موسكو، روسيا (CNN)الفجرنيوز:حث نائب رئيس الوزراء الروسي، سيرغي إيفانوف، السبت إيران على طمأنة المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، مؤكداً حق الجمهورية الإسلامية في امتلاك تقنية نووية لأغراض سلمية.وقال إيفانوف على هامش مؤتمر ميونيخ: "لا مجال للشك في حق ايران لاستخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية، ولكن يتوجب عليها تخفيف مخاوف المجتمع الدولي إزاء الأسباب الكامنة وراء أبحاثها النووية"، وفق وكالة "ريا نوفوستي" الرسمية. وقد تواجه الجمهورية الإسلامية جولة رابعة من العقوبات الدولية بسبب أنشطتها لتخصيب اليورانيوم الذي تخشى القوى الغربية أن إيران تتستر خلفه لبناء سلاح نووي، وتصر طهران أنه لأغراض مدنية لتوليد الطاقة. وقال إيفانوف إن طهران يجب أن تتخذ الخطوات المقترحة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن، وأضاف "نتوقع من إيران التعاون في هذا الشأن." ومن جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، السبت إنه لا يرى مؤشرا لاتفاق قريب بين إيران والقوى الغربية فيما يتعلق بمبادلة بعض اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب بوقود مخصب بدرجة أعلى يمكن أن تستخدمه في مفاعل ينتج النظائر المشعة لأغراض طبية. وقال غيتس لصحفيين في أنقرة بعد لقائه بمسؤولين أتراك "لا أشعر أننا نقترب من اتفاق... الواقع يقول إنهم لم يفعلوا شيئا لطمأنة المجتمع الدولي إلى استعدادهم للامتثال إلى معاهدة حظر الانتشار النووي أو وقف تقدمهم في صنع سلاح نووي ولذا أعتقد أن دولا عدة بحاجة للتفكير فيما إذا كان الوقت قد حان لإتباع نهج مختلف." وتأتي تصريحات إيفانوف وغيتس بعد يوم من إعلان وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، في ميونيخ عن أمله في قرب التوصل إلى اتفاق "نهائي" حول تخصيب جزء من اليورانيوم الإيراني، وسط تشكيك غربي في حل قريب للملف النووي الإيراني.
وقال متقي أمام مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية "إننا نقترب من اتفاق نهائي يمكن لجميع الأطراف القبول به". غير أنه أوضح أن الأمر يدور حول توضيح ثلاث نقاط وهي البلد الذي سينقل إليه اليورانيوم وكمية اليورانيوم والمدة التي ستستغرقها عملية التخصيب، وفق وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا." كما عقد وزير الخارجية الإيراني على هامش أعمال مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية اجتماعا مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، وصفه بأنه "جيدا جدا". أضاف "تبادلنا وجهات النظر حول الاقتراحات المطروحة"، في إشارة إلى مبادلة الوقود النووي المخصص لمفاعل الأبحاث النووية في طهران، وهو اقتراح تقدمت به الوكالة الذرية في تشرين الأول/أكتوبر الفائت. ويذكر أن المشاركة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية واحتمال اجتماعه بنظرائه على هامش المؤتمر أثارت تساؤلات حول وجود "تحرك" جديد لحل أزمة برنامج بلده النووي وتفادي إقرار عقوبات دولية جديدة.
وحركت مشاركة متقي الجمود الذي أصاب المساعي السابقة التي بذلها المجتمع الدولي لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني. ووصف وزير الدفاع الألماني، كارل تيودر تسو جوتنبرغ، مشاركة متقي، في مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في ميونيخ بأنه "مخيب للآمال"، قائلاً إن متقي يحاول على ما يبدو كسب المزيد من الوقت في مسألة الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال "حيل بلاغية"، وفق "دويشه فيله" الألماني. يذكر أن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد قد أعلن الثلاثاء الماضي أن "لا مشكلة" لدى بلاده لتبادل قسم من اليورانيوم الضعيف التخصيب، الذي تمتلكه، بوقود نووي عالي التخصيب تحتاجه لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران. غير أن الدول الغربية، التي تتهم إيران بأنها تسعى خلف ستار برنامجها النووي المدني إلى إنتاج قنبلة نووية وهو ما تنفيه طهران.