أعربت وزيرة الخارجية اليونانية "دورا باكويانيس" عن قناعتها بأن الحجاب لا يهدد العلمانية أو حقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه "لا يمكن حمايتهما عن طريق حظره ما دامت النساء ترتدينه بمحض إرادتهن ومن منطلق حرية الممارسة الدينية"، بحسب صحيفة "نيوز تايم" التركية. وخلال كلمتها في المؤتمر الاستشاري الرابع الخاص بدور المرأة في الإدارات المحلية والذي عقد في المقر العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم بأنقرة السبت 8-3-2008 قالت باكويانيس: "لا يشكل الحجاب تهديدًا لحقوق الإنسان أو علمانية الدولة، كما أن حظره لا يحميهما". وأضافت دورا: "التقيت بالعديد من النساء اللواتي حققن نجاحات في مختلف الدول الإسلامية وتحدثت إليهن في محافل مختلفة، فوجدت أن الدين يعني بالنسبة إليهن السلام والمساواة الحقيقية، وأعتقد أن هؤلاء النساء -وخاصة في تركيا- قد أثبتن أن المرأة المعاصرة يمكنها الجمع بين التقدم والنجاح من جهة، والحفاظ على هويتها الثقافية -بما فيها الدين- من جهة أخرى". طالع أيضا: تركيا.. جامعات تفتح أبوابها للحجاب وأخرى تغلقها
وأوضحت وزيرة الخارجية اليونانية أن "حرية الاختيار قد أتاحت الفرصة أمام هؤلاء النساء للنجاح وبلوغ أقصى إمكانياتهن، فكان لديهن القدرة على الدراسة والسفر والمنافسة على فرص العمل، وبلوغ قمة العمل الخاص اعتمادًا على جدارتهن". وترتدي ثلثا نساء تركيا ذات الأغلبية المسلمة (99% من 70 مليون نسمة) الحجاب، وقد امتنع عدد كبير منهن عن الالتحاق بالجامعة بعد أن مدد الحظر على ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة ليشمل الجامعات عام 1989. وجرى تشديد الحظر عام 1997، قبل أن يقر البرلمان التركي تعديلاً دستوريًّا يقضي برفع الحظر المفروض على الجامعات في التاسع من فبراير الماضي بأغلبية 404 أعضاء من أصل 550 يشكلون البرلمان. وتسبب التعديل الدستوري في جدل واسع بين المؤيدين والمعارضين الذين أبدوا تخوفهم من أن يهدد الحجاب علمانية الدولة التركية. الفهم الغربي الخاطئ وأنحت "دورا" باللائمة على المجتمع الغربي الذي يظن أن الإسلام وضع المرأة في مكانة أدنى من الرجل قائلة: "لديّ اعتقاد جازم بأننا في العالم الغربي لدينا الكثير من القوالب النمطية، وسوء فهم لوضع المرأة في الإسلام ناتج عن قراءتنا الخاطئة للقرآن". واستطردت: "ومع ذلك، فإن القراءة المغرضة للعهد القديم أو الجديد مع تجاهل السياق التاريخي الذي كتبا فيه يمكن أن يؤدي بكل سهولة إلى دعم فكرة مماثلة عن المسيحية، وهذا يعتمد بشكل أكبر على كيفية تفسيرنا لهذه النصوص وماذا نختار منها لنؤكد فكرة معينة". وتابعت: "دعونا لا ننسى أن كلاًّ من الإسلام والمسيحية يقومان على مبدأ أن جميع الحقوق والواجبات تجاه إخوتنا في الإنسانية وتجاه الله عز وجل واحدة بالنسبة للجميع ولا يوجد استثناءات". "على خطى أتاتورك" وأبدت وزيرة الخارجية اليونانية تأييدها لسياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم تجاه المرأة والاهتمام بتحسين أوضاعها. وتابعت أن: "لسياسة أردوغان تجاه المرأة امتداد تاريخي، حيث يسير على خطى مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة والذي كان شاغله الرئيسي خلال إصلاحاته السياسية والاقتصادية تحسين وضع المرأة، وأقر بنفسه المساواة بين الجنسين باعتبارها مبدأ مؤسس للجمهورية التركية". وكشفت "دورا" النقاب عن اعتزام اليونان إطلاق مبادرة جديدة خلال المنتدى الإقليمي المزمع عقده في الثاني والثالث من يونيو القادم بالعاصمة اليونانية أثينا؛ لمناقشة سبل توسيع الاستثمار في الموارد البشرية من الفتيات والنساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن طريق تمكينهن وتعليمهن، وإتاحة الفرصة لهن لجني مزايا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.