بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في مدينة دن بوش الهولندية، بعد ساعات من الفوضى، سببها بلاغ عن وجود متفجرات في أحد القطارات. وأعلنت الشرطة أنها قامت بعملية تفتيش دقيقة للقطار وللمحطة، بمساعدة كلاب بوليسية، وتأكدت من عدم وجود مواد متفجرة.بدأت القصة صباح الثلاثاء كما يرويها الصحافي في القسم العربي بإذاعة هولندا العالمية، محمد أمزيان، الذي صادف أن يكون في عربة القطار ذاتها التي انطلق منها التحذير: "كنت متوجهاً للعمل في القطار السريع القادم من روزندال (جنوب) وقبيل وصول القطار إلى محطة دن بوش، نهض رجل ذو ملامح شرق أوسطية، يرتدي ثوباً أبيض طويلاً، وفوقه سترة خضراء، وحذاءً رياضياً، وطلب سيجارة (رغم أن التدخين ممنوع في القطار). كان يتحدث بالإنجليزية ولم يكن يوجه طلبه لشخص محدد. غادر العربة ثم عاد بعد قليل وهو يهتف بالعربية: الله أكبر.. الله أكبر. ثم بدأ يتحدث بالإنجليزية، كلاماً غير مفهوم حول أسامة بن لادن، والحادي عشر من سبتمبر، والإسلام، وقال إنه ضد بن لادن، ووصفه بالإرهابي. وبعد ذلك توجه للركاب وخاطبهم بمزيج من اللغتين الإنجليزية والهولندية، وبنبرة صارمة: معي قنبلة وهي مفعّلة وستنفجر، ليضيف: ألا تصدقونني؟ لماذا لا تصدقونني؟ هل لأنني مسلم؟ القنبلة ستنفجر."
ويقول محمد أمزيان إن الركاب اعتراهم الخوف ولاذوا بالصمت، بينما أجهشت سيدتان بالبكاء. وحين أدار الرجل ظهره للركاب، وغادر العربة مرة أخرى، بدأ معظمهم بالاتصال، سواء بالأهل، أو بالشرطة. ويضيف الزميل أمزيان "في هذه الأثناء وصل القطار إلى محطة دن بوش، ونزل ركاب وصعد آخرون، وكنت من بين من نزل، لتبديل القطار. بينما كان الرجل يقف على الرصيف متحدثاً إلى اثنين من الموظفين المكلفين بالمحافظة على النظام في المحطة، وقام هؤلاء باستدعاء الشرطة التي اعتقلته، وأمرت بإخلاء القطار، والمحطة أيضاً، وحتى بعض المساكن والمتاجر والمكاتب المجاورة."
أدت تلك الإجراءات إلى توقف حركة القطارات بشكل كامل من وإلى مدينة دن بوش، التي تعد نقطة وصل مهمة بين جنوب البلاد ووسطها. واضطر مئات المسافرين إلى البقاء في شوارع المدينة.
وكان من المفروض أن يعقد عمدة المدينة ومدير شرطتها، مؤتمراً صحافياً لشرح تفاصيل ما جرى، وعرض نتائج التحقيقات. لكن متحدثاً باسم الشرطة، أبلغ الصحفيين، بإلغاء المؤتمر الصحافي، وأبلغ شركة السكك بأن بإمكانها استئناف تسيير القطارات، بعد أن تأكدت الشرطة من عدم وجود مواد متفجرة، في القطار أو في المحطة، أو في محيطها.
وبرر المتحدث إلغاء المؤتمر الصحافي بعدم رغبة الشرطة والسلطات المحلية، إعطاء الأمر أكبر من حجمه، وكذلك "خوفاً من أن يستفيد بعض ذوي النوايا السيئة من المعلومات التي ستذاع في المؤتمر الصحافي"، على حد قول المتحدث الرسمي. ولم يدل المتحدث بتفاصيل حول هوية الرجل الذي تم اعتقاله، ولا عن مضمون التحقيق الذي أجري معه. وحتى الآن رجحت مصادر متنوعة، أن الرجل ليس إرهابياً، وإنما يعاني من اختلال عقلي.