تونس/القصرين:تقدمت أسرة تلميذة كانت توفيت في فراشها داخل مبيت المعهد الثانوي في ماجل بلعباس بشكوى الى وكالة الجمهورية بالقصرين لمقاضاة إدارة مبيت المعهد من أجل الاهمال لكن إدارة المبيت أصرت على أن التلميذة توفيت بفعل تناولها لدواء قاتل.ومع تمسك كل طرف بموقفه تحول ملف القضية الى أروقة محكمة القصرين بعد ما تقدمت أسرة الهالكة بشكوى ضد المعهد تتهم فيها الادارة بالاهمال وينكب احد قضاة التحقيق بمحكمة القصرين هذه الايام على دراسة الأمر في الوقت الذي تقدمت فيه أسرة التلميذة بشكوى أخرى الى وزارة التربية للتحسيس بخطورة الأمر (حسب رأيها). ونظرا لتشعب القضية ودخولها منعرجا كبيرا حاولت الشروق الاتصال بأسرة التلميذة المتوفية. وبعد عناء البحث أمكن لنا الالتقاء بصهرها السيد رابح الفارحي زوج شقيقة التلميذة ليتحدث لنا عن زهرة وهي تلميذة تدرس بالسنة الرابعة ثانوي (باكالوريا) أصيلة منطقة أم الاقصاب من معتمدية ماجل بلعباس من ولاية القصرين تبلغ من العمر 19 سنة توفيت في فراشها بمبيت المعهد الثانوي بماجل بلعباس بين زميلاتها يوم 7 جانفي الفائت. وقد تعددت الروايات بشأن سبب وفاتها فإدارة المعهد متسلحة بتقرير الطب الشرعي الذي يؤكد وفاتها نتيجة شربها لدواء قاتل لكن اسرتها لم تقتنع بذلك بل ترى أن الموت ناجم عن الاهمال. «لم تلق المساعدة» ويواصل محدثنا كلامه قائلا ان المتوفاة (زهرة) تعاني من نزيف في أنفها يأتيها من حين لآخر وأن كل القرائن تؤكد أنها تعرضت الى هذا النزيف ليلة وفاتها ولكنها لم تلق مساعدة ربما لغياب المسؤولين عن المبيت ودليله في ذلك غياب الغطاء الذي كانت تستعمله. وأضاف قائلا: تقدمت أسرتها بمطلب الى الادارة تطالب باغراضها فأبغلتهم الادارة أن الغطاء (بطانية) ملوث بالدم وهو عند قريبتها التي تسكن معها في المبيت لغسله. ولما اتصلوا بقريبتها نفت ان يكون معها هذا الغطاء عندها تراجعت الادارة عن كلامها السابق وذكرت ان المتوفية لم تكن تملك غطاء أصلا وأنها كانت تشارك قريبتها في ذلك وهذا التضارب يعد حسب أسرة المتوفية قرينة على أن في الأمر سرا إذ أن الانتحار عادة لا يتسبب في سيلان الدماء بالكيفية التي تعجل بغسل البطانية. لاستجلاء الأمر أكثر اتصلت الشروق بمدير المعهد الثانوي بماجل بلعباس وأبلغته بكل ما يدور في أذهان أفراد أسرة التلميذة فأكّد منذ البداية أن زهرة لا تملك فعلا غطاء وأن ما قيل بشأن رواية البطانية هو من قبيل الاباطيل. وأكّد تناول زهرة للدواء القاتل وكل الدلائل تدل على ذلك حسب قوله ويضيف أن قيّمة كانت موجودة في المبيت يوم الواقعة وهي من تفطنت الى وفاة التلميذة عندما همت بايقاظ التلميذات في الساعة الخامسة والنصف ككل يوم وهي من أبلغته بالأمر فحضر على الفور وأبلغ السلطات الامنية وتم نقل الجثة الى المستشفى الجهوي بالقصرين لعرضها على الطبيب الشرعي. وأكّد أنه تولى بنفسه جمع كل أغراضها وأثناء ذلك عثر على قطعة خبز ونصف برتقالة عليهما آثار سائل أزرق فأبلغ السلطات الامنية وتبين أنها آثار دواء قاتل يشل الاعصاب ويجعل صاحبه غير قادر على الحركة ولا حتى على التوجع الامر الذي جعل بقية التلميذات لا يتفطن الى ما حدث. «متعلقة بوالدها» وأضاف أن إدارة المعهد سلمت أغراض التلميذة الى أهلها وقامت بواجب العزاء ويضيف أن أخبارا بلغته تفيد أن التلميذة تعاني من مشاكل عائلية ربما لتواضع نتائجها خاصة وأنها تنتمي الى عائلة تعود أفرادها على التفوق في الدراسة وأنها يتيمة الأب وتأثرت كثيرا بوفاته لأنها كانت متعلقة به كثيرا.وربما لم تستسغ رحيل والدها فاختارت الانتحار خاصة وأنها اختارت نفس تاريخ وفاة والدها وهو 7 جانفي ودليله في ذلك أنها دخلت الى المبيت يوم الاثنين ومعها الدواء ولم تنتحر الا يوم الاربعاء ودليله على ذلك انها حملت معها الدواء منذ بداية الاسبوع وأن القانون يمنع خروج المقيمات قبل يوم السبت وهو ما يرجح انتظارها للموعد الذي توفي فيه والدها. ويختم المدير حديثه بأن للادارة وسيلة إثبات تؤكد على الأقل شرب الفتاة للدواء وهو تقرير الطب الشرعي. أما عن وضعية أسرة زهرة يقول السيد رابح إن ما يؤلمه هو حال والدتها التي أصبحت لا تطيق عودة ابنها في آخر الاسبوع الذي يدرس بنفس المعهد الذي كانت تدرس فيه زهرة ويقيم في مبيت مجاور للمبيت الذي توفيت فيه شقيقته لأن عودته تذكرها بالأيام التي كانت ترافقه فيها ابنتها وأن جميع افراد الاسرة وعددها سبعة أصبحوا في حالة يرثى لها لهول الصدمة. الشروق الخميس 11 فيفري 2010 الساعة