دبي:ارتفعت حصيلة خسائر الزلزال المدمر الذي ضرب تشيلي السبت إلى 54 قتيلاً، بينما غابت خدمات الكهرباء والهاتف عن مناطق واسعة بالبلاد التي سجل الزلزال فيها 8.8 درجات على مقياس ريختر، ما يجعله بمستويات كارثية تفوق ما تعرضت له هايتي قبل أشهر.وفي وقت أشارت فيه مصالح الأرصاد الأمريكية إلى أن مركز الزلزال يقع على بعد 341 كيلومتراً جنوبي العاصمة سنتياغو، صدرت تحذيرات من موجات مد بحري "تسونامي" على طول السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، إلى جانب القطب الجنوبي واستراليا واليابان وروسيا.
ورجحت رئيسة تشيلي، ميشيل باشليه، تصاعد حصيلة الخسائر البشرية خلال الساعات المقبلة، ودعت سكان المناطق الساحلية إلى التوجه نحو مناطق أكثر ارتفاعاً خشية موجات المد جراء الزلزال الذي شعر بها سكان العاصمة الأرجنتينية، بوينس أيريس. وتشير التقارير إلى أن مركز الزلزال قريب من مدينة "كونسابسيون،" ثاني أكبر البلاد، والتي تضم أكثر من 200 ألف نسمة يعتقد أنهم كانوا في منازلهم بسبب وقوع الهزات في ساعات الليل. وسجلت بعض سواحل تشيلي وقوع موجات تسونامي محدودة، لم يتجاوز ارتفاعها تسعة أقدام، بينما رفعت حالات التأهب لمراقبة المد في كوستاريكا وبنما والقارة القطبية الجنوبية وتحدثت CNN مع أليخاندرو بيريز، أحد المقيمين في فندق "ماريوت" بسنتياغو، فقال إن الزلزال حطم زجاج الفندق، لكنه لم يتسبب بسقوطه، نافياً وجود جرحى في "ماريوت،" أما أنيتا هيريرا، العاملة في فندق "كينيدي" فقالت إن الكهرباء قطعت وأصيب العاملون والنزلاء بالرعب. ولفتت هيريرا إلى أن فندق "كينيدي" مصمم ضد الزلزال التي تعتبر أمراً اعتيادياً في تشيلي، وإن كانت قد أشارت إلى أن الهزة الأخيرة كانت "قوية جداً." يذكر أن تشيلي تعرضت لأقوى زلزال معروف في التاريخ الحديث، وذلك في مايو/أيار 1960، وبلغت قوته آنذاك 9.5 درجات وأدى إلى مقتل 1655. وكانت هايتي الواقعة في البحر الكاريبي، شمالي قارة أمريكا اللاتينية، قد تعرضت لزلزال مدمر في الثاني عشر من يناير/كانون الثاني الماضي وبلغت قوته 7.0 درجة بحسب مقياس ريختر، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 212 ألف قتيل، وفقاً لما صرح به رئيس وزراء هايتي، جان ماكس بيلفريف، الخميس. وقال رئيس الوزراء الهايتي في تصريح له في برنامج "مباشر مع لاري كينغ" الذي تبثه شبكة CNN: "آخر الأرقام التي تلقيتها حول الخسائر في الأرواح تشير إلى مقتل 212 ألف شخص، بحسب الأرقام التي جمعتها الهيئات المختلفة من الشوارع ومن مختلفة." وأضاف قائلاً: "هذه هي آخر الأرقام لدينا ونحن متأكدون من أن الرقم سيرتفع.. ولكن لا أعتقد أنه سيرتفع كثيراً." وقال إن عدد المصابين جراء الزلزال زاد على 300 ألف شخص، في حين خلف أكثر من مليون نسمة دون مأوى. وأشار رئيس الوزراء الهايتي إلى أن أكثر من مليون نسمة كانوا يعيشون بلا مأوى حتى قبل الزلزال المدمر، الأمر الذي يزيد من احتمال ظهور مشكلات تتعلق بالصحة العامة في البلاد. (CNN)