فلسطين،غزة :قال أسرى فلسطينيون في معتقل "عوفر" "الإسرائيلي" اليوم السبت 6-3-2010 إن وساطة لأسرى من حركة الجهاد الإسلامي نجحت في توقيع اتفاق "وحدة وطنية" بين أسرى حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) داخل المعتقل.ونقل مركز الأسرى الفلسطيني للدراسات عن الأسرى في "عوفر" قولهم إن الاتفاق المكتوب، والذي وقعت عليه باقي الفصائل داخل المعتقل، يتعهد فيه جميع الأطراف بإنهاء حالة الفصل في السكن والتمثيل بين فتح وحماس داخل السجن، بحسب الموقع الإلكتروني للمركز. وتشهد غالبية سجون ومعتقلات الاحتلال حالة من الفصل بين أسرى حماس وفتح على خلفية الصراع الدائر بين الحركتين منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت في يناير 2006، وفازت فيها حماس، والذي وصل ذروته بسيطرة الحركة بالقوة على قطاع غزة في يونيو 2007. وأفاد الأسرى بأن إدارة السجون الإسرائيلية وافقت تحت طلبهم على عملية السكن المشترك بين كل الفصائل، بعد حالة الفصل التي فرضت في السجون، وانعكست بشكل سلبي على حياة الأسرى. ويبدأ تطبيق الاتفاق خلال الأسبوع الجاري في قسم"4" بمعتقل "عوفر"، وبشكل تدريجي سيعمم الاتفاق على باقي الأقسام الرئيسية الستة في المعتقل. وشدد الأسرى على أنهم يأملون في إنجاح هذه الخطوة ونقلها لجميع السجون وخارجها، مؤكدين أن الوحدة الفلسطينية "أقوى الوسائل لمقاومة الاحتلال وممارساته على الأرض". ويأتي توقيع هذا الاتفاق فيما تتمسك حماس بعدم التوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة الفلسطينية إلا بعد تعديل الوثيقة استجابة لتحفظاتها، وهو ما ترفضه القاهرة وحركة فتح التي وقعت على الوثيقة. يوم المرأة الأسيرة في شأن متصل بالأسرى، وفيما يستعد العالم للاحتفاء بالمرأة في يومها وتقديم ورود الاحتفال لها، انطلقت في فلسطين دعوات لاعتبار الثامن من الشهر الجاري يوم المرأة الفلسطينية الأسيرة. ففي بيانٍ تلقت "إسلام أون لاين. نت" نسخةً منه اليوم، دعا الباحث المختص بشئون الأسرى عبد الناصر فروانة جميع المنظمات والمؤسسات النسائية والحقوقية في فلسطين خاصة في العالم العربي والإسلامي عامة، إلى لجعل "الثامن من آذار" هذا العام يوما وعيدا للمرأة الفلسطينية الأسيرة. وأكد فروانة أن "المرأة هي الأكثر ألما ومعاناة وحرمانا، ومن ثم هي الأحق بالتكريم والوفاء والحرية، وذلك من خلال العمل لإنصاف الأسيرات المحررات ونصرة الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال ودعما لحقهن بالحرية". ولفت إلى أن "العالم يحتفي بعد غد الإثنين بيوم المرأة العالمي، وفي وقت يتجاهل فيه معاناة المرأة الفلسطينية الأسيرة، والتي تعرضت لصنوف مختلفة من العذاب"، وشدد على أن المرأة الأسيرة تتعرض داخل سجون الاحتلال لما يتعرض له الأسرى الرجال من التعذيب الجسدي والنفسي، والمعاملة القاسية، وألوان متعددة من الحرمان والمعاناة. منذ 67 وبيَن الباحث المختص في شئون الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967 أكثر من عشرة آلاف فلسطينية من أعمار وشرائح مختلفة، وأن تلك الاعتقالات طالت أمهات وفتيات قاصرات وكفاءات أكاديمية وقيادات مجتمعية ونائبات في المجلس التشريعي. وأضاف أن الاحتلال اعتقل منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 أكثر من 800 مواطنة بقيّ منهن 35 رهن الاعتقال حتى الآن، غالبيتهن العظمى من الضفة الغربيةالمحتلة وأسيرة واحدة فقط من غزة. ولفت إلى أن سلطات الاحتلال لم تكتفِ باحتجاز الفلسطينيات الأحياء، بل تواصل احتجاز جثامين شهيدات في ما يُعرف ب "مقابر الأرقام الجماعية" أو في "ثلاجات الموتى" تسليم جثامينهن لعائلاتهن لدفنها في مقابر إسلامية معدة لذلك. ووصف فروانة أوضاع الأسيرات ب"المأساوية"؛ حيث الظروف القاسية والشروط الحياتية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، والمعاملة اللاإنسانية والتفتيش العاري والعزل الانفرادي وغيرها. شبح وتعذيب وتهديد من جهتها، قالت وزارة شئون الأسرى والمحررين في حكومة رام الله في تقرير أصدرته اليوم بمناسبة الثامن من آذار (يوم المرأة العالمي) إن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967، ما يقارب 15 ألف امرأة فلسطينية. وأضافت الوزارة في تقريرها، الذي وصل "إسلام أون لاين. نت" نسخة عنه، أن أكبر حملة اعتقالات للنساء الفلسطينيات جرت خلال الانتفاضة الأولى عام 1987؛ حيث وصل عدد حالات الاعتقال إلى 3000 أسيرة فلسطينية، ومنذ عام 2000 حتى نهاية عام 2009 بلغ عدد حالات الاعتقال في صفوف الفلسطينيات 900 امرأة. ولفتت إلى أن عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يبلغ حاليا 36 أسيرة بعد أن تم الإفراج عن 21 أسيرة مؤخرا (ضمن صفقة فيديو الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط والتي سميت بصفقة الحرائر). قاهرة السعدي وبينت الوزارة أن الأسيرات يتعرضن للضرب والإهانة والسب والشتم خلال النقل إلى مركز الاحتجاز، ونوهت إلى أن جنود الاحتلال يجتهدون باستمرار لابتداع السبل لإذلالهن وقمعهن والمساس بشرفهن وكرامتهن من خلال اقتحام أقسامهن ليلا أثناء نومهن، وتطرقت الوزارة إلى حالة الأسيرة قاهرة السعدي من مخيم جنين المحكوم عليها بالمؤبد 3 مرات، والتي تتعرض للضرب الدائم والإهانات. وفي شهادةٍ لها قالت قاهرة السعدي عقب اعتقالها إنه تم نقلها إلى زنازين تحت الأرض بدون إضاءة، وذات رطوبة مرتفعة، وتنتشر فيها الصراصير والحشرات والقوارض؛ حيث مكثت في زنزانتها التي تعج بالروائح الكريهة لمدة 9 أيام. وتقول السعدي إنه تم تهديدها بالاغتصاب عدة مرات، وكان ذلك يجعلها تجهش بالبكاء من شدة الخوف. وحذرت الوزارة من تدهور الوضع الصحي في الزنازين التي تنتشر فيها الجرذان التي تقاسم الأسيرات طعامهن الذي هو أصلا سيء وغير صحي، ولا يفي بالحد الأدنى لاحتياجات الجسم، وكثيرا ما وجدن فيه الذباب والحشرات والأوساخ، بالإضافة للبرد القارس في الشتاء والرطوبة، وعدم وجود تدفئة وأغطية كافية، والازدحام، وقلة التهوية. ونوهت إلى انتشار الأمراض الجلدية والطفح الجلدي بين الأسيرات، وعدم تقديم العلاج لهن. وتقيد الإدارة عدد الأسيرات المسموح لهن بالخروج لتلقي العلاج الذي لا يمكن الحصول عليه إلا عند وجود الطبيب، وحرمانهن من خدمات الدعم النفسي. ودعت وزارة شئون الأسرى والمحررين في حكومة رام الله العالم في يوم المرأة لنصرة المرأة الفلسطينية، وإنقاذها من الأذى الذي تتعرض له. علا عطا الله إسلام أون لاين.نت