مثل اليوم 23 فيفري بمحكمة الاستئناف بقفصة كل من الصحفي الفاهم بوكدّوس المحكوم ابتدائيا بأربع سنوات نافذة، والمناضل المنجمي حسن بنعبدالله المحكوم غيابيا بعشر سنوات مع النفاذ العاجل، والذي سيمثل غدا في نفس القضيّة في طورها الابتدائي. وقد شهدت مدينة قفصة حصارا بوليسيّا خانقا أثناء الجلسة، إذ تم تطويق كل الشوارع وخاصة تلك المؤدّية للمحكمة، وتمّ منع المواطنين من المرور عبر شوارع المحكمة، كما قامت الفرق الأمنية باعتراض نشطاء المجتمع المدني من حقوقيين وسياسيين ونقابيين ومنعتهم من حضور المحاكمة، وقامت بتمشيط الشوارع المحيطة وطردهم حتى من المقاهي. وقد حضر المحاكمة سجناء الحوض المنجمي الذين تمّ منعهم من حضور الجلسة في بادئ الأمر وهم عدنان حاجي وبشير العبيدي وعادل الجيار وعبيد خليفي والطيب بنعثمان والحفناوي بنعثمان ومظفر العبيدي وبوجمعة شرايطي، وبلغ الأمر إلى درجة التهجّم على المناضل عدنان حاجي ومحاولة تعنيفه، ولكن بعد تدخل المحامين تمّ السماح لهم بحضور الجلسة ضمن قائمة مضبوطة. وحضرت الجلسة أيضا سوازيك عن مراسلون بدون حدود، ومارتين برادال عن الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، ومن الوجوه النقابية حفيظ حفيظ الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الابتدائي ومحمد حليم ومستوري القمودي عضوي التعليم الابتدائي، وعن النقابة العامة للتعليم الثانوي سامي الطاهري كاتب عام وزهير مغزاوي عضو، وعن جامعة الصحة نزار عمامو، كما حضر المحامون الآتي أسماءهم: - شوقي الحلفاوي - جمال مارس - عبدالناصر العويني - بسام الطريفي - آسيا الحاج سالم - بشير الطرودي - خالد عواينية - خالد الكريشي - كريم قطيب - أنور القوصري - محمد جمور - رستم بن جبرة - نزار الجابري - مختار الطريفي - العياشي الهمامي - عبدالرزاق الكيلاني - راضية النصراوي - رضا الرداوي - علي كلثوم - زهير اليحياوي - حسين التباسي - عادل الصغير - عارف الرويسي - فيصل الجدلاوي - ناجية الشريف - شوقي الزرواني - عمر الصفراوي - عبد الستار بن موسى - علي العيساوي - التيجاني عمارة - منذر الشارني افتتح رئيس الهيئة الجلسة باستنطاق حسن بنعبدالله حول علاقته بانتفاضة الحوض المنجمي وإن كان قد شارك في الاعتداء على أعوان الأمن والممتلكات العمومية، فردّ حسن بنعبدالله نافيا أن يكون قد مارس ذلك، وعن علاقته بالحركة الاحتجاجية بالرديف أعلن مشاركته في اعتصامات المعطّلين عن العمل بدار الاتحاد المحلي للشغل بالرديف مع بقية شباب الرديف للمطالبة بحقهم في الشغل الكريم. وقد تدخّل المحامون الذين كان حضورهم متميّزا من مختلف أرجاء البلاد مطالبين بتأجيل القضية حتى تستكمل إجراءاتها في طورها الابتدائي مع ضرورة تمكين منوبهم حسن بنعبدالله من السراح على ذمة القضية، وفعلا استجابت هيئة المحكمة لطلبات المحامين، ومكنت حسن بنعبدالله من السراح وتأجيل الجلسة ليوم 23 مارس القادم، في انتظار مثوله غدا 24 فيفري أمام المحكمة الابتدائية بقفصة. ثم انتقل رئيس الهيئة إلى ملف الصحفي الفاهم بوكدوس ليستنطقه، مبادرا بالسؤال عن علاقته بمناضلي الحوض المنجمي وعلاقته بالحركة الاحتجاجية، فلم ينف الفاهم بوكدوس معرفته بهم وبكل أهالي الرديف والجهة عموما، أما عن علاقته بالحركة فهو لا يتعدّى دوره الصحفي كمراسل لقناة "الحوار التونسي"، مؤدّيا دوره بحرفية ومهنية في تغطية مجمل الأحداث الاجتماعية التي شهدتها الجهة في الرديف والمظيلة وأم العرائس والمتلوي وقفصة، وقد سأله رئيس الهيئة إن كانت له علاقة بالأقراص المضغوطة والمتاجرة بها فنفى ذلك جملة وتفصيلا. وقد تدخّل المحامون ليطالبوا بتأخير الجلسة حتى تستكمل الإجراءات القانونية بخصوص بطاقة السوابق التي لم تنجز حتى الآن، وطالبوا بتأخير الجلسة ليوم 23 مارس القادم موعد جلسة حسن بنعبدالله نظرا لوحدة القضية وارتباطها بنفس الملف وهو ملف الحركة الاحتجاجية في الحوض المنجمي، وكان لهم ذلك إذ استجابت هيئة المحكمة لطلب الدفاع.