تونس:يتعرض العاملون بالمؤسسات الصحية الى مخاطر عديدة خاصة طاقم التمريض الذي يعتبر الاكثر عرضة للإصابة بفيروسات الدم المعدية من خلال الوخز بالإبر والحقن الملوثة بدم المريض كما يواجه الأطباء خاصة الذين يعملون باقسام علاج الأورام (السرطانيّة) عدة مخاطر لاتصالهم المباشر بمواد كيمياوية سامة إضافة الى استعمال أجهزة الأشعة المضرّة بالصحة.بلغ عدد الامراض المهنية المصرح بها لدى الصندوق الوطني للتأمين على المرض 764 مرضا لسنة 2009 ويمثل القطاع الصحي من القطاعات التي يكون موظفوها عرضة لجملة من المخاطر حيث تتلوث الأدوات التي يستعملها الممرض والطبيب بدم او سوائل من جسم المريض فتمثل خطرا كبيرا في حالة الإصابة بمرض معد وخطير. وعن نوعية الامراض التي تهدد صحة العاملين في القطاع الصحي تذكر الدكتورة عزة حمو مديرة المركز الوطني للحماية من الأشعة بعض الأمراض التي قد تسببها الأشعة كالسرطان بأنواعه والالتهابات الفيروسية إضافة إلى الأمراض الجلدية الخطرة. ويقول الدكتور محسن (طبيب جراح بمستشفى خاص) ان المخاطر الطبية التي يتعرض لها الطاقم الطبي وشبه الطبي سببها بقايا العمليات الجراحية التي قد تحتوي على اعضاء بشرية مصابة ومستأصلة من المرضى اضافة الى سوائل الجسم المفرزة من اثر العمليات مضيفا ان هذه الاخطار قد تشمل أيضا مخابر التحاليل والمختبرات التجريبية (بقايا العينات التي تستخدم في التحاليل والتجارب). ويرى ان الخطر يبرز في احتمال وجود انواع من «البكتيريا» المقاومة للمضادات الحيوية وسوائل التعقيم بهذه الفضاءات الصحية مؤكدا ان هذا النوع من «الميكروبات» يهدد سلامة بعض العاملين خاصة في اقسام الجراحة. مبينا ان حالات الاصابات غالبا ما تكون فردية وتحصل بسبب الاهمال وعدم الدراية بتقنيات التخلص من المخلفات الطبية وقد تحصل عبر وخز الابر الملوثة او مشرط ملوث بدماء مرض معد وخطير. أخطار الأشعة ويواجه العاملون بأقسام الأشعة (الصور والعلاج بالأشعة) عدة مخاطر تنجر عنها أمراض خطيرة ومستعصية وتوضح الدكتورة عزة حمو مديرة المركز الوطني للحماية من الأشعة أن خطورة هذه الأشعة تبرز في الاستعمال المفرط لها مضيفة أن الإصابة بهذه الأمراض متوقفة أيضا على مدى حساسية بعض الأفراد وقابليتهم للتاثر بها. ويقول الدكتور محسن إن الأشعة تتوقف على النوع والكمية المتعرض لها التي تتدرج من الاعراض البسيطة مثل الصداع والاغماء الى اكثر الاعراض خطورة كتساقط الشعر والتقيؤ المتواصل حيث تقوم هذه الاشعة بتدمير انسجة الخلايا البشرية . مضيفا ان المواد الكمياوية والإشعاعات تسبب خطرا ايضا بالنسبة للحوامل حيث اثبتت عدة دراسات انها تحدث تشوّه الجينات المتعلقة بالجنين، لاسيما في الأشهر الثلاثة الأولى، والأخيرة من الحمل إضافة إلى التسبب في حساسيات جلدية قوية وأمراض صعوبة التنفس. ويتعرض الإطار شبه الطبي أيضا الى أضرار أخرى وهي المخلفات الطبية التي قد يقع التخلص منها كغيرها من النفايات العادية وأكثر المتضررين منها طاقم التمريض وعمال النظافة خاصة بأقسام الجراحة والمخابر. الوقاية هي الحل وعن كيفية الوقاية من هذه المخاطر وتجنب حدوثها يوضح السيد مبروك النظيف مدير ادارة حفظ الصحة وحماية المحيط ان عملية الوقاية تبدا داخل غرف العمليات وقاعات العمليات حيث يجدر بالاطباء فرز المخلفات الطبية ووضعها حسب مدى خطورتها في الحاويات الطبية المخصصة لجميع انواع النفايات. ويؤكد السيد مبروك ان قانون سنة 1996والامر التطبيقي التابع له الصادر سنة 2008 يحدد طريقة التصرف في نفايات المخلفات الطبية على اختلاف انواعها (نفايات بيولوجية -النفايات الواخزة ...) وفي ما يخص النفايات المشعة يقول ان لها تقنيات تضبطها ويشدد على الالتزام بهذه القواعد الصحية لضمان صحة الطاقم الطبي وشبه الطبي والمحيط ايضا مؤكدا ان خطورة هذه المخلفات تبرز في نقلها الى المحيط الخارجي بشكل غير محمي. الصباح