بروكسل:اشتدت الضغوط الاثنين على المانيا للموافقة على خطة مساعدة مالية لليونان اثناء قمة للقادة الاوروبيين مرتقبة هذا الاسبوع، في ما يبدو بمثابة اختبار كبير لتماسك منطقة اليورو.ودعت الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو لاعتماد آلية لدعم اثينا يمكن استخدامها عند الحاجة، اثناء اجتماع رؤساء الدول والحكومات الخميس والجمعة في بروكسل.وصرح وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس للصحافيين على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي في بروكسل ان "الرئاسة الاسبانية ستعمل لهذا الامر". وتلحظ الالية قروضا ثنائية منسقة لدول منطقة اليورو بقيمة تصل الى نحو 22 مليار يورو وبفوائد ادنى مما تدفعه اثينا اليوم، بحسب مصدر اوروبي. وقد تستكمل بمساهمة صندوق النقد الدولي. واضاف موراتينوس الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، "انه وقت مهم لمستقبل الاتحاد الاوروبي واليورو. وسنبذل كل الجهود لاعطاء هذه الثقة وهذا التضامن" الذي "تستحقه اليونان بفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة فعلا". واسهب باروزو في هذا المنحى الاثنين. وقال في مقابلة لصحيفة هاندلسبلات الالمانية "نحن بحاجة لمناسبة هذه القمة الى قرار لمعرفة كيفية التعامل مع اليونان، والا فان الشكوك الكبيرة (الحالية) قد تستمر لوقت طويل". وبذلك، يجازف رئيس المفوضية الاوروبية بخوض مواجهة مباشرة مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وفي غياب هذا الدعم الاوروبي، فان اليونان مهددة بالتوجه فقط الى صندوق النقد الدولي لتعويم اقتصادها. وتعتبر اثينا انها تستحق دعم شركائها بعدما اتخذت تدابير تقشف مؤلمة بغية خفض عجزها الهائل. كما تعتبر الحكومة ان معدلات الفائدة التي تدفعها للاستقراض في الاسواق مرتفعة جدا. ودعت دول عدة الاثنين الى عدم ترك اليونان تنهار. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "علينا ان ندعم اصدقاءنا اليونانيين الذين عرضوا خطة شجاعة جدا". ووافقه نظيره الايطالي فرانكو فراتيني الذي قال ان "مصداقية اوروبا على المحك"، مضيفا "عندما يمر بلد في منطقة اليورو بوضع صعب علينا واجب اخلاقي ومؤسساتي للتدخل". لكن ميركل ترفض الالتزام في الوقت الحاضر بدفع اموال لحل مشكلات اليونان الاقتصادية. وفيما يقترب موعد استحقاق انتخابي اقليمي حاسم بالنسبة اليها، عليها مواجهة راي عام معارض الى حد كبير، اذ ان 32% من الالمان يعتبرون ان على اليونان ان تخرج من منطقة اليورو لتعيد تنظيم حساباتها، و40% يرون ان بلادهم ستكون افضل خارج منطقة اليورو بحسب استطلاع للراي نشرت نتائجه الاثنين. الى ذلك، فان هولندا وفنلندا متحفظتان جدا بشأن اليونان. واعلن وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستاب اليوم ان موقف المستشارة الالمانية "مفهوم جدا". ولتفادي تقويض القمة الاوروبية سيسعى رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي "للتوصل الى حل وسط بين دول منطقة اليورو حول طريقة التعامل مع الملف اليوناني خلال اليومين او الايام الثلاثة المقبلة" بحسب مصدر دبلوماسي. كما ان باروزو سيقوم "بكل ما في وسعه" للتوصل الى اتفاق هذا الاسبوع حول آلية لمساعدة اليونان، على ما صرحت المتحدثة باسمه بيا ارنكيلديه هانسن. وقالت المتحدثة في مؤتمر صحافي ان "الرئيس سيستمر في بذل كل ما في وسعه للتوصل الى توافق (...) من اجل اتخاذ قرار هذا الاسبوع حول هذه الالية" لمساعدة اليونان. واكد متحدث اخر باسم المفوضية، امادو التافاج، ان وزراء المال الاوروبيين بحثوا بالتفصيل الاسبوع المنصرم اجراءات تدخل لصالح اليونان، معتبرا ان "اكمال هذا العمل سيكون امرا جيدا". واكدت بيا ارنكيلديه هانسن ان "الرئيس باروزو يجري اتصالات منتظمة مع المستشارة ميركل" و"يعمل وسيعمل من اجل التحضير للمجلس الاوروبي هذا الاسبوع لتسهيل التوصل الى اتفاق". لكنها ذكرت في الوقت نفسه "بان استحداث مثل هذه الاداة لا يعني تفعيلها الفوري". ولم يستبعد رئيس مجلس وزراء مال منطقة اليورو جان كلود يونكر الاثنين اللجوء الى مساعدات الدول الاوروبية وصندوق النقد الدولي في وقت واحد لمساعدة اليونان، لكنه اعتبر ان التوصل الى قرار هذا الاسبوع "ليس ضروريا بشكل حتمي". ودعا كوشنير من ناحيته الى ايجاد "افكار مبتكرة" بحلول القمة، بدون مزيد من التوضيحات.