باريس – في ثاني حادث من نوعه في أقل من أسبوع، هاجمت مجموعة من الشباب مسجدا في مدينة ستراسبورج، شرق فرنسا وخربت الهلال الذي يعلو مئذنته، بحسب الشرطة الفرنسية.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في الشرطة الفرنسية، أن أربعة شبان في العشرينيات من عمرهم، تسلقوا مئذنة جامع أوبرنيه في مدينة ستراسبورج وخربوا الركيزة المعدنية التي تحمل الهلال، ليلة السبت 13-2-2010. وأضاف مصدر في شرطة الدرك المحلية لم تذكر الفرنسية هويته: إن بعض السكان المجاورين للمسجد أبلغوا الشرطة بالحادث، فحضرت قوة أمنية إلى المكان على الفور "إلا أن المخربين كانوا قد لاذوا بالفرار"، بحسب المصدر الذي قال إن تحقيقا فتح في الحادث. ووصف البوليس الفرنسي الواقعة بأنها "أقرب إلى عمل صبياني أكثر منه إلى عمل معاد للإسلام". من جهته ندد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في بيان له، وهو الهيئة الممثلة لمسلمي فرنسا بهذا العمل "الجديد الاستفزازي والحاقد". وافتتح المسجد في يناير 2009، وسبق أن تعرض لهجوم مماثل خلال عمليات إنشائه؛ حيث جرى تحطيم نافذته الرئيسية وانتزع الهلال الذي يعلوه، في سبتمبر 2008. ويعتبر الحادث الأخير الذي تعرض له جامع أوبرنيه، هو ثاني واقعة اعتداء يتعرض لها مسجد فرنسي في غضون أقل من أسبوع؛ حيث اكتشف مصلون صباح الإثنين الماضي 8-2-2010، رسومات تمثل الصليب النازي المعقوف، وكتابات عنصرية أخرى معادية للمسلمين على جدران الجامع الكبير في سانت إتيان، في ضواحي العاصمة باريس. وقالت وسائل الإعلام الفرنسية في حينه: إن الكثير من العبارات حوت كلمات عنصرية على غرار "الزنوج القذرون"، و"فرنسا للفرنسيين"، و"لا نريد عربا هنا"، وجدها المصلون على جدران المسجد عندما أتوا لأداء صلاة الفجر. وتصاعدت حدة الجدل في الأشهر الأخيرة في فرنسا بشأن الهوية الوطنية لمسلمي فرنسا ومستوى اندماج الأقلية المسلمة في هذا البلد الأوروبي، الذي يعيش فيه 7 ملايين مسلم، يشكلون ما نسبته 11% من إجمالي تعداد السكان البالغ نحو 64 مليون نسمة، وهي أكبر أقلية مسلمة في أي دولة أوروبية. وزاد من حدة الجدل إقرار لجنة برلمانية فرنسية مؤخرا مشروع قانون لحظر النقاب في الأماكن العامة. وتتكرر حوادث العنف والتخريب ذات الطابع العنصري التي تتعرض لها الرموز الإسلامية، مثل المساجد والمقابر، في فرنسا ودول أوروبية أخرى.