر بن الخطاب الحمد لله وفرح بالمعارضة دون حظرها واقصائها أو وضعها في السجون.
ولكن هل تريد ان يمسك كل منا بسيفه ليقوم الحاكم ؟
ليس معنى التغيير باليد ان يمسك كل منا بسيف لتغيير الواقع وهذا خطأ وقعت فيه بعض الجماعات وتسببت في فتن وفكر تكفيري وكل هذا ليس من الإسلام في شيء.
هل توافق على تولي قبطي أو امرأة رئاسة الدولة وكثير من المناصب العامة ؟
ارى ان كل من تتوافر فيه الشروط والصلاحيات لا مانع عندي في ان يتولى الولاية العامة ولو كانت امرأة تتمتع بالنضج السياسي والقدرة على التعامل مع الواقع والارتقاء بالامة ونقلها نقلة عاقلة فما المانع وهو ما ينطبق كذلك على القبطي فالحكم مفتوح على مصراعيه لمن تتوافر فيه الشروط.
حتى هذه اللحظة هناك من ينادي في بلاد المسلمين بدفع الاقباط للجزية واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية ما هو رأيك ؟
من يقول ذلك هو مخطئ ويتكلم كلاما فارغا لان الامة الان لها ثقافة واحدة والمسيحيون معنا فيها وكان الرسول حينما فتح المدينة ووضع لها دستورا قال لاصحاب الاديان انتم امة معنا بمعنى اننا امة واحدة تعمل لصالح ما فيه خير البلاد وابعاد كل مافيه شر وأي حديث بشكل غير لائق عن المسيحيين في مصر امر يثير الفتنة لان الاقباط اهل دين والدين الإسلامي جاء على مبدأ المواطنة بحيث يكون كل من في الوطن اخوة متساوين في الحقوق والواجبات.
كلامك هذا يتعارض مع رفض الاخوان المسلمين لتولي المرأة والقبطي للرئاسة أو الولاية العامة ؟
انا مختلف عن فكر الاخوان ولن ادخل معهم في حرب ولا اصفي حساباتى معهم واطالبهم بالتركيز في الدعوة من خلال جمعية دعوية وترك السياسة للاحزاب.
كيف كانت طبيعة العلاقة التي ربطت بينك وبين الامام حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين ؟
كنا على ابواب الحرب العالمية الثانية وكانت هناك صحوة لدى الشباب انذاك ممن ينادون بالتحرر، وبدأت الحركة الوطنية القوية التي أضاف اليها حسن البنا جديدا مختلفا عن مؤسسة الأزهر التي كانت تتحدث عن الحلال والحرام والشعائر واستعراض فكري وليس حركيا ومن هنا جاء حسن البنا ليحول الفكر إلى حركة فهو القائل انتم لستم جمعية دينية ولستم بحزب سياسي ولكن انتم روح جديدة تسري في الامة لتغيرها من حال إلى حال ووجدت نفسي معه دون بيعة أو مصحف أو سيف فقط استمعت له اثناء خطبة له في دمنهور واستهواني ما قاله بعد ان اوضح الإسلام كدين نهضوي اصلاحي وانساني واصبحت بعد ذلك عضوا في مكتب الارشاد وفي الهيئة التأسيسية ورئيس قسم الطلبة حيث كنت وقتها اعمل مدرسا لمادة الرياضيات في المدرسة الخديوية.
وكيف ترى حجم الاختلاف بين نهج حسن البنا وما يسير عليه الاخوان المسلمون الان ؟
الفكر واحد وإن كان اختلف النهج عند البعض من بينهم على سبيل المثال سيد قطب وكتاب معالم في الطريق كان يتحدث عن المجتمع الجاهلي ودار الحرب ودار السلم وهو أمر مرفوض، سبق وقال حسن البنا معلقا على حادثة اغتيال الخازندار ان من فعلوا ذلك ليسوا مسلمين وليسوا اخوانا.
ما الذي ينقص جماعة الاخوان المسلمين وما هي الاخطاء التي ترى أن الجماعة وقعت فيها مؤخرا ؟
النزاع الداخلي فيما بين صفوف الجماعة سيؤدي إلى ضياع العمل الدعوي، وادعوهم إلى ترك كل خلاف فيما بينهم والعمل على تثقيف الأمة ثقافة دينية وذلك كجماعة دعوية بعيدة عن السياسة ومن أراد من الجماعة الاشتغال بالسياسة فعليه الانفصال عن جماعة الدعوة وانشاء حزب سياسي، وهذا ما أدعو له 88 عضوا من جماعة الاخوان في مجلس الشعب أن يتحدوا فيما بينهم ويؤسسوا حزبا سياسيا لا يحمل اسم الاخوان ليفصلوا بين العمل الدعوي التثقيفي والعمل السياسي الحزبي.
وكيف ترى الحديث الان داخل الجماعة عن تيار اصلاحي وتيار محافظ ؟
هذا هو الخطأ الذي تقع فيه الجماعة الان لانه لا يوجد في الإسلام شيء اسمه محافظ واصلاحي ويجب ان نكون كلنا تيارا إسلاميا يعمل لخدمة الإسلام والمسلمين جميعا وكل من محمود عزت ومحمد بديع يحتاج إلى ان يراجع كل منهما نفسه من اجل اعطاء صورة متسامحة عن الإسلام لان مصلحة مصر فوق كل اعتبار والخلافات داخل الاخوان لا تحقق مصلحة الجماعة ولا مصلحة الوطن وعليهم ان يفصلوا بين مجلس شورى الجماعة ومكتب الارشاد بحيث يختار مجلس الشورى أعضاء المكتب ولا يصح ان تكون الهيئة التأسيسية ومكتب الارشاد شيئا واحدا مما يعني ان الجماعة تحتاج لتحرير الهيئات داخلها واستقلال كل منهم عن الاخر.
هل ترى ان الإمام حسن البنا مات شهيدا وكذلك مات الخازندار؟ فكلاهما تم اغتياله ؟
بالتأكيد الإمام حسن البنا مات شهيدا ونسأل الله ان يكون كذلك وفيما يتعلق بالخازندار هو شهيد الواجب الذي كان يؤديه.
هل ترى موافقة الاخوان على ترشيح المرأة في مجلس الشعب خروجا على منهج الإمام حسن البنا ؟
الإمام البنا قال انا مع الديمقراطية التي يشارك من خلالها الشعب في حكم نفسه والنساء شقائق الرجال ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.
هل ترى ان من الممكن ان يحكم الاخوان المسلمون مصر في يوم من الايام ؟
إذا جاءت لهم الفرصة ادعوهم لرفض ذلك معلنين تأسيس حكومة وحدة وطنية.
الراية الأسبوعية
السبت6/2/2010 م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.